لو رجعنا إلى الخلف الرياضي لوجدنا أن أغلب لاعبي الأندية الذين برزوا كانوا من الفئات السنية والشباب، عندما كانت الأندية تعطي أهمية واهتماما بتبني هذه الفئات شيئاً فشيئاً حتى مثلوا الأندية في الدوريات والدرجات المختلفة، حتى المنتخب الوطني استعان بهذه الفئة، وأثبتوا وجودهم في الميدان، لكن نقرأ ونسمع في الوسائل الإعلامية المقروءة في الصفحات الرياضية وغيرها، أن أغلب الأندية، خاصة أندية المحترفين، تتعاقد مع بعض اللاعبين الرجيع في هذه الأندية، وكمثال نشرت جريدة مقروءة رسمية أن هناك ناديين انتقل منهما لاعبان إلى فريقين مختلفين بمبلغ 60 مليونا مناصفة لهذا المبلغ إذا صحت هذه الرواية. لماذا التركيز على هذا الرجيع من اللاعبين سواء كانوا محليين أو أجانب؟ وما خانة أو قيمة لاعبين من الفئات السنية والشباب الذين يلعبون تحت مظلة هذه الأندية ويعرفون إمكاناتهم الفنية والحرفية؟ لماذا لا يتم التركيز عليهم بتنمية مهاراتهم وصقلهم؟ فهم في هذا السن وهذا العمر أقوى وأنشط في تكوينهم الجسمي والعضلي، وأقل تكلفة مادياً ومالياً من استقطاب هؤلاء الرجيع الذين قد يكونون أعطوا ما عندهم، وقد لا يستمرون في اللعب أكثر من موسم واحد، فالشباب من هذه الفئات هم الشباب في القوة واللعب والحيوية، يتقبلون كل توجيه وكل نصيحة، ويخدمون أنديتهم التي ينتمون إليها، أدمغتهم صافية لم يعكرها شيء، يريدون الانفتاح الرياضي، يتقبلون كل كبيرة أو صغيرة في التشجيع، سواء من قبل زملائهم أو من قبل المدرب أو من قبل إدارة النادي أو من قبل المشجعين، تجعلهم يقبلون ويعشقون كرة القدم في أنديتهم، ولا تجعلهم يتقوقعون على أنفسهم ويصابون بالإحباط. فيا مسؤولي الأندية وخاصة الفنيين منهم اهتموا بهذه الفئات؛ لأنهم أثبتوا وجودهم في الدوريات والمحافل الدولية، ووصلوا إلى أعلى الدرجات، ورفعوا اسمنا عالياً، وهم أبناء الوطن الذين سيستمرون في عطائهم، وليسوا كاللاعبين الأجانب وجودهم مؤقت، وسيغادرون إلى بلدهم الأصلي. * رياضي سابق عضو هيئة الصحفيين السعوديين والعرب