بدأت مجلة ستيرن الألمانية عام 1983م تنشر شيئاً فريداً: مذكرات أدولف هتلر! صُعِق الإعلام العالمي، ونشرت صحف ومجلات أخرى هذا الخبر بانبهار، وقد ظفرت مجلة ستيرن بهذه المذكرات لما اكتُشِفت مذكرات هتلر في ركام طائرة سقطت عام 1945، آخر سنة من حياته، وكان في الطائرة 60 مجلداً روى فيها هتلر ذكرياته إلى آخر أيامه، ودفعت المجلة 4 ملايين دولار لتحصل على حق ملكية المذكرات، ولكن...المذكرات مزيفة! أُحرجت المجلة بعد أن استدعت خبراء عالميين ليتوثقوا من صحة نسبة المذكرات إلى هتلر واكتشفوا أنها مزورة، واستقال محررون منها ومن مجلات أخرى نشرت المذكرات منها صنداي تايمز البريطانية ونيوزويك الأميركية. ونشر الإعلام العالمي قبل ذلك خبراً حقيقياً، جريمة حصلت في 1974م، لما قَتَل رون ديفيو 6 من أسرته في منزلهم الكبير على الطراز الهولندي القديم في قرية أميتيفيل في نيويورك، وكان الأميركان يعتقدون أن البيوت التي تحصل فيها جرائم قتل تسكنها أرواح شريرة، فلما سكن جورج لوتز وزوجته كاثي البيت بعد تلك الجريمة ببضع سنين شعروا بأشياء مخيفة حولهم، وجود شيطاني لم يعرفوا كنهه أخذ يزيد ويتعاظم، وبعد 28 يوماً من الرعب الخارق للطبيعة فروا من بيتهم، وانتشرت هذه القصة بين الناس خاصة لما ظهرت رواية «رعب أميتيفيل» زعم مؤلفها أنها حقيقية، لكن المشككين دققوا في هذه القصة واكتشفوا زيفها، فلم يكن هناك أي شياطين في البيت ولا قوى ما وراء الطبيعة، وأقر جورج وكاثي أنهما اختلقا القصة وتعاونا مع كاتب الرواية ليضع عليها رتوشاً أدبية واغتنى ثلاثتهم من ذلك، حتى إن سلسلة أفلام لا تزال تصدر إلى اليوم لها علاقة بأميتيفيل. نعود إلى هتلر وهو من أكثر مصادر الهوس الأميركي، ليس اليوم فحسب بل حتى قبل الحرب العالمية الثانية، فقبل 6 سنين من بدئها انتشر بين الأميركان صورة طفل عمره دون السنة ادعت الصحف أنها صورة هتلر، والطفل مخيف الشكل، عينان مظلمتان وفم متضخم، واكتشفوا زيفها بعد سنين. نصيحتي لك: أي شيء يزعمون أنه يتعلق بهتلر، ارمقه بعين الشك!