وصف مدرب الأهلي الوطني يوسف عنبر موسم فريقه بغير المثالي، مبيناً أنه كان بالإمكان تقديم صورة أفضل لإسعاد الجماهير الأهلاوية العاشقة، واضعاً أسباب عدة أجبرتهم على الخروج من الموسم بلا إنجازات. وأوضح عنبر أن الصفقات التي أبرمتها إدارتا ماجد النفيعي وعبدالله بترجي نجحت بنسبة 35 في المئة فقط، مشدداً على أن الفريق يحتاج إلى محترفين أجانب يشكلون القيمة الفنية للفريق والفائدة المرجوّة منهم، كما تحدث عن معاملة هداف الفريق السوري عمر السومة والمشكلات التي ظهرت إعلامياً حول البيت الأهلاوي، وأبدى رأيه حول فترتي إشراف الجهازين الفنيين بقيادة الأرجنتيني بابلو غويدي والأورغوياني فوساتي، وعن فترة توليه تدريب «الأخضر» والكثير من التفاصيل في الحوار الذي أجراه مع «دنيا الرياضة». * حدثنا عن الموسم الرياضي بشكل عام، كيف رأيته؟ * في البداية أتقدم بالشكر لك ولجريدة «الرياض» العريقة على الاستضافة، وبالنسبة للموسم الرياضي فقد قدّمت الأندية مستويات جيدة نوعاً ما، ولكن المنافسة بشكل قوي كانت محصورة بين الهلال والنصر بمقياس الدوري صاحب النفس الطويل، واستحقا أن يكونا المنافسين الحقيقيين على اللقب عطفاً على التعاقدات المجدية والإعداد الجيد الذي قدمته إدارتا الناديين. * برأيك كيف كان موسم الأهلي؟ * الحقيقة لم يكن موسماً مثالياً، وكان بالإمكان تحقيق نتائج أفضل، خصوصاً أن الفريق يملك لاعبين مميزين، فالأهلي يجب أن يكون منافساً قوياً على بطولات الموسم، ويشغل مركزاً متقدماً يليق باسمه وتاريخه. * الجماهير كانت تمنّي النفس بالخروج بإحدى البطولات، ما أسباب انتهاء موسم الأهلي بلا إنجازات؟ * أرى شخصياً أن هناك أسباباً عدة جعلت الأهلي يخرج من جميع البطولات خالي الوفاض، أهمها عدم الاستقرار الفني على مستوى الأجهزة الفنية، ووجود نقص وضعف فني في بعض خطوط الفريق، وافتقار الفريق للاعب صانع ألعاب يمتلك حلولاً فردية في منتصف الملعب، إضافةً إلى عدم استفادة الفريق بشكل جيد من مشاركة المحترفين الأجانب الذين تم التعاقد معهم على أمل تقديم الإضافة الفنيّة والمساهمة في تحقيق تطلعات الجماهير الأهلاوية، إلى جانب إصابات بعض اللاعبين المؤثرين واستغراق وقت طويل لتأهيلهم وعودتهم للمشاركة مرة أخرى. غويدي أفضل من فوساتي.. والسومة علامة ثابتة في الفريق * هل تغيير الإدارة سبب في عدم تحقيق أي منجز؟ * لا أعتقد، فإدارة عبدالله بترجي نجحت بكل المقاييس على الرغم من صعوبة المرحلة. * أشرف على الفريق جهازيان فنيان بقيادة غويدي وفوساتي، أي المرحلتين تراهما أفضل؟ * المسألة ليست ما أُفضل أو العكس، ولكن نتائج الفريق وإحصائياته والمستويات المقدمة تؤكد على أن فترة غويدي كانت أفضل من فوساتي على الفريق. * وماذا عن التعاقدات الأهلاوية هذا الموسم؟ * نجحت بنسبة 35 في المئة فقط، على الرغم من اجتهادات الإدارة. * ظهر على السطح العديد من مشكلات البيت الأهلاوي، برأيك من يتحمل ذلك؟ * الحقيقة كل فريق لديه مشكلات وهذا طبيعي في كرة القدم، ولكن أغلب ما ظهر بخصوص الأهلي تعتبر فرقعات إعلامية ولم تكن واقعية. * من خلال فترة إشرافك على الفريق، هل يحظى عمر السومة بمعاملة خاصة عن بقية اللاعبين كما يتردد؟ * عمر السومة يعتبر أحد أهم نجوم الفريق، والعلامة الثابتة في التشكيلة مع كل المدربين الذين أشرفوا على الأهلي، وقد أثبت تميّزه دوماً من خلال عطائه داخل الملعب وخارجه، وهو لاعب محترف يملك فكراً عالياً ويعرف ما له وما عليه وغير صحيح ما يتردد عن معاملته بشكل خاص. * كيف وجدت بيئة البيت الأهلاوي عندما استلمت قيادة الدفة الفنية؟ * لم أكن بعيداً عن الفريق حتى قبل فترة إشرافي، ولدي خلفية كافية عن أدق التفاصيل، وبتوفيق الله النتائج التي حققناها كانت على مستوى التطلعات عطفاً على الفترة التي تواجدت فيها مدرباً للفريق. * بعد لقاء باختكور ذرفت عيناك بالدموع، لماذا؟ * ذرفت دموعي حباً لجماهير الأهلي التي كانت يجب أن تفرح هذا الموسم، وتستحق أكثر مما قُدم لها. * ماذا عن حسين عبدالغني، هل كنت تفضل عودته للأهلي؟ * عودة عبدالغني أمر يخصّه وهو صاحب القرار في ذلك. * هل ترى أن المواهب السعودية باتت قليلة؟ * المملكة - ولله الحمد - زاخرة بالمواهب الكروية، وهم بحاجة للاهتمام والعناية فقط من قبل الأندية والمسؤولين. * ما رأيك بمن يقول: إن المدرب السعودي «مدرب طوارئ»؟ * المدرب الوطني ليس للطوارئ فقط، وهذه مقولة غير صحيحة، والمدرب الوطني يملك الفكر والخبرة الكافية وقد نجح في تحقيق أعلى الشهادات التدريبية من خلال اهتمامه بنفسه وتطوير إمكاناته، وللتذكير فإن أول وأغلى وأهم البطولات حققها بعد توفيق الله مدربان وطنيان، ولو تحدثنا عن الموسم الرياضي الماضي فقد تم استبدال أكثر من 20 مدرباً، فهل يُعقل وصفهم بأنهم مدربو طوارئ. * من خلال إشرافك على «الأخضر» في الفترة الماضية، هل ترى أننا نملك منتخباً قوياً يحقق الآمال؟ * «الصقور الخضر» قادرون على التحليق والإبداع، ولكننا في الوقت ذاته نحتاج إلى مدرب مناسب للمرحلة ولديه دراية تامة عن عقلية وإمكانات اللاعب السعودي، إضافةً إلى تهيئة ظروف النجاح بشكل أمثل والاهتمام بإعداد وتجهيز منتخب قوي. * كيف رأيت تجربة الثمانية أجانب في الموسم الماضي وهل تؤيد تقليصها؟ * من خلال أحداث الموسم أرى أنها تجربة ثريّة وساهمت بشكل كبير في رفع مستوى الدوري وزيادة الإثارة بكل أمانة، وهي أيضاً تستحق إعادة التقييم واتخاذ قرار مناسب لخدمة مستقبل الكرة السعودية. * لو كنت صاحب قرار في الأهلي، ما أول قراراتك؟ - تطعيم الفريق بلاعبين محترفين أجانب يستطيعون وضع بصمة لهم في مسيرة الأهلي، ويعتبرون عناصر مؤثرة ويشكلون الإضافة الفنية التي تفيد الفريق مع المحافظة على مكتسبات النادي الموجودة، ليكون الفريق جاهزاً لتحقيق البطولات. * هل سنشاهدك مدرباً لأحد الأندية المحترفة في الموسم المقبل؟ * أنا مدرب محترف، وأمتلك الخبرة والتأهيل المهني المتقدم والثقة في قيادة أي فريق سواء في الدوري المحلي أو الدوريات الخليجية. المدرب الوطني قادر على قيادة الأندية.. والمواهب بحاجة للاهتمام * لماذا لا يوجد ثقة بين المدرب الوطني وإدارات الأندية؟ * الحقيقة لا يمكننا التعميم على الجميع، وبالعكس هناك إدارات تثق تماماً في إمكانات وعمل المدرب الوطني وتمنحه فرصة الإشراف على فرقها، في الجانب الآخر هناك مدربون وطنيون يستحقون هذه الثقة من خلال النجاحات التي تم تحقيقها والتطوير المستمر لفكرهم وخبراتهم. * ماذا ينقص المدرب الوطني ليكسب ثقة الوسط الرياضي؟ * لا ينقصه شيء سوى عقد عمل احترافي وتحقيق الإنجازات ليؤكد للجميع على أنه قادر على قيادة أكبر الأندية المحترفة ولا يقل عن المدربين الأجانب الموجودين في ملاعبنا. * ماذا تقول للجماهير الأهلاوية؟ * أقول لهم: فريقكم كبير وله تاريخ عظيم، ويملك نجوماً قادرين على إسعادكم في القريب العاجل، صحيح لم يكن موسم الأهلي كما يجب ولكن سيكون الموسم المقبل أفضل - بإذن الله -، ادعموا ناديكم وسيكون عند حسن ظنكم، وأنتم تاج الرأس والأساس، وفالكم الدوري والكأس. * بماذا تحب أن تنهي هذا الحوار؟ * أشكركم جزيل الشكر في جريدة «الرياض» على إتاحة الفرصة والتحدث للقراء الكرام، وأسأل الله التوفيق للأهلي دائماً. غويدي فوساتي عمر السومة الأهلي أنهى الموسم في المركز الرابع عبدالله بترجي حسين عبدالغني