بعد أن أحرزت شركة أرامكو السعودية تقدما تقنياً كبيراً في تكنولوجيا تحويل النفط الخام إلى كيميائيات في أضخم مشروع مشترك مع شركة "سابك" والذي يقدر إجمالي حجم استثماراته 112,5 مليار ريال (30 مليار دولار) وبطاقة 400 الف برميل من النفط الخام لإنتاج نحو ثلاثة ملايين برميل سنوياً من الكيميائيات في مرحلة الأولى، قررت شركة أرامكو نقل تقنياتها المكتشفة وتطويرها في مجمعها المدمج للتكرير والكيميائيات "إس أويل" في كوريا الجنوبية ضمن مشاريع توسعة تشمل مشروع تكسير بالبخار لإنتاج الإيثيلين ومشروع الأوليفينات بقيمة 22,5 مليار ريال (6 مليارات دولار). في وقت تعمل أرامكو السعودية على تطوير استراتيجيتها العالمية لنمو المواد الكيميائية من خلال تدشين مجمع "إس أويل" الجديد والذي تتميز بمنشآت بأحدث التقنيات لمنتجات عالية القيمة مثل البروبيلين والبنزين حيث يمثل تدشين المشاريع الجديدة لحظات تاريخية لأرامكو وشركائها الكوريون والذين يقودا نموذجًا يحتذى به في استراتيجية صناعات المصب الدولية لشركة أرامكو السعودية وتلعب دورًا مهمًا من خلال توفير الطاقة الحيوية اللازمة للنمو الاقتصادي في كوريا الجنوبية.، وستوفر المرفقات الجديدة منتجات عالية القيمة للصناعات الكورية الكبرى التي تعد علاماتها التجارية العالمية جزءًا من الحياة اليومية للإنسان الحديث في كوريا وتحتل المرتبة الأولى في العالم من حيث التكنولوجيا والابتكار والإبداع والجودة. ويتوقع الشريكان إنجاز مشروع التكسير بالبخار ومشروع الأوليفينات بحلول عام 2024، وسوف تنتج وحدة تكسير البخار الجديدة ذات المستوى العالمي الإيثيلين والمواد الكيميائية الأساسية الأخرى من النافثا ومن نواتج التكرير من انبعاثات الغاز، حيث تدعم هذه الاتفاقية الجديدة خطة أرامكو السعودية لزيادة بصمتها العالمية للبتروكيميائيات خلال العقد المقبل. وستشمل كذلك نشر تقنية أرامكو السعودية الحرارية لتحويل الخام إلى الكيميائيات وتحويل تركيز مصفاتها "إس أويل" من "النفط إلى الكيماويات" إلى وضع أفضل للشركة في سوق الطاقة في المستقبل. وتعد شركة أرامكو لما وراء البحار هي أحد المساهمين الرئيسيين في شركة "إس أويل" والتي تعد ثالث أكبر مصفاة في كوريا الجنوبية. واستثمرت أرامكو السعودية في البداية في شركة "إس أويل" في عام 1991 واستمرت العلاقة بينهما في النمو بقوة حيث زادت طاقة التكرير من 90,000 برميل يوميًا في عام 1990 إلى حوالي 700,000 برميل يوميًا في عام 2018. ويأتي توسع أرامكو الكبير في كوريا الجنوبية في وقت تعكف الشركة على تحقيق أعلى درجات التكامل والتلاحم بين مجمعاتها العملاقة التابعة للتكرير والبتروكيميائيات في جنوب شرق أسيا من حيث إمدادات النفط الخام الذي تقدمه أرامكو لمشروعاتها في ماليزياوكوريا الجنوبية وإمدادات الغاز الطبيعي المسال بين مصافيها، حيث نجحت شركة "بتروناس" الماليزية حليفة "أرامكو" ومن خلال شركتها الفرعية "بتروناس للغاز الطبيعي المسال" في إبرام اتفاقية سلسلة توريد شحنات الغاز الطبيعي المسال إلى شركة تكرير النفط الكورية الجنوبية "إس أويل". وبموجب هذه الاتفاقية تلتزم شركة "بتروناس" بتزويد "إس أويل" ما يصل إلى 0.7 مليون طن في السنة من الغاز الطبيعي المسال عبر اتفاقية بيع وشراء لمدة 15 عامًا حيث بدأت "إس أويل" بتسلم أولى شحناتها بنجاح. في وقت كان اهتمام أرامكو منصبا على إحداث نقلة جذرية لتطوير حقول البترول البحرية من خلال الاستثمار في صناعة الحفر لأبار النفط والغاز على البحر واليابسة بما تشمله من منصات بحرية وأجهزة حفر بتقنيات متقدمة، إلى جانب مشروع الصناعات البحرية الذي يركز على خدمات البناء والصيانة والإصلاح والتوضيب للمنصات البحرية وأجهزة الحفر وسفن الخدمات البحرية والناقلات التجارية وبناء أحواض بحر وغيرها من متطلبات الخدمات اللوجستية الجاري تنفيذها في مجمع الملك سلمان العالمي للخدمات البحرية في رأس الخير في تحالف سعودي كوري بحجم استثمارات تقدر بنحو 15 مليار ريال ومن المخطط إنجازها 2021. ومن المنتظر أن يسهم المجمع بنحو 64 مليار ريال في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة، إضافة إلى الحد من واردات المعدات والخدمات البحرية بقيمة تصل إلى 45 مليار ريال.