في كرة القدم انخفاض مستوى فريق خلال مرحلة معينة أو خروجه من بطولة يُعد أمرا عاديا جدًا، إلا في نادي النصر فالوضع مختلف، ورغم حداثة عهد الفريق بالبطولات بعد عودته لتحقيقها بعد انقطاع طويل إلا أن هناك ثلة من بعض جماهيره لا تطيق الصبر ولا تستخدم العقل، فتجدها سلمت عقولها لمن عرف ومنذ زمن ليس بالقصير بالمتاجرة بقضايا وأحداث النصر ونجومه، فالفريق يسير بشكل جيد في بطولة دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين ويضم أسماء كبيرة لها ثقلها الفني محليًا ودوليًا على مستوى منتخبات بلادها ويمتلك جهازا فنيا كبيرا بل يُعد من الأسماء العالمية التي لها قيمتها ومكانتها وترعى الفريق شركة مرموقة بعقد كان بالأمس حلم لكل مشجع وقبل ذلك كل مسؤول نصراوي وهذه أركان أساسية لنجاح أي فريق، ومع كل هذا شنت تلك الثلة من الجماهير عبر مواقع التواصل الاجتماعي هجومًا حادًا ومتطرفًا في توجهه ومفرداته ضد إدارة الأكاديمي الخلوق صفوان السويكت ومشرف كرة القدم عبدالرحمن الحلافي وبعض نجوم الفريق رغم أن الفريق حتى موعد كتابة هذا المقال مرشح وبقوة لتكرار إنجاز الموسم الماضي إضافة لتحقيق بطولة كأس السوبر الذي تبدو حظوظ الفريق بتحقيقها كبيرة جدًا على عكس منافسه الطرف الآخر! هذا الهجوم الحاد على إدارة حتى الآن تسير بالفريق بشكل هادئ وجيد وبعيدًا عن الصخب والضوضاء واستفزاز المنافسين وأن كان بسبب خروج الفريق من دوري أبطال آسيا للأندية المحترفة إلا أنه لا مبرر له، فإداراة السويكت وجهاز الفريق الفني بقيادة البرتغالي روي فيتوريا سبق وأن أعلنا بأن بطولة دوري أبطال آسيا ليس هدف لهم هذا الموسم فضلاً عن الدور المتقدم الذي وصل له الفريق والذي يعد إنجازًا كبيرًا لم يسبق أن حققه الفريق منذ انطلاق البطولة بنظامها الجديد. هذه الثلة المندفعة من الجماهير العاشقة والمحبة يجب أن تعي وتعرف مصلحة فريقها أولاً ولا تسلم عقولها لمجموعة تبحث عن مصالحها الشخصية وتصفي حساباتها مع إدارة النادي بطرق كانت بالأمس تنهي عنها واليوم تمارسها بأستاذية وبكل بجاحة، فمصلحة الفريق في استقراره إداريًا وفنيًا ودعمه بالحضور والمساندة لمواصلة ما حققه خلال المرحلة الماضية في ظل العمل الكبير من المنافسين هذا الموسم على البطولات عكس الموسم السابق الذي انحصرت فيه المنافسة بين النصر ومنافسه التقليدي الهلال. فاصلة: إذا لم تحكم الجماهير النصراوية عقلها وتقف خلف إدارة فريقها بالدعم والمساندة وتتجاهل ما يحدث من طبول الأمس وحكاوية اليوم من هجوم غير مبرر وتضخيم لأخطاء عادية تحصل بأي نادٍ، فإن الفريق سيتجه للمجهول كما كان يردد هؤلاء بل سيصبح ريشة في رياح تلك الفئة التي اتضح للجميع أن مصالحها قائمة على أزمات النصر وأعاصير مشاكله وهمومه، فهل سيتنبه محبو وعشاق الفريق لهذا الأمر أم سيتم تكرار أحداث الأمس ليعود الفريق فقيرًا ومكسورًا إدريًا وفنيًا.