اعتقلت ميليشيا الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران، القيادي، نائبا وزير داخلية الانقلاب عبدالحكيم الخيواني المكنى "أبو الكرار". وقالت مصادر يمنية مطلعة إن اعتقال أبو الكرار جاء بناء على قرار اتخذته قيادات في الصف الأول داخل "الأسرة الحوثية" رغم خدمته لها من وقت مبكر وقرابته من زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي، الذي كلفه في مطلع العام 2017 ليكون نائباً لوزير داخلية الانقلاب مقابل الدور الكبير الذي لعبه على المستوى الأمني في التمهيد لاجتياح صنعاء والانقلاب على السلطة الشرعية في سبتمبر 2014. وطوال فترة وزير داخلية الانقلاب السابق، عبدالحكيم الماوري، الذي توفى قبل أشهر في لبنان، ظل نائبه عبدالحكيم الخيواني متولياً للقيادة الفعلية للوزارة والملف الأمني في صنعاء والمناطق الواقعة تحت سيطرة الانقلابيين، مستنداً لقربه من عبدالملك الحوثي. لكن الأمر اختلف عقب اتخاذ الأسرة الحوثية قراراً بتعيين عبدالكريم الحوثي عم زعيم الميليشيا عبدالملك الحوثي وزيراً لداخلية الانقلاب قبل أشهر. إذ أكدت مصادر مطلعة ل"الرياض" أن سرعان ما تلاشت قيادة وتأثير نائبه الخيواني، وتعرض منتصف يونيو الماضي للاعتقال واقتحام منزله وإغلاق مكتبه وطرد جميع موظفيه واستبدالهم بعناصر جميعهم من صعدة، بناء على توجيهات مباشرة من الوزير المُعين مؤخراً، عبدالكريم الحوثي. وجاء قرار اعتقال نائب وزير داخلية الانقلاب عبدالحكيم الخيواني ومصادرة جميع صلاحياته، في سياق سياسة تركيز جميع مفاصل القوة العسكرية والأمنية والمالية والسياسية في "دائرة الأسرة" وبقية العائلات في إطار السلالة التي تنحدر منها عائلة الحوثي ثم شبكة الأقارب عن طريق الزواج والمصاهرة. وقال خبراء متخصصون في شؤون الجماعات المتطرفة أن تعيين عبدالكريم الحوثي وزيراً لداخلية الانقلاب، يعد مؤشراً على صراعات خفية داخل الميليشيا، وتعمل للسيطرة الكاملة على مفاصل القوة وصدارة المشهد. ويلفت خبراء عسكريون إلى أن إيران تعتمد في سيطرتها على الحوثيين استراتيجية تعدد الرؤوس والمستويات وتشتغل على البدائل داخل الميليشيات، على نحو يمكّنها من السيطرة على مفاصل التنظيم الحوثي عسكرياً وأيديولوجياً وسياسياً واقتصادياً، وعلى هذا النحو تتعامل مع عبدالكريم الحوثي في إدارة ملفات أمنية واستخباراتية، كما تتعامل مع عبدالخالق الحوثي (شقيق زعيم الحوثيين) في جوانب متعلقة بالملف العسكري والتدريب والتسليح. وفي سياق متصل، أصدرت محكمة خاضعة للانقلابيين أحكاماً بالإعدام على 30 معتقلاً. وذكرت مصادر حقوقية أن محكمة الجزائية المتخصصة في صنعاء والتي أصدرت الحكومة الشرعية حكماً ببطلانها أصدرت أحكام الإعدام لثلاثين وأقرت ببراءة ستة آخرين. ومن بين المعتقلين ممن صدرت في حقهم أحكام الإعدام أستاذ اللسانيات في جامعة صنعاء يوسف البواب. ميدانياً، شنت مقاتلات التحالف العربي غارات على أهداف للانقلابيين في جبهتي حجر وشخب شمالي محافظة الضالع. وقالت مصادر ميدانية إن الغارات استهدفت تعزيزات لميليشيات الحوثي في المنطقة، وأوقعت قتلى وجرحى في صفوفهم والذين تم تقلهم باتجاه منطقة الفاخر. من جهتها، أعلنت قوات الجيش الوطني اليمني، إسقاط طائرة استطلاع حوثية، في محافظة الحديدة. وقال موقع "سبتمر نت" التابع للجيش اليمني، أن قوات الجيش أسقطت طائرة استطلاع مسيّرة تابعة للانقلابيين، في مديرية الدريهمي جنوبي محافظة الحديدة. وأوضح الموقع، أن الطائرة المسيّرة كانت تحاول تنفيذ مهمة استطلاعية على مواقع الجيش، "وتبيّن بعد فحص حطام الطائرة، أنها إيرانية الصنع". كما أكد سبتمبر نت أن مقاتلات التحالف العربي استهدفت، تجمعات وتعزيزات قتالية حوثية في منطقة عويش بالرييي وحمك غرب مديرية قعطبة شمال محافظة الضالع. وطال القصف الجوي آليات قتالية لميلشيا الحوثي الانقلابية، كانت في طريقها لمواقعها. وأسفرت الغارات عن مقتل وجرح عدد من الحوثيين، بالإضافة إلى تدمير آليات عسكرية لهم.