وهذا التخلّف يتسبب في التدهور الاقتصادي والصحي والنفسي والعقلي على المدى الطويل.. أعني التخلّف الاجتماعي الذي من مظاهره: 1-كثرة المُحَرَّمات التي لا تستند لثوابت الإسلام الحنيف بل تعتمد على العادات والتقاليد، مما يمكن تسميته (عباده العادة وتقديس التقاليد). 2- التفاخر والمبالغة في حب المظاهر وما يترتب على ذلك من هدر مالي وإسراف ممقوت وخواء داخلي، وهو نابع من (الشعور بالنقص) ومن (ضعف العقل) فإن العاقل يعرف قيمته في نفسه بلا مبالغة ولا نقص، ويعيش على طبيعته في مظهر جيد لا إسراف فيه ولا بخل، ولا مبالغة بالاهتمام بكلام الناس أو آرائهم، فرضا الناس غاية لا تُدرك. 3- التعصب بشتى أنواعه، والذي لا يستند إلى حقائق، وإنما يطيش من رغوة الجهل وصخرة العناد، فينعدم التعايش والتسامح أو يقل جداً. 4- عدم احترام النظام في كل الأمور، وخاصة في قيادة السيارات والانضباط في الدور، والالتزام بالحقوق والواجبات بشكل عام. 5- الاستخفاف بالعمل، ومحاولة (زحلقة المعاملات) وعدم الاهتمام بالإتقان. 6-إهانة المرأة بأي شكل من الأشكال. 7- احتقار الكثير من المهن وخاصّة الحِرَف اليدوية. 8- ازدراء الفقراء والضعفاء، واعتبار ما يُقَدّم اليهم تفضُّلاً تعقبه مِنَّة، المجتمع السليم يعتبر هؤلاء من نسيج المجتمع وجسده لهم حقّ معلوم لا منّة فيه، وهو ليس مجرد عطاء مقطوع، بل هو تأهيل للعمل والكسب المستمر للخروج التام من حالتي العوز والضعف، وبدون ذلك يضعف السلام الاجتماعي. 9- وجود (التصنيفات) في المجتمع من (علماني إلي ليبرالي أو طائفي أو أي شكل من أشكال التصنيف العنصري أو المهني) التي تفضي إلى نشر الكراهية في المجتمع وتمزيق أوصاله، ومحاربه بعضه لبعضه، هذا من أوضح مظاهر التخلّف الاجتماعي. المجتمع السليم الواعي كتلة واحدة متساوية متعايشة مُتحابّة تتعاون على النهوض بالمجتمع في شتّى مناشط الحياة، وتحقيق التنمية الشاملة التي تتصف بالاستدامة. حفظ الله مجتمعنا الكريم، وأبعده عن مظاهر التخلّف الاجتماعي التي لم تنتشر في مجتمع إلاّ وأصابته بمختلف العلل والأمراض، وجعلته في ذيل الأمم والمجتمعات.