تنبأ خبراء نفط باحتمالية أن تلامس أسعار النفط الخام 100 دولار للبرميل في أعقاب الهجوم الإرهابي على منشأتي بقيق وخريص للنفط والغاز أول من أمس.. وترتكز التنبؤات التي تحدثت عنها "أويل برايس" على أساس أن الاعتداءات ألحقت الضرر على ما يقرب من 5 ملايين برميل من معالجة الخام يوميًا، مما يؤثر على 5 في المائة من إنتاج النفط اليومي في العالم. وعلى الرغم من أن أرامكو واثقة من قدرتها على التعافي العاجل من خلال وفورات المخزون، إلا أنها إذا لم تستطع ذلك، فقد يواجه العالم نقصًا في الإنتاج يصل إلى 150 مليون برميل في الشهر، الأمر الذي يمكن أن يدفع أسعار النفط إلى ثلاثة أضعاف. وتصدّت فرق الاستجابة للحالات الطارئة في أرامكو السعودية بنجاح لحرائق في معاملها في بقيق وخريص نتجت عن هجمات إرهابية بمقذوفات، وقد تمكنت من إخماد الحرائق التي نجمت عن هذا العمل الإرهابي الذي تسبب في تأثير مباشر على توقف الإنتاج بمقدار 5.7 ملايين برميل في اليوم. وقال رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس أمين حسن الناصر، بعد تفقده للمواقع "إنه لا توجد إصابات ولله الحمد بين العاملين"، معبرًا عن شكره للفرق التي شاركت في الاستجابة لهذا الحادث، كما أشار إلى أنه يجري حاليًا العمل على استرجاع كميات الإنتاج، وسوف يتم تقديم معلومات محدثة حول ذلك خلال ال48 ساعة القادمة - بإذن الله -. وقالت وزارة الداخلية السعودية: إن طائرات من دون طيار هاجمت منشأة بقيق في السعودية وحقل خريص النفطي الذي تديره أرامكو السعودية في ساعة مبكرة من صباح يوم السبت، مما أشعل حريقاً هائلاً في معمل معالجة النفط الخام ضروري لإمدادات النفط العالمية. وشددت شركة أرامكو السعودية على تعزيز جودة أداء وموثوقية سلامة كافة أعمال مشروعاتها المملوكة والمشتركة المحلية والدولية في حالات الطوارئ والأزمات والكوارث وتطوير إدارتها تزامناً مع مساعيها لتصبح الشركة الرائدة في مجال الطاقة، والكيميائيات المتكاملة عالمياً، وتكثف الشركة احترازاتها وتنبؤاتها للمخاطر المتمثلة في الاعتداءات المحتملة على منشآت الشركة حول العالم حيث قالت لمستثمريها الدوليين إنها تعتمد اعتمادًا كبيرًا على أمن نظام خطوط الأنابيب عبر البلاد ومنشآت المحطات لنقل النفط الخام والمنتجات عبر المملكة، بالإضافة إلى ذلك تعتمد الشركة أيضًا على الأصول المهمة لمعالجة نفطها الخام، مثل منشأة بقيق التي تعد أكبر منشأة لمعالجة النفط في الشركة ومعالجتها حوالي 50 % من إنتاج الشركة من النفط الخام للسنة المنتهية في 31 ديسمبر 2018، وفي حال تعرضت أنظمة النقل الحاسمة أو منشآت المعالجة التابعة للشركة إلى التعطيل، فقد يكون لها تأثير سلبي ملموس على أعمال الشركة وحالتها المالية ونتائج عملياتها. وتعتبر أرامكو منشأة بقيق النفطية العملاقة أضخم أصولها المهمة لمعالجة نفطها الخام والتي عالجت معاملها 1,85 بليون برميل من النفط الخام في 2018 (5,150 ملايين برميل في اليوم) من إنتاج الشركة الذي بلغ 10,3 ملايين برميل في اليوم في 2018. في حين يبدو أن طاقة المعالجة القصوى لمعامل بقيق أكبر من حدود خمسة ملايين برميل في اليوم حيث قالت "أرامكو" أيضاً تعد بقيق المركز الرئيس لمعالجة النفط الخام العربي الخفيف والخفيف جدا بطاقة إنتاجية تزيد عن 7 ملايين برميل في اليوم، وتنفذ فيها ثلاثة أعمال معالجة رئيسة تشمل معالجة النفط الخام، ومعالجة سوائل الغاز الطبيعي، ومعمل المنافع المساندة، في وقت تفرض معامل بقيق موثوقيتها وكفاءة عملياتها كأحد الرواد العالميين في مجال معالجة المواد الهيدروكربونية وفق أحدثة مستجدات التقنية والابتكار. وتمثل معامل بقيق أهمية دولية بخلاف إمداداتها الآمنة لسوق الطاقة العالمي فهي تربط المملكة بالبحرين عبر خط أنابيب النفط الخام الذي تم تجديدية مؤخراً بسعة قصوى تصل إلى 350 ألف برميل يوميا، وبطول يبلغ 110 كلم تشمل ثلاثة أجزاء، جزء بري سعودي بطول 42 كلم وآخر بحريني بطول 28 كلم بالإضافة إلى جزء بحري تحت الماء بطول 42 كلم ويربط بين معامل بقيق السعودية ومصفاة باكو البحرينية. فيما تعد معامل بقيق أيضاً الشريان في خط أنابيب الشرق والغرب التابع للشركة والذي يؤدي دوراً حاسمًا في ربط منشآت إنتاج النفط في المنطقة الشرقية وينبع على الساحل الغربي، وتوفير المرونة للتصدير من الساحل الشرقي والغربي للمملكة، ونقل الخط ما معدله 2.1 مليون برميل يوميًا من النفط الخام في 2018، ومن المتوقع أن تزداد طاقته من 5.0 ملايين برميل يوميًا إلى 6.5 ملايين برميل يوميًا في العام 2023، بالإضافة إلى ذلك تعد منشأة بقيق أكبر محطة لتثبيت النفط الخام في العالم، وتدير الشركة أربع محطات خام بسعة تخزين إجمالية قدرها 66.4 مليون برميل كما في 31 ديسمبر 2018، مما يساهم في المرونة التشغيلية ويدعم موثوقية العرض. معامل بقيق تعالج سبعة ملايين برميل من النفط الخام في اليوم (أ ف ب)