الثقافة وجه مشرق لصياغة العلاقات الدولية منذ الأزل وبها تتقارب الشعوب وتتداخل المعارف والتأثر والتاثير في المشتركات الكونية أو العادت والتقاليد الخاصة لكل بلد على حدة، وفي الآونة الأخيرة توشجت العلاقات السعودية الصينية بمزيد من التلاقح من خلال توسيع نطاق العلاقات في الآفاق الثقافية لبناء جسر يصل بين حضارتين عظيمتين، من خلال الشراكات الثقافية بين المملكة العربية السعودية ودولة الصين الشعبية. "الصينية في المدارس" في أوائل العام الميلادي الحالي، قام الأمير محمد بن سلمان بزيارة إلى دولة الصين الشعبية، أعلن من خلالها البدء في وضع خطة لإدراج اللغة الصينية مقرراً دراسياً على جميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات السعودية، ويسعى القرار إلى بناء رابط ثقافي بين أبناء العربية واللغة الصينية التي يصل متحدثيها حوالي 1.2 مليار شخص حول العالم، كما تأتي اللغة الصينية في المركز الثاني من ناحية أكثر اللغات انتشاراً، ويعزز تواجد لغة "التنين الآسيوي" التنوع الثقافي لدى الطلاب ويبني علاقة معرفية بين البلدين تعكس أهمية التبادل الثقافي. "العربية في الصين" وتوطدت العلاقة الثقافية بين البلدين بعدما أطلق وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود جائزة "الأمير محمد بن سلمان للتعاون الثقافي بين السعودية والصين"، لتجسيد للالتزام المشترك تجاه بناء الجسور الثقافية بين البلدين، وتطوير التبادل الثقافي، وتعزيز الفرص الفنية والأكاديمية لمواطنينا" وتلعب المسابقة دوراً فذاً في الترويج عن لغة الضاد والآداب والفنون العربية، وتسعى الجائزة لتكريم المبدعين من كلا البلدين كما انها تحتوي على مجالات عديدة منها: أفضل بحث علمي باللغة العربية، وشخصية العام وأكثر شخصية مؤثرة في الأوساط الثقافية للعام، وتعد مكتبة الملك عبدالعزيز في بكين مقراً للجائزة. "مكتبة المؤسس ببكين" بدأت فكرة إنشاء مكتبة الملك عبدالعزيز في العاصمة بكين قبل سنوات عديدة ليتم افتتاحها في شهر مارس من عام 2017 ويعد ذلك أول فرع للمكتبة في آسيا تحتضنه جامعة بكين مستنيرة بمصدر معرفي باذخ بالثقافة للمزيد من التبادل الثقافي، في وسط الجامعة التي تملك 15 ألف طالب جُهزت المكتبة بستة طوابق وثلاثة ملايين كتاب ومخطوطة وأكثر من 200 ألف كتاب حول الدراسات العربية لتناسب الزائرين والباحثين وتقبع المكتبة في قلب العاصمة الصينية بهدف نشر الحضارة العربية والإسلامية، ومساعدة وتزويد الجامعات الصينية التي تتواجد بها أقسام لغة عربية والقيام بترجمة الكتب من اللغتين العربية والصينية. "معارض ثقافية متبادلة" وفي مراحل نضج عملية التبادل الثقافي بين المملكة والصين، نشأت اتفاقيات موقعه تشير إلى اقامة معارض ثريه ثقافيا، وأقيم معرض "كنوز الصين" في المتحف الوطني بالرياض عام 2016، وتضمن المعرض على أكثر من 200 قطعة نادرة، وفي نفس العام قام معرض " روائع آثار المملكة في المتحف الوطني" بأول جولاته الآسيوية، بعد أن شهد متحف اللوفر في باريس أول انطلاقات المتحف السعودي حول العالم، واستطاع المتحف الوطني في بكين الترويج عن حضارة وتاريخ المملكة والجزيرة العربية من خلال عرض 400 قطعة أثرية نادرة. "نافذة ثقافية أخرى" في سبيل التواصل الثقافي بين البلدين قام وزير الثقافة الامير بدر بن عبدالله بن فرحان آل سعود، بإنشاء حساب على موقع "سينا ويبو" الصيني الذي تأسس قبل عشر سنوات من الان واستطاع ان يحظى بشعبية جارفة داخل الصين، ويطلق على الموقع "تويتر الصيني" وذلك للشبه الكبير بينه وبين التطبيق العالمي، ويحظى الموقع الصيني بأكثر من 445 مليون مستخدم، ومن جانب اخر يعد الوزير السعودي أول وزير عربي ينشئ حساباً على منصة سينا ويبدو ذلك امتداداً للعلاقات الثنائية الثقافية وخلال هذه المناسبةعلق وزير الثقافة بحسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر "أسعد بإطلاق حساب شخصي على منصة weibo، والذي سيكون نافذة للتواصل مع الشعب الصيني الصديق، وترسيخ الترابط المعرفي والثقافي مع المملكة"، كما غرّد الوزير باللغة الصينية في ذات المناسبة. ولي العهد دعم التبادل الثقافي بتدريس الصينية في المدارس زيارة وزير الثقافة للصين تغريدة وزير الثقافة مكتبة المؤسس بالصين