حققت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان آل سعود للصين والتي استمرت يومين وجاءت ضمن جولة آسيوية شملت باكستان والهند، حققت نجاحا كبيرا قوبل باهتمام واسع من جانب وسائل الإعلام العالمية، حيث التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ في قاعة الشعب الكبرى ببكين وترأس مع عضو اللجنة الدائمة للمكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني نائب رئيس مجلس الدولة الصيني هان تشنغ الاجتماع الثالث للجنة التوجيهية رفيعة المستوى لتنسيق التعاون الثنائي، ما ساهم بلا شك في تعزيز وتعميق علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين والمملكة العربية السعودية. وقد تم التأكيد خلال اللقاء الذي جمع بين الرئيس الصيني وولي العهد السعودي على الصداقة والشراكة والتاريخ الطويل من التبادلات القوية بين البلدين والرغبة في العمل المشترك معا للبناء على الإنجازات السابقة ومواصلة خلق حقبة جديدة من العلاقات الودية والإستراتيجية. تعميق علاقات الشراكة الإستراتيجية الشاملة لقد حققت زيارة ولي السعودي الأمير محمد بن سلمان إنجازات مهمة، حيث وقع الجانبان الصيني والسعودي خلالها 35 اتفاقية تعاون بقيمة إجمالية تزيد على 28 مليار دولار أمريكي تشمل مجالات صناعة البتروكيماويات والطاقة والاتصالات وبناء البنى التحتية والمالية والتكنولوجيا المتقدمة. كما تم الإعلان عن إطلاق جائزة الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بهدف تعزيز العلاقات الثقافية والعلمية بين البلدين. وقام ولي العهد السعودي أيضا بزيارة سور الصين العظيم. إن العلاقات الصينية السعودية تمضي بخطى سريعة وارتكازا على الثقة المتبادلة والمنفعة المشتركة، نحو تدعيم التعاون في مختلف المجالات القائمة وتكثيف العمل المشترك في قطاعات جديدة تحمل إمكانات كبيرة لتعاون واعد مستقبلا. وتأتي زيارة ولي العهد السعودي في إطار حرص الجانبين الصيني والسعودي على تبادل الزيارات رفيعة المستوى وتعزيز التواصل حول العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وتوثيق التعاون الإستراتيجي، كما تأتي استكمالا للزيارات المتبادلة بين قادتي البلدين والتي تبرهن على مدى حرص قيادتي البلدين على دفع العلاقات إلى مستويات أرحب. فقد شهدت العلاقات الثنائية خلال السنوات الأخيرة ثلاث نقلات نوعية: مع رفع مستوى العلاقات بين بكين والرياض إلى مستوى شراكة إستراتيجية شاملة وتشكيل لجنة توجيهية مشتركة رفيعة المستوى خلال زيارة الرئيس الصيني شي جين بينغ إلى السعودية عام 2016، ومع تطوير وتعميق التعاون بين البلدين خلال زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز للصين عام 2017، ومع مواصلة خلق حقبة جديدة من العلاقات خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان للصين يومي 21 و22 فبراير الماضي. وسلطت هذه الزيارات الضوء على مدى عمق العلاقات وسعي البلدين للانطلاق قدما على طريق شراكتهما الإستراتيجية الشاملة لتحقيق أهدافهما الوطنية. فالصين من أكبر الشركاء التجاريين للسعودية، فيما تعد المملكة أكبر شريك تجاري للصين في غرب آسيا وشمال إفريقيا وأيضا شريك طبيعي للصين في مبادرة «الحزام والطريق». ومن جانبه، قال نينغ جي تشه، نائب رئيس اللجنة الوطنية للتنمية والإصلاح في الصين، إن مشروعات التعاون التي تم التوصل إليها بين الجانبين الصيني والسعودي خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، تأتي في إطار الترابط بين مبادرة «الحزام والطريق» الصينية و«رؤية 2030» السعودية. وشاطره الرأي وو بينغ بينغ رئيس مؤسسة بحوث الحضارة الإسلامية بجامعة بكين، مضيفا أن التعاون بين البلدين شهد تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة ويعيش الآن مرحلة ازدهار.