قبل أربعة أعوام فقط، نال المنتخب الغاني إشادة بالغة لوصوله إلى المباراة النهائية ببطولة كأس الأمم الإفريقية 2015 بغينيا الاستوائية. ولكن مع تراجع الفريق خطوة واحتلاله المركز الرابع في النسخة الماضية العام 2017 بالغابون وغيابه عن نهائيات كأس العالم 2018 بروسيا، لم يعد أمام الفريق المعروف بلقب "النجوم السوداء" سوى البحث عن لقبه الخامس في البطولات الإفريقية من خلال النسخة الجديدة المقامة حالياً على الأراضي المصرية. ولم يغب المنتخب الغاني عن المربع الذهبي للبطولة الإفريقية منذ نسخة 2008، لكنه افتقد القدرة على إحراز اللقب في هذه النسخ الست على التوالي. كما غاب الفريق عن مونديال 2018 بعد مشاركته في نسخ 2006 بألمانيا وبلغ فيها دور الستة عشر و2010 بجنوب إفريقيا، التي وصل فيها لدور الثمانية، و2014 بالبرازيل. ويضاعف هذا من رغبة وحاجة المنتخب الغاني (النجوم السوداء) لإحراز اللقب الإفريقي الغائب عن خزانته منذ 37 عاماً. وقبل تسعة أعوام فقط، أبهر المنتخب الغاني عشاق الساحرة المستديرة في أنحاء العالم بالعروض القوية والرائعة التي قدمها في بطولة كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا وذلك في ثاني مشاركة له بالبطولة. وشق المنتخب الغاني طريقه بجدارة إلى دور الثمانية في المونديال ليصبح بذلك ثالث منتخب إفريقي يبلغ هذا الدور في البطولة العالمية بعد منتخبي الكاميرون في 1990 والسنغال في 2002. وتضافرت العديد من العوامل والظروف ومنها أخطاء الحكام في حرمان النجوم السوداء من بلوغ المربع الذهبي للمونديال، حيث سقط الفريق أمام منتخب أوروغواي بعد مباراة مثيرة للغاية في دور الثمانية. وتوقع كثيرون أن يفرض هذا الفريق هيمنته على الساحة الإفريقية لسنوات طويلة تالية وأن يحتكر اللقب القاري لنسخ عدة. ولكن الفريق اكتفى في نسخ 2012 و2013 و2017 بالمركز الرابع وفي نسخة 2015 بالمركز الثاني كما خرج صفر اليدين من الدور الأول لمونديال 2014 بالبرازيل وغاب عن مونديال 2018 بروسيا. ولذا، سيكون الفريق بحاجة ماسة إلى إثبات وجوده مجدداً في بطولات كأس الأمم الإفريقية من خلال البطولة الثانية والثلاثين بمصر. وعلى مدار 37 عاماً، فشلت غانا في الفوز بلقب البطولة الإفريقية فيما يمثل إخفاقاً كبيراً لا يليق بتاريخ الفريق أو إمكاناته العالية. ولا يختلف اثنان على أن المنتخب الغاني كان ولا يزال "برازيل القارة السمراء" ليس لجمال الأداء فحسب وإنما لأنه كان دائماً وما زال حتى الآن ضمن المرشحين بقوة لإحراز لقب البطولة القارية التي شارك فيها 22 مرة سابقة وأحرز لقبها أربع مرات. وكان المنتخب الغاني أول الفرق التي تحرز لقب البطولة أربع مرات حيث توج باللقب الأعوام 1963 و1965 و1978 و1982 أي أنه توج باللقب أربع مرات في غضون 20 عاماً قبل أن يحرز المنتخب الكاميروني أول ألقابه الخمسة وقبل أن يحرز المنتخب المصري لقبه الثالث من بين الألقاب السبعة التي يستحوذ عليها حالياً. ورغم ذلك، غاب النجوم السوداء عن منصة التتويج طيلة 37 عاماً متواصلة رغم استضافة غانا لنهائيات البطولة العام 2000 