قرأنا عدداً من الإعلانات من بعض البلديات عن مشاريع (تطوير) لبعض الحدائق القائمة، فاستبشرنا خيراً، ثم رسيت المقاولات، ورأينا المفاجأة أن أول عمل قام به المقاول هو اقتلاع جميع الأشجار والنخيل ورميها خارج البلد، وقد أُنفق على غرسها وسقيها ملايين الريالات، فقلنا لعلهم يبدلونها بغيرها أشجاراً ونخيلاً أخرى!!! لكن المفاجأة الثانية وقعت حينما رأينا معالم التطوير: مساحات صغيرة فُرشت بالثيل، ثم وضعت بقية الأرض أرصفة ومواقف مسفلتة!!! وبقيت الحديقة عُشر مساحتها ثيل، والباقي أرصفة ممرات ومواقف مسفلتة!!! ورُكِّبت فوق المساحات الصغيرة الخضراء مظلات صغيرة من الحديد أو البلاستيك تدخلها الشمس من كل جانب، وتم التطوير ليجد المواطن والمقيم اسم حديقة لا أشجار فيها!!! لقد كانت الحدائق التي نعرفها واستمتعنا بجمالها وظلها سنين طويلة، مليئة بالأشجار والنخيل التي لا تستهلك إلا كمية قليلة من المياه للسقي، وكانت توفر لمرتاديها الظل والستر للنساء والجمال، ويجد فيها الكبار والصغار متعة وراحة، وجواً آخر بعيداً عن ضيق البيوت وحرارتها!! أما اليوم، وفي بعض مدن بلادنا، فقد أصبحت الحديقة التابعة للبلدية أرصفة تجمع الحرارة والغبار مستقبلةً بهما من خرج من بيته مع عياله ليجد متنفساً من ضيق مسكنه وحرارته، ليجد شمساً ومكاناً مكشوفاً لا متعة فيه ولا جمال ولا ستر، وهكذا تمَّ ما سُمي بالتطوير. وللتمثيل على ذلك، فإن المواطنين في الدلم والهياثم بالخرج فُوجئوا بما سُمي تطوير الحدائق، وهو باختصار شديد إزالة جميع الأشجار والنخيل لتبقى الحديقة بقعاً من الثيل والأرصفة الواسعة ومواقف السيارات، فأي جمال وأي متعة في هذا التطوير، وبأي لغة تُسمى هذه المنشآت حدائق؟!!!!! إنني أضع هذا الموضوع أمام صاحب السمو الملكي، وزير الشئون البلدية والقروية، والمسؤولين في الوزارة والأمانات، فنحن المواطنين نريد حدائق فيها الظل الطبيعي والجمال الطبيعي والمكان الذي يسعد فيه الطفل والمرأة والرجل، دون مضايقة أو إحراج أو لوافح حرارة وغبار. ولقد كانت في أغلب مدن مملكتنا حدائق مقسَّمة إلى مربعات تجلس مع عائلتك في مربع لا يمر بجانبك أحدٌ، وفيها ملاعب الأطفال والأشجار الطويلة جداً التي لم تعد في حاجة للسقي، فأين تلك الأماكن الرائعة؟!!! - الدلم