ترأس بوريس جونسون رئيس الحكومة البريطانية الجديد الخميس اجتماعاً لأبرز الوزراء الذين عينهم في فريقه في مرحلة أولى من معركته لتسوية مشكلة بريكست العميقة التي تتسبب في أزمة مستمرة منذ ثلاث سنوات ويريد حلها خلال ثلاثة أشهر. وتخلص جونسون من جزء كبير من فريق تيريزا ماي وعين في المناصب الأساسية شخصيات مشككة بقوة في الوحدة الأوروبية مثل دومينيك راب الذي تولى حقيبة الخارجية وبريتي باتيل وزيرة للداخلية وجاكوب ريس موغ الذي كلف العلاقات مع البرلمان. وكتبت صحيفة "تايمز" المحافظة "أنها أكثر عمليات التطهير وحشية في التاريخ السياسي الحديث"، بينما قالت صحيفة "ديلي ميل" الشعبية إنها "مجزرة وزارية". أما صحيفة "ديلي ميرور" اليسارية فقد كتبت أنها "الحكومة الأكثر يمينية منذ ثمانينات" القرن الماضي. وبين الوزراء الذين أفلتوا من التغييرات ستيف باركلي المشكك في أوروبا الذي بقي على رأس وزارة بريكست، ومات هانكوك وزير الصحة. وفي أول خطاب له أمام مقر رئاسة الحكومة الأربعاء، وعد جونسون "بالخروج من الاتحاد الأوروبي في 31 أكتوبر بلا شروط". وهذا الموعد الجديد تم تحديده بعد تأجيلين لبريكست الذي كان مقررا في 29 مارس لكن أرجئ بسبب رفض النواب للاتفاق الذي توصلت إليه ماي مع المفوضية الأوروبية. وسخر جونسون من معارضي بريكست الذين وصفهم بأنهم "تعيسون" و"متشائمون"، مؤكداً من جديد استعداده للخروج بلا اتفاق، وتصميمه على تلبية تطلعات 52 % من البريطانيين الذين صوتوا لمصلحة بريكست في استفتاء يونيو 2016 لكنهم لم يروا نتيجة لذلك. وهو يؤكد أنه يستطيع الحصول على "اتفاق أفضل" من النص الذي توصلت إليه ماي، من دون الفقرة المثيرة للجدل حول "شبكة الأمان"، الحل الأخير لتجنب عودة إجراءات مراقبة على الحدود بين مقاطعة إيرلندا الشمالية البريطانية وجمهورية إيرلندا العضو في الاتحاد الأوروبي بعد بريكست. أقل من مئة يوم وأشار انان مينون أستاذ السياسة الأوروبية في جامعة كينغز كوليدج في لندن في مقال في صحيفة "ذي غارديان" اليسارية، إلى أن بوريس جونسون "رفع السقف إلى أقصى حد". وقال إنه "من الصعب أن نرى كيف سيتمكن من تحقيق ادعاءاته، وعملياً من المستحيل أن نرى كيف يمكنه أن يحقق ذلك في المهل التي حددها. وبقي لانتهاء المهلة أقل من مئة يوم بينما استبعد بوريس جونسون أي تأجيل. من جهته، قال رئيس الوزراء الإيرلندي ليو فارادكار: "الحديث عن إمكانية التوصل إلى اتفاق جديد يتم التفاوض حوله خلال أسابيع أو أشهر غير واقعي إطلاقاً، موضحا أنه ينتظر ليرى ما إذا كان جونسون "سيكون قادرا على إعطاء بعض التفاصيل بمعزل عن شعاراته". وكتب دونالد توسك الذي سيبقى لبضعة أشهر على رأس المجلس الأوروبي الذي يضم رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي، في رسالة مقتضبة موجهة إلى جونسون "أنتظر بفارغ الصبر أن نلتقي لنناقش تعاوننا بالتفصيل". ويتمتع جونسون بشعبية كبيرة بين أعضاء الحزب المحافظ الذين انتخبوه ب 66 % من الأصوات، لكنه يثير انقساماً كبيراً لدى بقية الرأي العام. وقد وعد فيليب هاموند وزير المال السابق النائب في مجلس العموم بمنع بريكست بلا اتفاق.