أشعل حديث روحاني حول الرغبة باللقاء مع ترمب الغضب في أوساط المتشددين في إيران حيث انتقد أكثر من 80 عضواً في البرلمان الإيراني، الرئيس حسن روحاني يوم الثلاثاء لإعلانه عن استعداده الجلوس مع الرئيس الأميركي دونالد ترمب. وأصدر المشرعون تحذيراً رسمياً لروحاني لاتخاذه موقفاً مخالفاً لمواقف المرشد الأعلى علي خامنئي الذي حظر إجراء مفاوضات مع الولاياتالمتحدة واصفاً ما فعلته إدارة ترمب بالحرب الاقتصادية المفتوحة على إيران مع تعبيره عن انعدام ثقة إيران بأوروبا. وجاء في بيان المشرعين الايرانيين «المرشد الأعلى نبهنا مسبقاً بأن التفاوض مع الولاياتالمتحدة سيكون سماً فتاكاً يهلك النظام». وبدا روحاني بعد تحذيرات البرلمان وعدم تقديم الولاياتالمتحدة أي ضمانات لرفع العقوبات مجبراً على تغيير رأيه في الجلوس مع ترمب. وحذرت صحيفة «كيهان» الإيرانية المتشددة والتي يعين رئيس تحريرها من قبل علي خامنئي في افتتاحيتها من الجلوس مع ترمب حيث قالت أن خطط ترمب لإيران مدمرة وكارثية ويجب التنبه من عدم منح ترمب هدية قبل الانتخابات الرئاسية لأنه سيخدع إيران مجدداً ولن يرفع العقوبات. توم روغان ل «الرياض»: سياسة ترمب مع طهران تصب في مصالح الحلفاء وتعرّض روحاني لهجوم من صحيفة الحرس الثوري الإيراني «جافان» التي دعته لتطبيق أفكار وقناعات المرشد الأعلى فكتبت الصحيفة «خضوع حكومة روحاني لأميركا في السنوات الست السابقة لم يجلب لإيران واقتصادها إلا الويلات.. وروحاني يريد لإيران أن تنحني مراراً وتكراراً لأميركا وتتنازل وتكرر نفس الخطأ لتأتي كل إدارة وتجرب الانتقام من إيران بشكل مختلف». وتعرّض ترمب أيضاً للانتقادات في واشنطن لاقتراحه المفاجئ بالجلوس مع روحاني، حيث قال آري فلايشر، وهو المتحدث السابق باسم البيت الأبيض في عهد الرئيس جورج بوش إن اقتراح ترمب ينقصه النضج والنظر إلى الأمور بعمق أكبر، فإيران تعاني واقتصادها ينزف ومختلف الأجنحة السياسية فيها تتقاتل وتحاول أن تفني بعضها البعض، في حين تمتلك الولاياتالمتحدة المتسع من الوقت وبإمكان واشنطن الانتظار لسنوات دون أن تتحدث مع إيران ودون أن تتضرر أو تتجرأ إيران على إحداث أي تصعيد حقيقي. وأضاف فلايشر، «ترمب أبلى بلاء حسناً، فلا يوجد أي إدارة سابقة تمكنت من إخضاع إيران وقيادتها للجنون مثل إدارة ترمب، ولكن تبقى قرارات ترمب المفاجئة مقلقة». وقال فلايشر إن ثقة ترمب بنفسه وقدرته على التفاوض متضخمة ومبالغ بها جداً، فهو مؤمن بأنه يمتلك شخصية قادرة على إقناع الخصم وإخضاعه ولذلك جلس مع كيم جونغ أون، زعيم كوريا الشمالية ولكن رأينا أن قدراته على الإقناع لم تنجح» في كوريا الشمالية وقد لا تنجح مع روحاني». ويقول الكاتب والمحلل في «الغارديان» توم روغان لجريدة الرياض أن ترمب تعامل باحترافية في الشرق الأوسط، وتمكن من إحداث طفرة في الضغط الكبير على إيران والتقرب من الحلفاء في ظل صعود النفوذين الصيني والروسي في الشرق الأوسط، فوزارته للخارجية نجحت في إشعار الإيرانيين أن مصالحهم متعارضة مع مصالح هذا النظام الدموي، مضيفاً «هناك بعض النقاط التي لا أخشى منها حتى لو جلس ترمب مع روحاني بسبب ارتباطها بالنجاح السياسي لترمب ومبادئ مستشاريه الأقرب وتكسبه السياسي من نجاح سياسته في الشرق الأوسط، مثل أن الادارة ستطوي تماماً عهد قدرة إيران على تطوير قدرات نووية للأغراض الحربية فمطالب الإدارة بهذا الصدد تتمسك بإغلاق فوري ونهائي للمنشآت النووية الأساسية في إيران، بعكس اتفاقية ال 2015 التي كانت صلاحيتها ستنتهي خلال سنوات قليلة». ويفيد روغان بأن استراتيجيات ترمب في الشرق الأوسط نجحت فيما تتذبذب أهداف أخرى فالتحركات في الشرق الأوسط تصب في مصالح الحلفاء أكثر من عهد أوباماً، وما نراه في سورية والعراق ولبنان من نسف إسرائيلي للقدرات الميليشياوية الإيرانية على أراضي هذه الدول لا ينفك عن استراتيجية أميركا الجديدة في المنطقة ومن غير المستبعد أن تكون ال «سي اي اي» مغذي استخباراتي مهم بالمعلومات والأهداف للطيران الإسرائيلي الذي باتت طلعاته روتينية فوق مناطق تحتلها أذرع إيران.