كان الزميل عبدالرحمن العصيمي مراسل قناة العربية بليغاً في وصفه لمبنى محطة قطار الحرمين السريع في جدة، عندما ذكر وهو يعمل تغطية تلفزيونية لها، "أنه وقع في غرامها" لجمال المبنى وتصميمه المبهر والإمكانات الكبيرة بالمحطة، والأهم السعوديون والسعوديات من الشباب الذين يعملون بها والتقى بهم، عبدالرحمن ذكر أن قطار الحرمين السريع بعد 11 عاماً وتحديداً في 2030م سينقل 60 مليون راكب ما بين مكةالمكرمة والمدينة المنورة، بمعدل رحلة كل 8 دقائق. رقم كبير وغير عادي بالفعل، ونحن نتابع هذه التطورات الكبيرة التي تقام في بلادنا، خصوصاً ونحن الآن في الوقت الأهم وهو تركيز العالم علينا بمناسبة قرب موسم الحج، والتعامل مع المنجزات الحضارية التي وفرتها حكومتنا لخدمة ضيوف الرحمن، للأسف لم نتعامل معها بصورة إعلامية احترافية، من سنين ونحن نطالب بتجسيد فيلم وثائقي برؤية عالمية يجسد الحج ورحلته والإمكانات العظيمة التي تم توفيرها لخدمة الحجاج، ولم يتحقق هذا الحلم، رغم أن الحج وقبل بدايته بأسابيع أو عدة أشهر فيه من القصص الإعلامية الشيء الكثير، فقط نحتاج لرؤية فنية تتناسب مع الحدث بكل تفاصيله، مازلنا تقليديين إعلامياً في تغطية المحفل المهم والكبير الذي تسخر بلادنا له كافة الإمكانات اللامحدودة، وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها، فمسألة اللقاءات مع الحجاج وأخذ انطباعاتهم التقليدية عبر قنواتنا التلفزيونية وبصورة مكررة منذ سنين طويلة حتى موعد نشر هذا المقال، لا تبرز خدمة المملكة لضيوف الرحمن، نحن وبكل صدق نعاني إعلامياً وبصورة وحشية من التشكيك بقدراتنا وأحياناً التركيز على حوادث فردية واعتيادية واستغلالها للإساءة لبلادنا، وشاهدنا ومازلنا نشاهد الكثير من هذه الأمور..!! أعلم أن خدمة ضيوف الرحمن شرف للمملكة العربية السعودية وطننا، ولا تمن بهذا الأمر، ولكن من الإنصاف إبراز الجماليات الأخرى من هذه الخدمة، أتمنى أن تكون لنا استراتيجية إعلامية بهذا الخصوص، نبتعد عن التقليدية حتى ولو كانت مؤثرة إنسانياً، نحتاج بالفعل لإعلام مختلف، أتيحوا الفرصة للشباب والشابات لإظهار جوانب مختلفة تصل لمرحلة الغرام كما حدث مع زميلنا عبدالرحمن ونقل من جراء ذلك تغطية إعلامية موثقة بالأرقام والرؤية المستقبلية، خصصوا موقعاً لإبداع الشباب بالأفلام والصور عن الحج وأتيحوا العديد من المسابقات والجوائز الكبيرة، الكل تتوجه أنظارهم لنا، فمن واقع تجربة بالحضور كعمل بموسم الحج أجد الكثير والكثير من القصص التي يمكن أن تتصدر من الناحية الإعلامية عالمياً، الأمر ليس مجرد رجل أمن يقدم الماء لحاج مسن، لأن هذه أخلاقيات الجميع ممن يخدمون الحجاج، نحن نتحدث عن دولة منذ تأسيسها على يد الملك عبدالعزيز سخرت كافة إمكاناتها لخدمة ضيوف الرحمن، والسهر على أمنهم وراحتهم، فهل سنجد رحلة الحج تتجسد بمئات الأفلام والصور المؤثرة، أتمنى..!!