يظل الحوثيون دائما مصدر تهديد لكل دول الخليج وعلى رأسها المملكة العربية السعودية والإمارات، يوماً بعد الآخر يثبت الحوثيون أنهم مجرد أداة من أدوات إيران، التي تستخدمها لتخريب المنطقة والعبث بأمنها واستقرارها، حيث حاول نظام الملالي منذ وقت مبكر أن يجد له وكيلاً في اليمن، ولم يجد أسوأ من ميليشيا الحوثي الطائفية والعصابة المارقة، حيث تمكنت إيران من السيطرة على هذه الجماعة،وجعلها مجرد عصابة تعبث بأمن واستقرار اليمن لصالح إيران وأسقطت النظام الشرعي في اليمن، خاصة وأن الميليشيات الحوثية المدعومة من إيران تمارس كل ما لا يخطر على البال من جرائم انتهاكات بحق البشر والحجر، ضاربة بالقانون الدولي والإنساني وقرارات مجلس الأمن والاتفاقات الدولية الخاصة بحقوق الإنسان عرض الحائط، وبكل ما يمت للسلم والأمن والاستقرار في الإقليم بصلة؛ من زرع الألغام، وتجنيد الأطفال، والتنكيل بحق المدنيين في اليمن، واستهدافها المناطق الآهلة بالسكان، وإطلاق الصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة على مدن المملكة؛ الأمر الذي بات يتطلب من المجتمع الدولي اتخاذ موقف حازم تجاه ممارسات الحوثي الإرهابية. حيث أكد خبراء سياسيون ومفكرون ومثقفون ل"الرياض" أن الاعتداء الحوثي على مطار أبها عمل إرهابي يرتقي لجريمة حرب دولية تستوجب المحاكمة الدولية للحوثيين والإيرانيين الذين يدعمونهم لوجستياً وعسكرياً. حيث أعرب المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي عن استنكاره وإدانته بأشد العبارات الهجوم الإرهابي الحوثي باستهداف مطار أبها الدولي جنوب المملكة العربية السعودية من خلال إطلاقها صاروخ "كروز" مما أسفر عن إصابة العديد من المدنيين الأبرياء من جنسيات مختلفة بينهم أطفال ونساء. وأكد المجلس الوطني الاتحادي الإماراتي على وقوف دولة الإمارات التام، قيادة وحكومة وشعباً إلى جانب المملكة ضد كل من يحاول أن يهدد أمنها أو يمس السلم والاستقرار على أراضيها، مؤكداً أن هذا العمل الإرهابي الجبان يعكس ارتهان الميليشيات الحوثية لإرادة خارجية وتنفيذها لهذه الأجندات ويؤكد خطورة التوجهات العدائية لهذه الميلشيا الإرهابية التي تستهدف تقويض الأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي، ويؤكد المجلس تضامن دولة الإمارات الكامل، قيادة وحكومة وشعباً، مع المملكة، ووقوفنا معها في صف واحد ضد كل تهديد لأمنها واستقرارها. كما أكد المجلس الوطني الاتحادي دعم الإمارات كافة الإجراءات التي تتخذها المملكة لحفظ أمنها وسلامة مواطنيها والمقيمين على أراضيها، انطلاقاً من أن أمن دولة الإمارات العربية المتحدة والمملكة العربية السعودية كل لا يتجزأ وأن أي تهديد أو خطر يواجه المملكة هو تهديد للأمن والاستقرار بدولة الامارات. كما أعرب المجلس عن تمنياته بالشفاء العاجل للمصابين. وأكد معالي الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية أن الاعتداء الحوثي على مطار أبها، والهجمات المتكررة على الأهداف المدنية في المملكة العربية السعودية، يؤكد أصالة موقف دولة الإمارات العربية المتحدة المبدئي بدعم المملكة روحاً وجسداً، نعم، مصيرنا واحد وأمننا ومستقبلنا مشترك، واليوم أفخر مجدداً بموقف وطني الإمارات". وقال معالي الدكتور سعد بن طفلة العجمي وزير الإعلام السابق والأكاديمي الكويتي إن القصف العشوائي على مطار أبها الذي أسفر عن عشرات الجرحى المسافرين بينهم نساء وأطفال دليل آخر لمن لازال عنده شك بأن السعودية في حالة حرب حقيقة، وأن الوقوف معها بحربها ضد ميليشيات الحوثي الإيرانية هو وقوف مع أنفسنا ودفاع عن بلادنا، فلم ولن ننس وقوفها بكل ما تملك معنا عام 1990، ويجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإنسانية أن يضع