يدلف التعليم هذا العام مرحلة تاريخية ونوعية، حيث تبدأ وزارة التعليم في تطبيق برنامج الطفولة المبكرة بمراحلها الأولى، وستستقبل 1460 مدرسة في عموم مناطق المملكة نحو 83 ألف طفل هيأت الوزارة لهم 3313 فصلاً لرياض الأطفال، فيما تم تأهيل 3483 فصلاً لطلاب الصفوف الأولية. «الرياض» تستطلع آراء وتطلعات العاملين في الحقل التعليمي بشقيه العام والعالي حول تطبيق هذه التجربة. رؤية 2030 قالت د. نادية بنت أحمد الجديدي -رئيسة قسم رياض الأطفال بكلية التربية في جامعة الملك فيصل بالأحساء-: إن تطبيق هذا البرنامج سيحدث قفزة تطويرية في العملية التربوية والتعليمية، أهمها:سد الفجوة في التعليم بين الصفوف الأولية ورياض الأطفال، مما يساهم ببناء المهارات في مرحلة يتطور فيها العقل، والمساعدة على إكساب الأطفال المهارات والمعارف والقيم في مرحلة حاسمة من العمر تعد استثماراً للمستقبل، كذلك الإسهام في تحقيق استراتيجية وزارة التعليم المتوافقة مع رؤية المملكة 2030، والتي تسعى إلى اللحاق بركب تطور التعليم على المستوى العالمي لتكون المملكة في مصاف الدول الرائدة في ميدان التعليم، وتعد نموذجاً عربياً يحتذى به على المدى القريب، إضافةً إلى تحقيق نواتج تعلم أفضل لباقي مراحل التعليم اللاحقة، وفق مستهدفات رؤية المملكة 2030، ورفع نسبة الالتحاق برياض الأطفال، مما يساعد على تحسين جودة التعليم وتطوير ورفع كفاءة استخدام المباني المدرسية الملحقة بالمدارس الابتدائية للبنات، لضمان جاهزيتها، حيث تبنت وزارة التعليم عدة مشاريع مهمة منها: افتتاح وبناء مجموعة من المدارس (رياض أطفال، طفولة مبكرة)، وإعداد دراسات تدعم مبادرات ومشاريع الإدارة العامة للطفولة المبكرة، إلى جانب تجويد بيئات التعلم في رياض الأطفال باستخدام مقياس الايكرز (ECARS)، والذي يهدف إلى تعزيز السلوك الموجه نحو جودة البيئة التربوية لروضات الأطفال الحكومية والأهلية، وتطوير برامج الحضانات ورياض الأطفال، والتوسع في خدماتها بهدف بناء مرحلة تعليمية متكاملة. توعية المجتمع ودعت د.نادية الجديدي شرائح المجتمع المختلفة إلى المساهمة في إنجاح هذه الخطوة الجديدة وذلك عبر السعي إلى توعية المجتمع وتثقيفه بأهمية تلك المرحلة في حياة أطفالهم، مع ضرورة إلحاق أطفالهم بمرحلة الروضة، حيث إنها أحد مراحل السلم التعليمي، مضيفةً أنه تبنت وزارة التعليم عددا من المشاريع التوعوية التي تسهم في تثقيف المجتمع وتوعيته بتلك المرحلة وأهميتها، ومنها على سبيل المثال لا الحصر تأسيس قناة تختص بفئة الأطفال لدعم مشاريع وزارة التعليم المرئية، وبناء قدرات مجموعة من الخبيرات في الطفولة المبكرة، كذلك برنامج تثقيف الأم والطفل لمساعدة الأم على إكساب طفلها المهارات الأساسية (عقلية، جسمية، عاطفية اجتماعية) بما يتوافق وخصائصه النمائية بعمر الخمس سنوات، وهو برنامج تثقيفي وتعويضي في آن واحد، إضافةً إلى مشروع السلامة الشخصية للطفل، متمنيةً زيادة عدد تلك المشاريع من الجهات ذات العلاقة، ناصحةً العاملات في الميدان التربوي بسرعة استيعاب وتقبل تطورات المرحلة المقبلة، والتي تركز على الاهتمام بنواتج التعلم، كونها أحد أهم المخرجات للطفولة المبكرة والصفوف الأولية، وضرورة الالتحاق بالدورات التدريبية للتوعية المستمرة بتطورات تلك المرحلة وما هو مطلوب تحقيقه، ولم تخفي تفاؤلها الكبير واستشرافها لمستقبلٍ واعد. تطوير المناهج وذكرت د.