تحتفي المملكة العربية السعودية اليوم ب»اليوم الوطني ال89» وسط جملة من الإنجازات التي حققتها على كافة الأصعدة؛ سياسياً واقتصادياً ورياضياً واجتماعياً. وينطلق معها جديد الأغنية الوطنية، والتي لم تكن إلا رسماً تعبيرياً لصورة عشق وولاء تسكن السعوديين تجاه وطنهم، منذ نشأتها وحتى الآن، حيث بدأ هذا التفاعل الفني من تاريخ بعيد مع نشأة المملكة وساهمت بفعالية في ترسيخ ثقافة الوطن في عدد من الأغاني الخالدة. ولقد استثمر «النشيد الوطني» في إحياء شعور ووجدان السعوديين لوطنهم، وكان الشعراء يرددون قصائدهم بشكل عفوي، جسّدت شعوراً وطنياً، تمثل في قوالب فنية شعبية حتى جاءت الأغنية الوطنية في منافسة بين الفنانين للسباق على تقديمها. نتاج هذا التطور في الأغنية والتي تمثل المحبة والوفاء من الشعب للقيادة والإخلاص للوطن، المغلف بالفن خير معبر لثقافة الشعوب ووجدانيتهم وانتمائهم للوطن. وتُشكِّل هذه المناسبة الوطنية ذكرى عزيزة على قلوب كافة السعوديين، إذ يحتفلون فيها بتأسيس المملكة العربية العربية السعودية على يد الموحد عبدالعزيز بن عبدالرحمن «طيب الله ثراه»، تحت راية التوحيد وتسخيره خيرات الوطن وطاقاته لخدمة الشعب السعودي. وطرح العديد من الفنانين السعوديين أعمالاً وطنية احتفاءً بهذه المناسبة المباركة، حيث تغنّوا فيها بعظمة الوطن، وشدَّدوا على الانتماء إليه، وأكدوا على العلاقة الوثيقة التي تربط بين الشعب وقيادته الرشيدة، وقد نالت هذه الأعمال إعجاب جميع السعوديين، فأخذت حناجرهم ترددها وكلهم فخرٌ واعتزازٌ بوطنهم الغالي وولاة أمرهم. وبين أهم الأعمال الوطنية المتطورة في الأوبريتات الجديدة التي قدَّمها السعوديون خلال العام الماضي، والتي احتوت على لوحات وطنية رائعة، ووصلات فلكلورية شعبية، في عددٍ من مدن المناطق. حيث كانت البداية بأوبريت بمنطقة القصيم، شارك فيه الفنانون أصالة نصري وماجد المهندس وراشد الفارس وعايض الذين قدَّموا عملاً غنائياً، حمل عنوان «خير الأوطان». وشاركت أصالة نصري في أوبريت القصيم وسط أجواء احتفالية ضخمة في «6/ نوفمبر» الماضي. وفي «7/ نوفمبر»، قاد الفنان راشد الفارس أوبريت أهالي منطقة حائل منفرداً، مقدماً أداءً غنائياً رائعاً. وفي «21 / نوفمبر»، صدح «فنان العرب» محمد عبده ورابح صقر وماجد المهندس في أوبريت غنائي تحت عنوان «وقفة فخر»، أقيم في منطقة عرعر شمال المملكة، من كلمات الشاعر فهد المساعد، وألحان رابح صقر، إذ تميَّز بلمسة إبداعية، أدخل عليه فن «الدحة»، الذي اشتهر عند أهالي منطقة الشمال. كما تغنَّى «فنان العرب» محمد عبده منفرداً في أوبريت بمنطقة تبوك، حمل عنوان «عوافي»، وفي ديسمبر الماضي، أقيم أوبريت ضمن المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، الذي تحتفي به السعودية كل عام، وحمل عنوان «تدلل يا وطن» من كلمات الشاعر فهد عافت، وألحان الموسيقار طلال، وأداء فنان العرب محمد عبده، وراشد الماجد ورابح صقر ومزعل فرحان. وضمَّ الأوبريت لوحات أدبية وفلكلورية من جميع المناطق السعودية. واحتفت مدينة الطائف بأوبريت، نُظِّم ضمن الفعاليات التراثية والثقافية المصاحبة لمهرجان «سوق عكاظ» في دورته ال»13» وشارك فيه فنان العرب محمد عبده وكاظم الساهر وكارول سماحة واحتوى على لوحات تراثية، محاكات للأولين. وتستمد الأغنية الوطنية هذا التفاعل والتطور من الأوبريتات فالكثير منها يحافظ على الموروث الشعبي والوطني، هذه الأغاني الوجدانية تحفز الذاكرة لجيل وأمجاد الوطن والإنجازات، وما رافقها من مشاعر فياضة تجاه الوطن الغالي، لتتجاوز تلك الأغنيات، لتصبح وسيلة لتوثيق اللحظات الخالدة للأمة. ولعل من أبرز ما ميِّز الأغنية الوطنية السعودية الإثراء الوطني «كلمةً ولحناً» امتداداً من الأوبريت الوطني، لتكتمل عناصر الإبداع وتُخلد في النفوس وتستوطن الأعماق، هذه الحقيقة؛ الوطن أغنية عظيمة في نفوس المواطنين، والتي أصبحت مع مرور الزمن محفورة في قلب كل مواطن، نرددها سويًا بفخرٍ وعزَّة للوطن، من أشهر الأعمال الوطنية، كانت: «عاش سلمان».. حظيت هذه الأغنية بتفاعل جماهيري واسع، قام بأدائها بطريقة الدويتو كلٌّ من راشد الماجد وعبدالمجيد عبدالله، وحرصا على تقديم الأغنية بشكل مميز، ساهم في انتشارها على المستوى العربي، محققةً انتشاراً ملحوظاً، كانت انطلاقتها ضمن اليوم الوطني في عام «2017». «شامخ».. تعدَّدت الأعمال الغنائية الوطنية التي نالت إعجاب السعوديين، وأخذوا يرددونها في جميع مناسباتهم، منها أغنية «شامخ» التي طرحها الفنان راشد الماجد في نوفمبر الماضي، من كلمات الشاعر تركي آل الشيخ، وألحان عمرو مصطفى. وتعد هذه الأغنية من أبرز الأعمال الوطنية التي طُرحت عام «2018». «سعودي».. لعل من أبرز الأصوات النسائية التي قدَّمت أعمالاً وطنية سعودية الفنانة نوال الكويتية، التي تغنَّت بعمل وطني عاطفي، حمل عنوان «سعودي»، طرحته عام 2018، وتصدَّر قائمة أبرز الأعمال الوطنية السعودية، من كلمات خالد المريخي، وألحان مشعل العروج. وقد حظيت الأغنية، التي أدَّتها نوال في جميع حفلاتها بالسعودية، بانتشار واسع، خاصةً بين السعوديين.