اليوم معظم البيوت تعيش حالة طوارئ العودة للمدارس والاستعداد للعام الدراسي الجديد بعد شهور من اللهو، واللعب، والتنزه، والسفر. عند البعض تكون المسألة صعبة وعبارة "خلصت الإجازة" ترددها على مسامع البعض "مؤلمة" خاصة أبنائنا من الطلبة، والطالبات لأنها تعني التخلص من أشياء كثيرة أولها "وداعا للسهر"، ومرحبا "للاستيقاظ مبكرا". محلات بيع المستلزمات المدرسية نفضت الغبار من رفوفها، ودبت فيها الحياة من جديد، وامتلأت بمختلف اللوازم المدرسية، والحقائب استعدادا لموسم دراسي جديد، وبدأت بعرض المستلزمات ضمن عروض، وتشكيلات واسعة متنوعة، والأهم أنها تحمل صور آخر موضة، في الشخصيات الكرتونية وإن أردتم معرفتها يمكنكم الاطلاع على آخر ما تم عرضه من أفلام كرتون، في دور السينما حتى يقتني أطفالكم الجديد وإلا ستضطرون للعودة مرة أخرى لشراء تلك الشخصيات! فمشكلة التنافس والتباهي بين طلاب المدارس ضحيتها أولياء الأمور. لكن الأهم من ذلك الحديث عن مصاريف الدخول المدرسي فقد أصبحت قاسما مشتركا بين الأسر بحكم المبالغ الباهظة التي يصرفونها، في شراء اللوازم المدرسية خاصة أنه سبقت هذا الفترة العطلة الصيفية وما شهدته من مصاريف مواسم الأعراس أو السفر، وشهر رمضان، وعيد الفطر مما يؤثر بشكل كبير على ميزانيات الأسر، وبالرغم من ذلك نجد الكثير من أولياء الأمور رغم الضغوطات التي تقع على عاتقهم يحرصون على رسم الفرحة على وجوه أبنائهم الطلاب، من خلال شراء جميع مستلزماتهم حسب أذواقهم بدءا من المريول، والقرطاسية، والدفاتر، والملصقات، والنوتات، والأقلام، والحقيبة، والممحاة استقبالا للعام الدراسي الجديد بكل شيء جديد، ويبدأ الكثير من الآباء والأمهات، في تحفيز الأبناء من أجل التفوق والنجاح، وتوفير مناخ مناسب للمذاكرة، والعمل على ترغيبهم في مراجعة الدروس أولا بأول من أول يوم في الدراسة، وحثهم على بذل المجهود المطلوب منهم من أجل تحقيق أحلام الأسرة في مستقبل مشرف لهم. لكن نصطدم اليوم بجيل متمرد من الطلبة والطالبات لا يقدرون ما يقدمه آباؤهم من تضحيات مقابل رسم الفرحة على وجوههم ليبدو العام الدراسي بكل تفاؤل، ولكن بداية العام عند بعض الطلبة والطالبات المباهاة، والاستعراض بمقتنياتهم، وقصصهم، ومغامراتهم فترة الأجازة ومن حقهم أن يعبروا عن فرحتهم، ولكن للأسف بعد انقضاء الأسبوع الأول من العودة للمدارس تعود لهم حالة الكسل، والإهمال وعدم الاستذكار والغياب والسهر على التغريدات وعرض اليوميات على المواقع. أتمنى من أبنائنا الطلبة والطالبات أن يقدروا هذا الفرحة التي يرسمها آباؤهم بالالتزم، والاستذكار، ونيل أعلى الدرجات، وباختصارالعودة للمدارس لا تعني الحرمان بل تعني أن نوازن بين الأشياء، ولكل شيء وقته وأن يتأملوا نماذج لطلبة لا يملكون حق "قلم" ومع ذلك يبحثون عن مقعد في مدرسة ليرسموا آمالهم وأحلامهم التي سرقتها الحروب والدمار الذي حصل في بلدانهم ليتأملوا صفوفا في المخيمات، وابتسامة طفلة، وهي تقرأ "حرفا"، وأصوات المدافع من حولها لا تعلم إن كانت ستعود لأحضان والديها بعد انتهاء الدرس. لنجعل هذه الصور والنماذج أمام أبنائنا الطلبة والطالبات، ونساهم في نشرها حتى يقدروا النعمة التي أنعم الله عليهم بها.