يحمل نادي الدرعية اسماً تاريخياً وغالياً على كل أبناء المملكة العربية السعودية، وهو الذي يمثل إسم عاصمة الدولة السعودية الأولى والمدينة التاريخية العريقة التي تقطن في الشمال الغربي لمدينة الرياض، كانت الدرعية ولازالت من أشهر المدن في الجزيرة العربية نظير تاريخها العريق والذي يمتد لقرون طويلة. لكن هذه المدينة العزيزة على قلوب السعوديين يمثلها نادٍ لا يحمل من صفة النادي إلا اسمه فقط، فمنظر مقره لا يسر أي رياضي، بالإضافة إلى البنية الأساسية المتهالكة، وعدم وجود مقومات للعمل كما في باقي الأندية السعودية، وفي هذا السياق تحدث أمين عام نادي الدرعية الدكتور خالد الحبشان في حوار خاص ل»دنيا الرياضة»، وفتح قلبه لينقل معاناة النادي الذي يحمل اسماً غالياً في تاريخ السعودية. لا يوجد لدينا مرافق صالحة للاستخدام الرياضي.. والديون تجاوزت 600 ألف ريال *حدثنا عن نشأة نادي الدرعية بالإضافة إلى نبذة عن تاريخ النادي الرياضي؟ * نادي الدرعية تأسس في عام 1396ه، أي أن عمره حالياً 44 سنة تقريباً، وتعاقب على رئاسة النادي عدد من أهالي الدرعية، حتى يومنا هذا الذي يترأسه نايف بن فهد العويضة، وأول رئيس للنادي هو عبدالله الجديعي، علماً بأن النادي أسس قبلها في عام 1380ه لكنه حل في عام 1388ه من قبل إدارة رعاية الشباب بوزارة العمل والشؤون الاجتماعية، ويعتبر كل من سعد الراشد -رحمه الله- وعبدالرحمن بن سريع مؤسسي النادي في فترته الأولى. * بوجهة نظرك لماذا لم يكن نادي الدرعية يوماً من أندية الدرجة الممتاز؟ * النادي حصل على دعم في فترات ماضية لكن هذا الدعم لم يكن يواكب متطلبات واحتياجات النادي، علماً بأن لحتياجات النادي الدرعية أكبر وأكثر من الدعم المادي الذي تحصل عليه الألعاب المختلفة وكرة القدم كونه يفتقد البنية التحتية بالإضافة إلى أنه لا يوجد مقر رسمي للنادي، ولا يوجد أي خدمات مساندة داخل النادي، دور الأندية ثقافي اجتماعي رياضي، ولا نستطيع أن نؤدي الرسائل الثلاث المطلوبة في ظل عدم وجود بنية تحتية نهائياً داخل النادي. * هل ترى أن هناك قصور من أهالي الدرعية في الاهتمام بالنادي ودعمه مادياً؟ * نادي الدرعية حظي في فترات باهتمام من أهالي المدينة بالإضافة إلى مشاركة أبناء المدينة في ألعاب النادي المختلفة وارتداء شعاره، ولكن في السنوات الأخيرة حدث فتور في العلاقة بين النادي وأهالي الدرعية لعدم وجود خدمات جاذبة تقدم من قبل النادي بالإضافة إلى عدم تقديم النادي رسالته الأساسية، في ظل ضعف الإمكانيات المادية والبنية التحتية للنادي. * ذكرت أن النادي حالياً بدون منشأة رياضية بينما هو قائم فعلياً، حدثنا عن ذلك؟ نادي الدرعية حصل كباقي أندية الوطن على أرض للنادي قبل أكثر من عشرين عاما، ولكن للأسف حتى يومنا الحاضر لم يتم إنشاء مقر للنادي، أما المقر الحالي هو منحة من بلدية مدينة الدرعية، النادي مساحته صغيرة جداً ويحتاج إلى أن يتحول إلى منشأة رياضية متكاملة لتفي بالغرض الأساسي من إنشاء النادي، ولكي نستطيع أن نقدم الرسالة النبيلة السامية التي تنشأ من أجلها أندية الوطن. * ما الأجزاء الرئيسية في نادي الدرعية حالياً؟ -النادي مكون حالياً من ملعب كرة قدم بالإضافة إلى أرض من المفترض أن تكون ملعب كرة طائرة ولكن كما ترى هي أرض غير جاهزة لممارسة الرياضة، وهناك مبنى إداري قديم، ونحن في نادي الدرعية لا نستطيع خوض مباريات على أرضنا لعدم وجود مقر للنادي، وعدم وجود ملعب صالح للعب كرة القدم، فنضطر أن نخوض جميع مبارياتنا خارج مقر النادي وخارج المحافظة أيضاً، وهذا الأمر شكل ضعفاً في العلاقة بين سكان الدرعية وناديهم ولا يستطيعون مشاهدة فريقهم على أرضه، نضطر دائماً للذهاب إلى نادي الرياض أو ملعب إعداد القادة. * قبل سنوات قليلة حصلت بعض أندية الوطن على مكرمة ملكية بمنشآت رياضية جديدة، ولكن الدرعية لم يكن من ضمنها فهل السبب يعود إلى الإدارة في ذلك الوقت؟ -فريق الدرعية كان من فرق دوري الدرجة الأولى وكان عليه التزامات مالية من إدارات سابقة، ودعم خادم الحرمين الشريفين كان ولا زال فعالاً ومؤثراً، وغطى جانب كبير من التزامات النادي السابقة، بالإضافة إلى تجهيز فريق كرة القدم، لكن يظل احتياج النادي الأساسي هو مقر حديث ومتكامل يحتضن هذا النادي الذي يحمل اسماً عزيزاً على قلوبنا. * هل خاطبتم بلدية محافظة الدرعية لإنشاء نادٍ ودعمكم في هذا الجانب؟ -نعم مجالس الإدارات السابقة خاطبت بلدية المحافظة ولكن الجواب دائماً كان أن النادي سيأتي الدور بإذن الله ولازلنا ننتظر ذلك، ونحن نأمل كثيراً في ذلك خاصة في ظل إهتمام خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين بمحافظة الدرعية وتطويرها، وهذا الاهتمام لا يخفى على الجميع خاصة أن الدرعية تمثل موقعاً تاريخياً وجغرافياً ومناراً للثقافة، وما التوجه الأخير لتطوير المحافظة بصفة عامة إلا دليل على ذلك، ونتمنى أن يحظى نادي الدرعية بجزء من ذلك الاهتمام والتطوير. *نعود مرة أخرى إلى أهالي الدرعية هل ترونهم كمجلس إدارة مقصرين تجاهكم وتجاه ناديهم؟ * التقصير تجاه النادي موجود من الجميع، ولكن يجب أن نكون منصفين، في السابق كان هناك دعم معنوي ومالي ولكن في نطاق ضيق من أهالي المحافظة، ولكن في الفترات الأخيرة لم يؤدي النادي رسالته التي من المفترض أن يؤديها إلى المجتمع، هناك حلقة مفقودة في التواصل ما بين النادي وأهالي المحافظة، وهذا ما أدى إلى فتور في العلاقة بين النادي وأهالي الدرعية. * هل الدعم المادي الذي يصلكم في النادي اليوم كافٍ للوفاء والالتزام بالمديونيات والمستحقات المالية والمصاريف القائمة؟ -النادي يعتمد بشكل كامل على دعم الهيئة العامة للرياضة، لا يوجد في نادي الدرعية أعضاء شرفيون ذهبيون ولا يوجد أعضاء شرف أساساً، ولا يتلقى النادي أي دعم سواءً من رجال أعمال الدرعية أو حتى مدينة الرياض أو غيرها، حتى في الجانب الاستثماري حاولنا فتح هذا الملف ولكن هناك اشتراطات كثيرة لا تنطبق علينا. * ما أبرز تلك الاشتراطات التي تعيقكم عن الاستثمار؟ -السبب الأول والرئيسي أن النادي كمقر لا يتبع للهيئة العامة للرياضة، وإنما المقر بني على أرض منحة من بلدية الدرعية، وبناء على ذلك يحتاج النادي إلى وثائق رسمية لكي ندخل في مجال الشراكات والاستثمار، الإدارة الحالية تواجه عدة تحديات، ومن أبرزها الديون المتراكمة على الإدارات السابقة، علاوة على المقر المتهالك الذي يفتقد البنية التحتية. * دعنا نعود إلى ملف ديون النادي الشائك الذي يسبب لكم قلقاً كبيراً، حدثنا عن هذا الملف؟ -أثناء تولي مجلس الإدارة الحالي زمام الأمور في النادي، وجدنا حجم ديون كبير متراكم على النادي من جراء التعاقدات السابقة مع اللاعبين، بالإضافة إلى تأخر رواتب اللاعبين والمدربين والعاملين بالنادي، إضافة إلى تأخر الدعم السنوي للنادي مما أجبر الإدارة على تسديد الالتزامات السابقة المتراكمة، والتي كانت تثقل كاهل النادي، وعملنا بعد ذلك جاهدين إلى تسيير أمور النادي إلى حين وصول الدعم المادي من الهيئة العامة للرياضة. *هل هناك رقم محدد يمثل حجم الديون في سجلات النادي وقوائمه المالية؟ -الديون السابقة وصلت إلى 600 ألف ريال، إضافة إلى مصاريف النادي لمدة موسم كامل، لأننا استلمنا الدعم في نهاية الموسم، أما اليوم فالنادي يقف على دعم أعضاء مجلس الإدارة فقط، تكاتفنا جميعاً على تسديد الديون ودفع المصاريف، بالإضافة إلى تكاليف المعسكر، ولا زلنا بانتظار الدعم. *كم سددت الإدارة من إجمالي هذه الديون؟ -قمنا ولله الحمد بتسوية كافة الديون وتسديدها، وصلتنا مكرمة ولي العهد بدعم الرياضة والتي كان نصيبنا منها مليونا ونصف، وهذا الدعم سيزيد من استقرار الأندية، وبقيت معضلتنا الوحيدة اليوم وهي المقر، إذ أننا نادٍ بدون مقر، مما يترتب عليه تكاليف مالية أكبر وأكثر من تدريبات خارج النادي، لأن ملعبنا الحالي غير صالح ودائماً يتسبب في إصابات للاعبي الفريق بالإضافة إلى عدم وجود صالات رياضية نموذجية ولا مسابح، النادي أشبه بمدينة الأشباح اليوم، ونحتاج إلى منشأة جديدة مكتملة الخدمات تكون جاذبة لأهالي المحافظة ومساعدة لنا في تقديم الرسالة المطلوبة منا. * أثناء تجولنا في النادي وجدنا كافة المرافق شبه متهالكة وغير صالحة للاستخدام الرياضي المثالي، وعلى الرغم من ذلك تعملون، فهل وجود مقر جديد كافٍ بالنسبة لكم كإدارة النادي؟ -المنشأة الجديدة في حال استحدثت ستكون ذات بنية تحتية قوية، وهذا ما سيساعدنا للنهوض بالرياضة في محافظة الدرعية، وسيساهم بجذب أبناء المحافظة وبناء اسم قوي لنادي الدرعية. ملعب الدرعية من الداخل الملعب ومحتوياته غير صالحة للاستخدام منشأة متهالكة