إن العودة إلى المدارس مناسبة احتفالية جميلة تستحق الاهتمام بها. فيها تعود الحياة إلى طبيعتها، ويعود إلى المجتمع حيويته، ونشاطه، ويعيد الآباء والأمهات سيطرتهم على منازلهم وأولادهم بمنع السهر، وتنظيم أوقات نومهم واستيقاظهم، وتقنين استخدام الأجهزة والألعاب الإلكترونية، وتنظيم أنشطة التسوق والتسلية والترفيه وجعلها في عطلة نهاية الأسبوع. إنها مناسبة احتفالية باجتماع العائلة في أوقات الوجبات، والمذاكرة، وتوصيل الأولاد إلى مدارسهم، وتنمية مشاعر الحب والود بينهم، وتقليل مشاعر الاكتئاب، والقلق، والعصبية، والتذمر، والحرارة، والرطوبة، والفراغ. إنها احتفالية تدعوهم لاستثمار أوقاتهم فيما ينفعهم بطلب العلم، وممارسة الأنشطة، والهوايات، وطرد الكسل، وملء فراغهم بالمذاكرة، والبحث، وجعل النهار معاشاً، والليل لباساً بضبط ساعتهم البيولوجية. إنها احتفالية جميلة بممارسة طقوس تسبق وتلي الإجازة في شراء الأدوات الدراسية والمراييل وغيرها بتسوق يثري شخصياتهم ويمتعهم، وكذلك يمتعهم حين يحضرون إلى مدارسهم بجد ونشاط ويستلمون كتبهم الدراسية الجديدة، ويتصفحونها، ويدرسونها منذ اليوم الأول. وستكون العودة إلى المدرسة احتفالية أجمل وأكثر جمالاً حين تستعد لها وزارة التعليم بقضها وقضيضها بعملها الدؤوب، وليس بتصريحات بعض مسؤوليها بتوزيع الكتب الدراسية منذ اليوم الأول كاملة، وتهيئة المدارس من حيث جودة النظافة والصيانة والتكييف وتوفير احتياجياتها اللازمة، واكتمال الكوادر التدريسية والإدارية عدداً وعدة وتدريباً، واستقبال الطلاب استقبالاً يليق برجال ونساء مستقبلنا من أجل أن نراهم مبدعين أخلاقياً، وتربوياً، وتعليماً، وعلمياً في ظل رؤية المملكة 2030.