وصف الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الثلاثاء الدعوات المطالبة بعزله بأنها انقلاب. وقال ترمب في تغريدة عبر حسابه في موقع التواصل الاجتماعي تويتر: "ما يحدث ليس عزلاً وإنما انقلاب يهدف إلى سلب قوة الشعب وتصويته وحريته والتعديل الثاني والدين والجيش والجدار الحدودي وحقوقه الممنوحة من الرب". وكان الديموقراطيون في مجلس النواب أعلنوا الأسبوع الماضي عن التحضير لإجراءات عزل ترمب من منصبه. وتتمحور تلك الإجراءات حول اتهامات بشأن مكالمة مثيرة للجدل بين ترمب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي نهاية يوليو الماضي يتردد أنه حث فيها الرئيس الأميركي نظيره الأوكراني على إجراء تحقيقات يمكن أن تلحق ضرراً بمنافسه السياسي جو بايدن. ويحتل بايدن مركزاً متقدماً في السباق الديموقراطي للترشح للرئاسة في انتخابات العام 2020. نفى ترمب جميع هذه الاتهامات وشنّت الإدارة الأميركية هجوماً عنيفاً على التحقيق الرامي لعزل الرئيس، متّهمة الديموقراطيين بممارسة الترهيب بعد طلبهم من خمسة دبلوماسيين الإدلاء بإفاداتهم حول سعي البيت الأبيض للحصول على معلومات تضرّ بمنافس سياسي لدونالد ترمب. وأبدى وزير الخارجية مايك بومبيو شكوكاً إزاء أن تكون صلاحيات اللجان النيابية الثلاث التي تجري التحقيق تخوّلها استدعاء دبلوماسيين للإدلاء بإفاداتهم، وقال: إنّهم لن يستجيبوا لطلب المثول الأسبوع المقبل. كذلك شكّك وزير الخارجية بأن تكون صلاحيات اللجان الثلاث تخوّلها الطلب من الدبلوماسيين تسليمها وثائق، مشيراً إلى أنّ الإدارة مستعدّة للجوء إلى القضاء. وكتب بومبيو في رسالة وجّهها إلى الكونغرس أنّ طلب مثول هؤلاء الدبلوماسيين "لا يمكن أن يُفهم إلا على أنه محاولة ترهيب وإساءة إلى مهنيين مميّزين في وزارة الخارجية". وتابع "لن أكون متسامحاً مع تكتيكات كهذه، وسأستخدم كلّ ما لديّ من وسائل لمنع وفضح كل محاولة لترهيب المهنيين المتفانين الذين أفتخر بقيادتهم". وردّ رؤساء اللجان النيابية بحدّة على رسالة بومبيو، متّهمين إياه بإعاقة التحقيق ومحذّرين من أنّه يمكن أن يوجّه إليه اتّهام بعرقلة سيره. وقال رؤساء لجان الاستخبارات آدم شيف والشؤون الخارجية إليوت إنغل ومراقبة السلطة التنفيذية إيلايجا كامينغز أنّ "وزير الخارجية مايك بومبيو كان بحسب التقارير حاضراً عندما ضغط ترمب على الرئيس الأوكراني لتشويه سمعة خصمه السياسي". دستورية الاستدعاء وقانونيته ويأتي هجوم بومبيو بعد أن ألمح رودي جولياني المحامي الشخصي لترمب، إلى أنه قد لا يمتثل للاستدعاء الذي أصدرته الاثنين اللجان الثلاث. واتّهم جولياني رؤساء لجان الاستخبارات والخارجية والرقابة على السلطة التنفيذية بإطلاق "أحكام مسبقة" في القضية. وقال ردّاً على مذكرة استدعائه: "إنها تثير تساؤلات كبيرة في ما يتعلّق بشرعيتها ودستوريتها وقانونيتها". وتشير مواقف الإدارة إلى أنها تستعد للمقاومة في مواجهة التحقيق في استغلال السلطة الذي يقوده رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب الديموقراطي آدم شيف. وتنذر رسالة بومبيو بأنّ اللجان قد تضطر لإصدار مذكرات استدعاء للدبلوماسيين الخمسة، وبأنّ البيت الأبيض ووزارة الخارجية قد يسعيان إلى الحدّ من المعلومات التي يمكن أن يدلي بها هؤلاء. استدعاء دبلوماسيين والجمعة أطلق شيف التحقيق الرامي إلى عزل الرئيس بعد أن نشر البيت الأبيض محضر مكالمة هاتفية بين ترمب وزيلينسكي جرت في 25 يوليو، يؤكد ما ورد في شكوى أطلقها عميل استخبارات يتّهم فيها ترمب بالسعي لإقحام أوكرانيا في معركته الانتخابية العام المقبل، وسعيه لاحقا للتكتم على ذلك. وكان أول قرار اتّخذه شيف استدعاء بومبيو لتقديم وثائق مرتبطة بالتواصل مع أوكرانيا، والاستماع إلى الدبلوماسيين الخمسة وبينهم سفيرة الولاياتالمتحدة في أوكرانيا ماريا يوفانوفيتش التي أقيلت هذا العام. وبينهم أيضا كورت فولكر، الموفد الخاص إلى أوكرانيا، المشارك في الجهود التي بذلها جولياني من أجل الضغط على كييف للتعاون. وقالت اللجان: إنها "تجري تحقيقا لاكتشاف إلى أي حد عرّض ترمب الأمن القومي للخطر عبر ممارسته ضغوطا على أوكرانيا من أجل التدخّل في انتخاباتنا المقررة في العام 2020، وبوقفه مساعدة أمنية أقرها الكونغرس من أجل دعم أوكرانيا في التصدي للعدوان الروسي". ترمب يهاجم شيف وعميل الاستخبارات في الأثناء صعّد ترمب هجومه على شيف وغيره من المتعاونين من التحقيق الرامي إلى عزله. والاثنين قال الرئيس الجمهوري: إن البيت الأبيض يسعى للحصول على مزيد من المعلومات حول عميل الاستخبارات الذي لم يكشف اسمه، ويحمي القانون كتمان هويته. وصعد ترمب لهجته على تويتر، متحدثا خصوصا عن وجوب توقيف رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب. واعتبر أنه يجب توقيف شيف الذي يرأس لجنة التحقيق الرامي إلى عزله، بتهمة الخيانة. لكنّ سياسيين جمهوريين وديموقراطيين حذّروا ترمب من مغبة التهديد بكشف هوية عميل الاستخبارات الذي يسود اعتقاد أنّه محلّل تابع لوكالة الاستخبارات المركزية "سي أي إيه"، أو محاولة ذلك. وقال السناتور الجمهوري تشاك غراسلي "يبدو أن هذا الشخص اتّبع قوانين حماية عملاء الاستخبارات ويجب سماعه وحمايته".