بالتنظيم المشترك مع نيجيريا ولنهائيات بطولة 2008. وشارك المنتخب الغاني في بطولة كأس الأمم الإفريقية للمرة الأولى العام 1963 حيث استضافت بلاده البطولة للمرة الأولى ونجح الفريق في إحراز لقبها بالتغلب على نظيره السوداني في المباراة النهائية. وكرر الفريق الإنجاز نفسه في البطولة التالية التي استضافتها تونس العام 1965 حيث أحرز النجوم السوداء لقب البطولة بالتغلب على تونس في المباراة النهائية ليعادل المنتخب الغاني بذلك إنجاز الفريق المصري ويفوز باللقب للمرة الثانية وهي الثانية على التوالي أيضاً. وكان المنتخب الغاني على أعتاب إنجاز فريد من نوعه بعدما تأهل لنهائي البطولة التالية التي استضافتها إثيوبيا العام 1968 ولكنه خسر النهائي أمام منتخب الكونغو الديموقراطية ليفشل في الفوز باللقب الثالث على التوالي. وانتظر المنتخب الغاني حتى العام 1978 ليحرز اللقب الثالث له في تاريخ بطولات كأس الأمم الإفريقية وبعدها بأربع سنوات فقط توج باللقب الرابع بالفوز على ليبيا صاحبة الأرض في المباراة النهائية. ولكن النجوم السوداء فشلوا في الصعود إلى منصة التتويج لسنوات طويلة حتى جاءت إليهم الفرصة أخيراً باستضافة غانا لبطولة العام 2008 ليجد الفريق دعماً جديداً من جماهيره ولكن ذلك لم يساعده في الفوز باللقب الخامس في تاريخه ومعادلة الرقم القياسي لعدد مرات الفوز باللقب والذي كان مسجلاً باسم نظيره المصري الذي عزز رقمه القياسي بإحراز اللقب للمرة السادسة بينما انتزع المنتخب الغاني المركز الثالث بالبطولة. وسنحت الفرصة مجدداً أمام غانا لتقليص الفارق مع أحفاد الفراعنة ببلوغ المباراة النهائية لبطولة 2010 بأنغولا ولكن خبرة الفراعنة حسمت اللقب بالتغلب 1 - صفر في النهائي على المنتخب الغاني المفعم بالعناصر الشابة. ومع اعتزال نجوم جيل التسعينات بقيادة عبيدي بيليه وأنتوني يبواه دون إحراز أي لقب في بطولات كأس الأمم الإفريقية رغم أنه كان أكثر أجيال النجوم السوداء قدرة على تحقيق ذلك، أصبحت مهمة الجيل الحالي بقيادة آندري آيو وأسامواه جيان، في غاية الصعوبة حيث يحمل على كاهله مهمة استعادة الألقاب الإفريقية. وتصدر النجوم السوداء المجموعة السادسة في التصفيات التي ضمت معه منتخبي كينيا وإثيوبيا. ولكن قرعة النهائيات لم ترحم الفريق حيث أوقعته في المجموعة السادسة مع المنتخب الكاميروني حامل اللقب، ولكن معظم الترشيحات ستصب بالطبع في مصلحة منتخبي الكاميرونوغانا على حساب منتخبي بنين وغينيا الاستوائية. وبعدما اعتمد المنتخب الغاني في النسختين الماضيتين على المدرب الإسرائيلي أفرام جرانت المدير الفني الأسبق لتشيلسي الإنجليزي، سيكون الرهان هذه المرة على المدرب الوطني جيمس كويسي أبياه اللاعب السابق بالفريق والذي يقوده للمرة الثانية حيث كان مدرباً للنجوم السوداء من 2012 إلى 2014. وإذا كان الفريق قادراً على عبور هذه المجموعة والمنافسة بقوة على اللقب الإفريقي، سيعتمد هذا كثيراً على ما يقدمه لاعبون بارزون مثل أسامواه جيان والشقيقين أندري وجوردان آيو وكوادو أسامواه. الجماهير الغانية تعوّل عل الهداف جيان