عندما أجرت مجلة (التايم) الأميركية الأسبوعية لقاءً مع ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- قال في معرض حديثه عن الفن: «وفي الحقيقة إنني أحب الفن، وأؤمن بأن أي شخص يمتلك ذوقاً رفيعاً، يجب أن يحب الفن ويقدره، وهناك العديد من الفنانين الرائعين حول العالم، ولا يمكنني أن أحدد شخصاً واحداً ليكون فناني المفضل». ومع مطلع السنة الهجرية الجديدة فتح نادي حائل الأدبي الثقافي ذراعيه للفن، حيث أقام النادي أمسية فنية (متخصصة)، ويبدو أنها الأولى من نوعها، وقد كان لي شرف إدارتها مع أساتذة كبار، تميزوا في مجال الفنون البصرية والتشكيلية، وهم أكاديميون رضعوا الفن حسّا ودرسا، ونهلوا من معين أرقى الجامعات العالمية، وأسسوا لقسم واعد في جامعة حائل، وهو (قسم الفنون الجميلة) الذي يرأسه الدكتور فوزي بن سالم الشايع، أحد أساطين الفن والجمال في جامعتنا الفتية، ومعه فريق فخم من الفنانين الأكاديميين، كالدكتورة نوف السويداء، والدكتور منذر المطيبع، والدكتور طه القمودي، وغيرهم. استضاف النادي الأدبي هذا القسم المشرئب بالفن, والطامح إلى الجمال, فأفاض أساتذته بما لديهم على مسرح النادي الذي ما زال حريصا على مواكبة المفيد, والجديد, ومن ذلك هذا اللقاء الماتع الذي أقيم تحت عنوان (الفن بين الصورة البصرية، والخطاب التشكيلي)، وهو موضوع من الموضوعات النادرة الطرق في الأندية الأدبية، والمؤسسات الثقافية؛ لذا يحسب للنادي اصطياد مثل هذه العناوين، ومحاولة التأليف والمواءمة بين الأدب والفن، والثقافة. كانت ليلة فخمة من ليالي الفن التي احتفى بها الأدب، واحتضنتها الثقافة، تحت مظلة النادي الذي استطاع بحسه الأدبي، وهمه الثقافي أن يتماهى مع (الفنون البصرية) إحدى المبادرات المهمة التي أعلنت عنها وزارة الثقافة مؤخراً، وهو ما يشير إلى أن الفن جزء مهم في تفاصيل حياتنا اليومية، وأنه متواشج مع الأدب, والثقافة, والترفيه, والتسلية, والإبداع, والخيال، وهو الرواق الأكبر الذي تنضوي تحته أكثر غايات الجمال؛ ولئن كان الفن عموما ينضح بالجمال والخيال، وينبع من المشاعر، والوجدان، فهذه أيضا سمة من سمات الأدب؛ لذلك يقولون: بين اللوحة والخطاب تتواشج كل معاني الفن، والذوق الأسمى.