أفادت بيانات حكومية ومصادر تجارية امس أن واردات آسيا من النفط الخام الإيراني انخفضت في مايو لأدنى مستوياتها فيما لا يقل عن خمس سنوات بعد أن خفضت الصين والهند مشترياتهما في ظل العقوبات الأمريكية، بينما أوقفت اليابان وكوريا الجنوبية الواردات. وبلغ إجمالي واردات أكبر أربعة مشترين للنفط الإيراني في آسيا 386 ألفا و21 برميلا يوميا في مايو بانخفاض نسبته 78.5 بالمئة مقارنة مع نفس الفترة قبل عام مسجلا أدنى مستوى شهري منذ 2014 وفقا لبيانات جمعتها رويترز. وبلغت الواردات أعلى مستوى في تسعة أشهر عند 1.62 مليون برميل يوميا في الشهر السابق لمايو فقط، إذ سارع المشترون إلى شحن أكبر قدر ممكن من النفط قبل انتهاء العمل بإعفاءات من العقوبات الأمريكية في بداية مايو. وانسحبت الولاياتالمتحدة العام الماضي من اتفاق نووي أبرمته قوى عالمية وإيران وأعادت فرض عقوبات على طهران مما أوقف السبل المشروعة للدولة المنتجة للنفط لتصدير نفطها. ودفع غياب النفط الإيراني العلاوات الفورية للخام للارتفاع بقوة إذ أن المشترين الآسيويين يبحثون في العالم عن إمدادات بديلة. من جهة اخرى تراجعت أسعار النفط امس إذ يترقب المتعاملون أي تطور في الحرب التجارية بين الولاياتالمتحدةوالصين من اجتماع مُقرر بين رئيسي البلدين اليوم السبت في مجموعة العشرين، ويتطلعون إلى اجتماع أوبك الأسبوع القادم. وبحلول الساعة 0644 بتوقيت جرينتش، انخفضت العقود الآجلة لخام القياس العالمي برنت 35 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 66.20 دولار للبرميل. وهبطت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 30 سنتا أو 0.5 بالمئة إلى 59.13 دولار للبرميل. ويجتمع زعماء دول مجموعة العشرين في أوساكا باليابان، لكن الاجتماع الأكثر ترقبا يُعقد بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الصيني شي جين بينغ اليوم السبت. ويضغط نزاع تجاري بين أكبر اقتصادين في العالم على أسعار النفط، ويغذي مخاوف بأن تباطؤ النمو العالمي فد يؤثر سلبا على الطلب على الخام. وتعتزم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين المستقلين بما في ذلك روسيا، المجموعة المعرفة باسم أوبك+، عقد اجتماعات يومي الأول والثاني من يوليو تموز في فيينا لاتخاذ قرار بشان تمديد تخفيضاتهم للإنتاج. واتفق أعضاء أوبك+ على خفض إنتاج النفط بمقدار 1.2 مليون برميل يوميا اعتبارا من أول يناير. وقال كارستن مينكه من جوليوس باير «ما زالت مخزونات الخام الأمريكية فوق متوسط خمس سنوات، بما يشير إلى تلقي السوق إمدادات كافية». وأضاف «الطلب ما زال يبدو ضعيفا، بينما يظل وضع المعروض هشا».