حدا لهذا الاستهتار في المنطقة. واستنكر الأمين العام للمبادرة البرلمانية العربية عضو الشبكة البرلمانية العالمية جمال بوحسن العمل الإجرامي الذي قامت به ميليشيات الحوثي الإرهابية المدعومة من إيران هو عمل إرهابي استهدف حياة الأبرياء المدنيين من النساء والأطفال وكبار السن في مطار مدني، ويجب عدم السكوت عنه ويستوجب اتخاذ موقف حازم من قبل المجتمع الدولي من خلال محاسبة ايران بزيادة الضغط عليها وتشديد العقوبات الدولية ضدها لأن إيران هي التي تقوم بدعم الميليشيات والجماعات الإرهابية التابعة لها كالحوثيين والحشد الشعبي وحزب الله والقاعدة وداعش والنصرة وغيرها. واعتبر الأمين العام للمبادرة البرلمانية العربية استهداف مطار أبها تصعيد خطير الغرض منه جر المنطقة لمواجهة قد تتسبب باندلاع حرب شاملة لا تحمد نتائجها. وطالب جمال بوحسن بضرورة اتخاذ موقف سريع وموحد من قبل المجتمع الدولي لإيقاف العبث الإجرامي والإرهابي الذي ينتهجه الحوثي في تصعيد الوضع وتوسيع دائرة الصراع في اليمن. وأضاف جمال بوحسن بأن استهداف حياة المدنيين الأبرياء تحرمه كل الأديان والشرائع السماوية وكذلك الأعراف والمواثيق الدولية، كما وان كل دول والشعوب في العالم استنكرت وشجبت هذا العمل الإجرامي البغيض واعتبرته جريمة في حق الإنسانية. وطالب الأمين العام للمبادرة البرلمانية العربية بضرورة اتخاذ موقف خليجي وعربي وإسلامي تجاه من قام بهذا العمل ومن قام بدعمه ومساندته، وقال بأن أي اعتداء على المملكة العربية السعودية يعتبر اعتداء على كل الدول والشعوب الخليجية والعربية والإسلامية. وقال المحلل السياسي الدكتور فهد الشليمي: إن استهداف ميليشيا الحوثي المدعومة من إيران لمطار أبها الدولي بمقذوف صاروخي هو "أمر غير مُستغرب على الميليشيا الإرهابية؛ حيث دأب الانقلابيون من قبل على استهداف الكثير من الأماكن التي يقطنها مدنيون بمختلف مناطق المملكة وتصدت لها الدفاعات السعودية ببسالة". تحدث الشليمي عن أن المطارات المدنية لا تحظى بحماية الدفاع الجوي في كل الأحيان؛ لأنها بطبيعة الحال محمية تحت مظلة الاتفاقيات والبروتوكولات والأعراف الدولية، وبالتالي؛ فإن ميليشيا الحوثي انتهكت قانون الحرب (القانون الدولي الإنساني) واتفاقيات جنيف. وطالب الشليمي المجتمع الدولي بالقيام بمسؤولياته تجاه الأعمال العدائية الإيرانية في المنطقة، قائلًا إن «السكوت عن جرائم حرب وانتهاكات سافرة للقوانين الدولية يدفع النظام الإيراني إلى التمادي في نشاطه التخريبي». وقال:"أتمنى من المملكة والتحالف العربي ألا يقف الأمر عند الشجب والاستنكار؛ بل أتمنى أن تُترجم رد الفعل في أشكال أكثر فاعلية". وفي الوقت نفسه، أكد أن السعودية والتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن لديهما القدرة والقوة للرد بالمثل على هجمات الميليشيا، لكنهما ملتزمان بالقانون، لافتًا إلى أن ميناء الحديدة أو مطار صنعاء- رغم استغلالهما لأغراض عسكرية من قبل الحوثيين-، فإن المملكة والتحالف لا يقبلون استهدافهما أو غيرهما من المناطق المدنية؛ لأن الانجرار وراء استفزازات الحوثيين من شأنه أن يهدد حياة ما يزيد عن أربعة ملايين من الأبرياء. واستنكر الشليمي الموقف السلبي للأمم المتحدة التي لم يبدر منها، على حد قوله، أي تعاون فيما يتعلق بالتصدي للانتهاكات الحوثية . وقال الدكتور محمد حمدان بن جرش الأمين العام لاتحاد كتاب وأدباء الإمارات إن المنطقة تمر بحالة من التوتر وخصوصا مع بداية حرب اليمن وكشفت أمورا حساسة كان لابد من أخذ الحذر منها والتصدي لها وإغلاق جميع المنافذ أمام الهجمات الحوثية المدعومة من بعض الدول المصدرة للارهاب والتي تسعى بشكل خبيث إلى إثارة القلق وزيادة حدة التوتر في المنطقة بهدف حجب الثقة عن دول