تسارع شركة أرامكو السعودية خطاها الحثيثة المضنية في أعمال توسعة خط أنابيبها للنفط الخام الممتد شرق غرب والذي من شأنه أن يزيد من كميات نقل النفط الخام التي يمكن أن يصدرها من البحر الأحمر بدلاً من الخليج العربي وهو ما سيسمح لشحنات النفط السعودية بتجنب مضيق هرمز المضطرب دوماً بالإرهاب الإيراني، وأكدت "أرامكو" في نشرة سنداتها الدولية أنه "في عام 2018 نقل خط الأنابيب بين الشرق والغرب ما معدله 2.1 مليون برميل يوميًا من النفط الخام، ومن المتوقع أن تزداد طاقة خط الأنابيب من الشرق إلى الغرب من 5.0 ملايين برميل يوميًا إلى 6.5 ملايين برميل يوميًا في عام 2023. ونجحت "أرامكو" بتعزيز القدرات التصديرية من ساحل البحر الأحمر بإضافة ثلاثة ملايين برميل يومياً من طاقة تصدير النفط الخام السعودي بعد تمكنها من تحديث فرضة ينبع الجنوبية، حيث تم دمج محطة ينبع في المدينة الساحلية على ساحل البحر الأحمر مع شبكة إمدادات النفط الخام الحالية. وتتسارع التطورات في البحر الأحمر مع استئناف مرفأ "المعجز" صادراته بملايين براميل النفط أواخر 2018 وذلك للمرة الأولى منذ حرب الخليج الأولى في وقت يأتي مرفأ المعجز في نهاية امتداد خط الأنابيب العراقي في المملكة والذي يبدأ من منطقة البصرة في العراق ثم يتحول إلى محطات النفط في الساحل الشرقي للمملكة قبل أن يتجه غرباً إلى البحر الأحمر، وتبلغ طاقة خط الأنابيب 1.65 مليون برميل يومياً، في حين تتعامل محطة المعجز النفطية ذاتها مع 3.5 ملايين برميل يومياً وهو ما يمهد لإمكانية إضافة المزيد من خطوط الأنابيب في المستقبل. وتستوعب القدرات الإضافية من المعجز والتي ستضاف إلى ميناء ينبع للنفط الخام، الحمولات الفائضة من زيت الوقود وإمدادات الخام العربي الثقيل المتجهة إلى مصافي التكرير المحلية بالمنطقة الغربية والجنوبية، في حين يتم تصدير معظم الشحنات الأخرى من ميناء الملك فهد الصناعي في ينبع على البحر الأحمر بطاقة إنتاجية تبلغ 6.6 ملايين برميل يومياً، ويشمل الميناء سبعة أرصفة تحميل تستوعب ناقلات تصل إلى 500 ألف طن من الوزن الساكن، فيما يبلغ إجمالي سعة تخزين النفط الخام في الميناء 12.5 مليون برميل حيث يتم فقط تحميل النفط الخام العربي. وتأتي جهود أرامكو الاستثنائية لتكثيف صادرات النفط الخام عبر البحر الأحمر في وقت صدرت أرامكو السعودية 6.84 ملايين برميل يوميًا في يونيو، مر معظمها عبر مضيق هرمز في الوقت الذي عادة ما تستخدم المملكة العربية السعودية المضيق المرتبط بمعظم عملائها في آسيا، وحقولها النفطية قريبة من الخليج العربي بدلاً من البحر الأحمر، وكان مضيق هرمز في قلب التوترات الإقليمية الأخيرة، حيث تشن إيران وعملاؤها عدة هجمات على عدة ناقلات نفطية وكيميائية ضخمة واستيلائها أخيراً على سفينة ترفع علم المملكة المتحدة. في وقت يمر حوالي خُمس الإنتاج العالمي من النفط عبر هذه النقطة الاستراتيجية الخانقة، وشهدت زيادة التوترات انخفاض معدلات الشحن عبر المضيق مع ارتفاع تكاليف الائتمان على السفن وحمولاتها عقب الهجمات، ومع ذلك تم استهداف خط أنابيب شرق غرب أيضًا، حيث هاجمت طائرات دون طيار محطتين لضخ النفط عبر هذا الخط، في وقت أعلن المتمردون الحوثيون في اليمن مسؤوليتهم عن الهجوم. إلا أنه لا تزال تمثل إمدادات نفط شركة أرامكو السعودية عبر مضيق هرمز النسبة الأكبر في صادراتها لآسيا والتي تعد أكبر سوق لنفط أرامكو حيث تشكل مصافي التكرير الآسيوية مركزًا رئيسيًا للطلب على صادرات المملكة من النفط الخام، في وقت تدفق 71 % من إجمالي صادرات المملكة من النفط إلى آسيا في عام 2018، حيث نجحت شركة أرامكو في سلامة وموثوقية تصدير 7,328 ملايين برميل من النفط السعودي الخام في 2018 لمختلف أنحاء العالم شكلت أسواق آسيا أكبر الحصص بطاقة 5,211 ملايين برميل يومياً، في وقت تبحث أرامكو عن توفير خيارات لتسويق النفط الخام وزيادة إمداداته عبر البحر الأحمر. وتمثل معامل بقيق الشريان في خط أنابيب الشرق والغرب التابع للشركة والذي يؤدي دوراً حاسمًا في ربط منشآت إنتاج النفط في المنطقة الشرقيةوينبع على الساحل الغربي، وتوفير المرونة للتصدير من الساحل الشرقي والغربي للمملكة، بالإضافة إلى ذلك تعد منشأة بقيق أكبر محطة لتثبيت النفط الخام في العالم، وتدير الشركة أربع محطات خام بسعة تخزين إجمالية قدرها 66.4 مليون برميل كما في 31 ديسمبر 2018، مما يساهم في المرونة التشغيلية ويدعم موثوقية العرض. وتعول "أرامكو" على الدور المحوري الذي تؤديه معامل بقيق في أعمال الشركة اليومية، بوصفها أكبر مرفق لمعالجة الزيت وتركيز النفط الخام في العالم، حيث تتلقى مرافق النفط في بقيق النفط الخام المر من معامل فرز الغاز من النفط لتعالجه وتحوله إلى نفط خام حلو، ثم تنقله إلى رأس تنورة والجبيل، على الساحل الشرقي، وإلى مدينة ينبع على الساحل الغربي، وترسل الغاز المنبعثة كمنتجات ثانوية من الخزانات شبه الكروية وأعمدة التركيز كجزء من عملية التحويل إلى مرافق سوائل الغاز الطبيعي في بقيق لإخضاعها لعمليات معالجة إضافية.