نشرت "الرياض" بتاريخ 16 من ذي القعدة 1440ه مقالاً بقلم أخي عبدالله الجعيثن، تحدث فيه عن مستقبل الرياض حينما تكون خضراء متفائلاً بمشروعات الرياض الكبرى، وعلى رأسها حديقة الملك سلمان، بأن تحول الرياض إلى واحة خضراء يتنفس من خلالها سكان العاصمة الهواء النقي، وفي آخر المقال يقترح إلزام المطورين العقاريين بترك مساحات خضراء واسعة في كل مشروع، والتزامهم بصيانتها ودوامها وفق رسوم خفيفة تفرض على السكان.. إلخ، حقيقة إن حديث أخي عبدالله جميل وفي مكانه فعسى أن يلقى آذاناً صاغية خصوصاً من المطورين العقاريين. ومن الجانب الآخر ومن أجل أن تكتمل الخضرة يجب على الأمانة وبلدياتها أن تستغل أية قطعة أرض خالية من البناء، ولو كانت صغيرة المساحة فتخضرها ولو بالثيل والزهور لتزيد في نقاء الهواء ورطوبة الجو، والإقلال من الغبار، وحينما يعزم مالكها على بنهائها ويستخرج الفسح ويقدم عقد البناء للبلدية في هذه الحال يوقف الماء عنها وتسلم لصاحبها، والأمر الثاني لن تكون الشوارع خضراء ما لم تتول البلديات صيانة أشجارها لأن مالكي المنازل يهرعون إلى اختيار الأشجار المناسبة لزرعها أمام بيوتهم، ويرعونها لمدة سنوات بسيطة ثم يملون ويقطعونها، والأمر الثالث هو دور البلديات والأمانة بألا تعتمد مخططاً إلا بوجود مساحات مسطحة لتكون حدائق للساكنين، وبمساحات كبيرة وعلى الأمانة دفع نصف تكاليف تلك المسطحات، أو كلها، وذلك من أجل التخفيف عن المشترين للمخطط من المواطنين، لأن التكلفة ستضم أسعار بيع القطع لا شك، وبعد اكتمال تلك العناصر يحق لنا أن نقول: إن الرياض سوف تكتسي حلّة قشيبة من بهاء الطبيعة تمتع النظر والشم وجميع الحواس، وتملأ الحنايا والخلايا بالأكسجين، وتخفف الحرارة والغبار، وتوفر الظّلال الوارفة في كل درب ومكان، مما سيزيد من سعادة المواطن وراحته وأطفاله كما قاله الكاتب، وما نتمناه للرياض نتمناه لكل مدينة وقرية في وطننا العزيز.