قمت بزيارة شكر وعرفان لمكتبة السويدي العامة لما قُدم لي من خدمات استثنائية وعناية خاصة منهم للمؤلف أثناء كتابتي لرواية أرذل الفقد، زيارة أحمل بها على عاتق مسؤوليتي لرد جميل هذه الجهة خصيصاً والمجتمع بشكل عام حقيبة من المبادرات والبرامج التفاعلية الثقافية الاجتماعية على جناح من الطموح وجناح من الثقة بتحقيق ما أسعى إليه، كطائر بجع أحلق بثقتي وطموحي على ارتفاع قريب من رؤية جلية لمجتمع ينضح بحراك ثقافي - وإن كان مقصوراً على جهات معينة - في ظل وزارة أفردتها حكومة رؤية 2030 بشكل مستقل لن أقول للثقافة والمثقفين بل لمجتمع مثقف ينهض بثقافته ومخرجاته الفكرية وإنتاجه المعرفي الى آخر حدود التمثيل الثقافي بين ثقافات العالم. كنت في معظم وقتي قبل زيارة المكتبة العامة بالسويدي أرسم للمبادرات والبرامج التي سأقدمها لإدارة المكتبة للنهوض بالثقافة من الأحياء متمثلةً بمؤسساتها التعليمية والصحية والدينية وحتى الترفيهية، أدون وأعد الخطط، أمد روابط الحبل الثقافي، أشد هذه المؤسسة بتلك الجهة، واُفَعِل هذه الجهة مع تلك المؤسسة، لعدة جهات ومؤسسات يمكنها تعميم وتفعيل برامج ومبادرات، كان جُل اهتمامي هو إيصال النهضة الثقافية والمعرفية للفرد من أقرب مكان لبيته ومدرسته ومسجده قبل أن يستثقل عناء الوصول لها لتكون الثقافة حقاً للفرد كالتعليم تماماً. ولأهمية الثقافة ومكتبات الأحياء فإنني أتمنى من وزارة الثقافة ضم المكتبات العامة للأحياء تحت مظلتها الثقافية، وضمن منظومتها الثقافية. إن وجود مكتبات الأحياء العامة من دون أي دور اجتماعي كحالتها الراهنة وتراكم الكتب المهترئة مقطوعة الصلة بالعالم المعرفي والثقافي الذي ينمو يوماً بعد يوم بفعل التأليف والترجمة يثقل على الدولة بأرقام فلكية تستأجر فيها مباني متهالكة لا تعكس روح العصر ولا ثقافة الفكر الحي، بيئة غير جاذبة لشريحة الشباب المثقف الذي سافر وزار المكتبات في مختلف دول العالم، وكذلك الشاب العادي الذي لا تربطه في المكتبة أي فعالية جاذبة يحط بها الرحل في ساعات فراغه. مدينة بحجم مدينة الرياض واحدة من أكبر المدن في العالم العربي مساحة تبلغ 1,913 وعدد سكان متسارع في الزيادة قد بلغ العام الماضي 6,9 مليون نسمة، 70 % من مواطنيها أقل من 30 سنة، ناهيك عن 84 مدينة في أرجاء المملكة لديها مكتبة عامة لا يجد فيها الشاب مركزاً ثقافياً اجتماعياً في الحي الذي يسكنه ليمارس فيه نشاطاً فكرياً ومعرفياً مع وجود الإمكانات الفكرية والبشرية والمادية للدولة أمر يستدعي التدخّل، لذا أرجو من سمو وزير الثقافة النظر في أمر مكتبات الأحياء العامة والالتفات إلى مطالبنا لتفعيل دورها بما لا يقل عن الدور الذي تقوم به مكتبة الملك عبدالعزيز العامة والأندية الأدبية وجمعية الثقافة والفنون لتلبية الحاجة الثقافية والمعرفية لكل فرد لا يستطيع الوصول لتلك المراكز الثقافية، وربط المكتبات العامة للأحياء بمؤسسات الحي التعليمية والصحية والدينية والترفيهية لتوسيع دورها في النهضة الثقافية المعرفية، إننا حاضرون بإمكاناتنا ومبادراتنا وأفكارنا لصناعة دور متكامل مع الوزارة وتحقيق الفرق في مجتمع خرج للتو من عباءة الصحوة المظلمة إلى أعلى صروح الثقافة والمعرفة.