الخليج العربي واستنزاف ثرواتها وخيراتها ومطامع أخرى تخطط لها تلك الدول أكبر عن ضرب الاقتصاد فقط، والأبواق الإعلامية المرتزقة وإعداد سيناريوهات بشعة ومفبركة لزعزعة اللحمة العربية بين العرب والغرب بل تجاوزت حدودها وقامت بتمويل المنظمات الإرهابية لممارسة القتل وزرع الألغام و إثارة الفتن الطائفية والمذهبية وغيرها من الممارسات اللاإنسانية وغير أخلاقية ولكن قوات التحالف لها بالمرصاد وفق منهجية واضحة شعارها الولاء للوطن و دحض التطرّف واجتثاث الأفكار الإرهابية و تطهير البلاد والمجتمعات من براثن التعصب، وهجوم الحوثيين وتعديهم على مطار أبها لهو دليل قاطع على تخطيطهم الدائم والمتعمد تجاه السعودية ومحاولاتهم المتواصلة على استهداف المدنيين والأماكن السياحية والاقتصادية. وقالت د. مريم الهاشمي أستاذة الدراسات الإماراتية في كليات التقنية العليا ان القنوات التلفزيونية والإذاعية تتوالى بالإعلان عن محاولات واستهدافٍ من الطرف الحوثي للملكة العربية السعودية، وتأتي بالتوازن معها الإعلان بالاعتراض السعودي لتلك المحاولات، وما حدث لمطار أبها ما هو إلا محاولة مكررة سبقتها في العام 2018، وباءت كسابقتها بالفشل. وجاء الاستهداف الذي علم به الرأي العام بعد تأكيد إعلان التحالف بتعرض المبنى الخارجي لمطار أبها لهجوم صاروخي والذي أسفر عن إحالة خمس حالات إلى المستشفى وتم ترخيص حالتين حتى قبل الوصول إلى مبنى المستشفى، إلى جانب حالات ثماني عشرة تمت معالجتها ميدانيا في مبنى المطار كما تم إعلانه سابقا. ولا نجد هذا الهجوم إلا تحرشا متواضعا ولا يبين سوى العجز الحوثي ورغبته الملحة في إثارة المارد الذي احتفظ إلى الآن برباطة جأشه، وقد يكون استهدافا من نوع آخر وهو إسقاط المركز السياحي لمنطقة أبها بالنسبة للعالم العربي، والذي يعد مصيفا سنويا للكثيرين الذين يلجأون إلى طبيعتها المعتدلة خلال فصل الصيف. فقد استقبل مطار أبها عددا مليونيا في أحد السنوات. فهو إذن لا محالة إحدى هاتين الصورتين إما التحرش الخجول أو محاولة زعزعة الأمن السياحي للمنطقة، ولكن في المقابل نجد تلك الصورة الحقيقية والتي تخاطب الواقع وهي صورة هدوء أمير منطقة عسير الأمير تركي بن طلال وهو يحتسي شايا أمام مبنى المطار، لتستمر حركة الطيران الاعتيادية وتأبى أبها إلا أن تحتفظ بأُبهتها، وتأبى إلا أن تظل أبها البهية رغم أنف الحوثي. وقال الكاتب الإماراتي سلطان العميمي إن الاعتداء الحوثي السافر على أراضي المملكة العربية السعودية والمدنيين فيها من خلال استهداف مطار أبها يؤكد على أن الميليشيات الحوثية والنظام الإرهابي الحاكم في إيران يشكلان خطراً كبيراً، ليس على المنطقة فحسب بل على العالم، وآن الأوان لإيقاف الإرهاب الإيراني عند حده. ومن جانبه قال محمود الكعبي من الأحواز العربية المحتلة إن جماعة الحوثي استمدت قوتها من الدعم الإيراني المستمر، مشددا على أن الهجوم الإرهابي الذي استهدف مطار أبها من قبل جماعة الحوثي هو حادث إجرامي لا بد من محاسبة المسؤولين عنه دولياً، مشدداً على أن الجماعة الحوثية في اليمن تعاني من حالة الضعف الشديد ومن السهل القضاء عليهم، لكن الدعم الإيراني هو من يمنحهم «أكسجين الحياة» وهو ما يجب وقفه تماماً، مؤكدأ أن جماعة الحوثي الإرهابية تمثل الوكيل الأول لإيران لنشر العنف واستهداف الآمنين في المنطقة العربية، مستغلة وجودها على الأراضي اليمنية، مشيراً إلى أن إيران تستغل الحوثيين لاستعراض قوتها العسكرية وضرب المزيد من المصالح العربية، خاصة المدنية مثل مطار أبها، مشيرا إلى أن هذا الهجوم يعد استمراراً لجرائم النظام الإيراني ودعمه وممارسته للإرهاب العابر للحدود، واستمراراً لانتهاك قرارات مجلس الأمن ذات الصلة ومنها القرار (2216) والقرار (2231).