في الثامن والعشرين من يوليو 2019م، وبعد عمر مديد في النعمة والخير، رحل عن عالمنا صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز آل سعود، الابن العاشر من أبناء الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله -. ستة وتسعون عامًا حافلة بالسلام النفسي، والزهادة في زخارف الدنيا، قضاها الأمير الراحل، يسقي فيها غراسه اليانعة بالمكارم والفضائل، التي ورّثها أبناءه الأماجد، وبناته، ربّات الصون والعفاف. كان الأمير بندر - رحمه الله - موضع حفاوة إخوانه الملوك السابقين، ومحل إجلال وتقدير أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله ورعاه -، وكان خبر وفاته مؤلمًا لمُحبيه الذين يعزّ عليهم الفراق، ولكنّ أقدار الله نافذة، والرضا بها من خلائق المؤمنين الصابرين المحتسبين. رحل الأمير بندر، وغراسه يانعات في أبنائه الأصفياء، الذين يحملون رسالته النبيلة في شتى المواقع القيادية بالمملكة. لقد رحل بجسده، ولكن روحه وذكره حاضران في نفس الأمير فيصل بن بندر، أمير منطقة الرياض، وصورته ماثلة في حكمة الأمير خالد بن بندر، مستشار الملك سلمان، وجسارته بادية في خلائق الأمير تركي بن بندر، قائد القوات الجوية الملكية، ونبله ظاهر في صفات الأمير عبدالله بن بندر، وزير الحرس الوطني، وباقي بنيه الكرام، كل من خلائقه يقتبس. ولو عددنا المكارم والأخلاق التي ورِثها بنوه؛ لأعيانا الحصر، ولما كفانا تعداد المحامد والمآثر. كم كان مشهد الأمير فيصل بن بندر مؤثرًا وهو واقف على شفير القبر يدعو لأبيه الكريم، كم أخذنا هذا المشهد إلى نص حديث النبي الكريم: " أو ولد صالح يدعو له"، فما أعظمها من دعوة، وحسن ذِكر! والابن سعي أبيه، ونعم السعي أبناء الأمير الراحل بندر بن عبدالعزيز. رحم الله صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن عبدالعزيز، وأسبغ عليه وافر الرحمات، وخالص تعازينا لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-حفظه الله -وخالص المواساة والعزاء لسمو الأمير فيصل بن بندر-أمير منطقة الرياض وإخوانه، سائلين الله أن يتغمد والدنا الراحل برحمته، ويبارك في ذريته، وأن يأجرهم في مصابهم، ويُخلف عليهم خيرًا وفضلاً وصبرًا جميلاً. د.عصام بن شرف المخشي