نادية الجديدي أنه نظراً لوضع وزارة التعليم استراتيجية محكمة وفق زمن محدد تتوافق مع رؤية المملكة، فإنه سوف يرتقي هذا التخطيط للتعليم بأفراد المجتمع بطرق وأساليب جديدة -كان صعبا تطبيقها في وقت سابق- وذلك بفضل سعي وزارة التعليم الدؤوب لتحقيق رؤية المملكة 2030، وتطوير السياسات التعليمية والمناهج، والارتقاء بإعداد المعلم، وعمل المشاريع الخدمية التي تعود بالنفع على المجتمع على المدى البعيد، مُعددةً مجموعة من العناصر التي ستفضي برأيها إلى نجاح برنامج الطفولة والتي من أهمها تظافر جهود كافة الجهات المعنية بتلك المرحلة (وزارة التعليم، الجامعة، المجتمع)، والتعاون الحثيث لتطبيق الخطوات الموضوعة وفق استراتيجية وزارة التعليم المتوافقة مع رؤية المملكة 2030،حيث إن تعارض الاتجاهات والرؤى بين الجهات المعنية من شأنه أن يعرقل أي تقدم، أي يجب أن يكون مصدر القرار، والتدريب على التنفيذ، ومتابعة آلية التنفيذ واحد، وأن يكون تطبيق الخطوات في يد كوادر وطنية متخصصة. أهم مراحل النمو ووصفت د.صباح عبدالكريم عيسوي -أستاذ دراسات أدب الطفل- الطفولة المبكرة أنها تُعد أهم مراحل النمو، إذ تتشكل فيها نفسية الفرد واتجاهاته، ومن هنا يعتبر تطوير البرامج التعليمية الموجهة لهذه المرحلة استثمار لبناء الإنسان، واللبنة الأولى للتنمية البشرية لأي مجتمع، مضيفةً أن برنامج الطفولة المبكرة واعد لتناوله جوانب محورية عديدة في نمو الطفل، ومن ذلك رفع نسبة التحاق الأطفال برياض الأطفال يعمل على ضمان حصول شريحة كبيرة من الأطفال في هذه المرحلة لبرامج تربوية مقننة، وهذا ينعكس إيجابياً على التنشئة والحفاظ على سلامته الشخصية، أمّا هدف تهيئة القائمين على برامج تعليم الطفولة فهو أساس نجاح برامج التعليم، مشيرةً إلى أن وزارة التعليم لم تلزم البرنامج على الجميع لكنه جعلته أحد الخيارات، فيما لا تزال المدارس التقليدية التي يقوم فيها معلمون بتدريس طلاب الصفوف الأولية فرصة متاحة، فتكون الوزارة بذلك راعت قناعات المجتمع فاحترمت بذلك رغبة الجميع. احتواء الأطفال وتحدثت سعاد العوض -مشرفة تربوية بتعليم الأحساء- قائلةً: إن السنوات الأولى لحياة الطفل تعد الأساس لكل نمو وتكيف نفسي ومعرفي واجتماعي لاحق، فهي مرحلة تأسيس لبناء الشخصية الشمولية للطفل في ضوء أفضل الممارسات النمائية من قبل المعلمة أي الأم، حيث تلعب المرأة أدواراً عدة في حياة الطفل خلال هذه المرحلة (أربعة- ثمان)، مضيفةً أن المعلمة قادرة على احتواء الطفل بشكل كبير لترتقي بقدرته على التعلم بشكل سريع، ولكي يتقن الطفل معها مهارات مختلفة ومتعددة بأسلوب سلس وتتحمل سلوكياته وتوجهه بقلب الأم الواسع ذو الرحمة، مُعددةً مقومات نجاح البرنامج والتي تشمل: التدرج المرحلي من خلال البدء بالمشروع على الأطفال من خلال مدارس رياض الأطفال (بنين وبنات) إلى التمهيدي إلى الصف الأول، حيث لا تختلف البيئة المدرسية عن تلك الفئة والتكيف سيكون عالي المستوى، وكذلك إعداد نخبة من المعلمات في فترة زمنية أكبر حتى تنضج التجربة أكثر، إضافةً إلى تهيئة أسرة الطفل نفسياً لخوض تجربة إلحاق أبنائهم في مدارس الطفولة المبكرة، وذلك عبر وسائل الإعلام والورش والمحاضرات في الأماكن العامة. البرنامج اختياري حيث سيقوم معلمون بتدريس طلاب الصفوف الأولية