مجسم التابلاين "خط الأنابيب عبر البلاد العربية" الذي ينقل النفط من منابعه على ضفاف الخليج العربي، إلى ميناء صيدا في لبنان، على ساحل المتوسط، له تاريخ عظيم يحاكي قصة "التابلاين" العملاق أول أنبوب ينقل النفط من المملكة حتى ميناء صيدا في لبنان، والذي أمر بإنشائه المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- العام 1948 بطول 1600 كم، مختصراً تلك الرحلة البحرية البالغة (7200ميل) من رأس تنورة على الخليج العربي إلى البحر الأبيض المتوسط، وقد استعمل لإكمال هذا المشروع 350 ألف طن من الأنابيب و3000 قطعة من الآليات ومعدات البناء، وشارك في تنفيذ إنشاء المشروع 16 ألف عامل، بتكلفة قدرها 150 مليون دولار، وتم الانتهاء منه العام 1950م، وبعد شهرين من ذلك بدأ ضخ النفط من المنطقة الشرقية مروراً في القيصومة ثم رفحاء وعرعر وطريف حتى ميناء صيدا، حيث يمكن نقلة بكلفة أقل وبيعه لأوروبا، وكانت سعته الأصلية 300 ألف برميل في اليوم، وتمت زيادتها بعد ذلك إلى 500 ألف برميل. هذا الناقل العملاق لا يزال شامخاً بمحاذاة طريق الشمال الدولي حتى الآن شاهداً مميزاً على عمل جبار وتحدٍ فريد من نوعه، حتى العام 1967، عندما توقف الضخ نتيجة للأحداث التي مرت بالمنطقة في ذلك التاريخ، إذ توقف الضخ إلى صيدا بجنوب لبنان مع الاحتلال الإسرائيلي لهضبة الجولان الذي يمر بها الخط، وتم استخدام الخط على فترات قصيرة ومتقطعة وبطاقة متواضعة جدًّا لضخ كميات صغيرة من النفط إلى مصافي الأردن، توقف بعدها الخط تمامًا في أوائل التسعينيات من القرن الماضي. "التابلاين" يعد أكبر خط نفطي بالعالم وتحدياً في عالم صناعة النفط، ويعتبر أكبر وأهم مفاتيح التنمية لتلك المدن وأهاليها، الذين شهدوا انتقالاً تنموياً كبيراً من وراءه ، ونقل معه المدن التي أسسها إلى محطات مهمة، وشهدت تطوراً كبيراً في شتى مجالات الحياة ارتبطت بهذا الخط، الذي يعتبرونه جزءاً منهم وعراقة لا تمحى من ذاكرتهم، حيث تم بعد ذلك إنشاء طريق مسفلت على طول امتداد التابلاين، لتسهيل مهمة التشغيل والصيانة، واستفادت منه مدن الشمال أيما فائدة وظل يعمل بكفاءة لعقود، وهو يمتد بموازاة خط الأنابيب، حتى أصبح بعد ذلك طريقا سريعا مزدوجا. هذا ويطالب الكثيرون بإعادة استغلاله لنقل منتجات بترولية، أو غيرها، ولكي يقلل من حركة نقل الشاحنات الكبيرة وما تسببه من ضغط على طريق الشمال الدولي، كما يمكن ستغلال هذا الأنبوب العملاق في وضع مجمعات خزن استراتيجي للمنتجات البترولية في عدة أماكن في المناطق التي يمر بها. ناقل النفط من شرق المملكة إلى لبنان