العادات الجميلة أساس طمأنينة حياتك وعلاقاتك، وهي آخر ما يتحدّث به محبّوك عنك حينما تغادر هذه الحياة. ولكن لا بد أيضا أن تعرف أن هناك عادات كثيرة وسلوكيّات نمارسها من دون وعي كامل بأثرها السلبي على حياتنا وطموحاتنا وعلاقاتنا بالآخرين. يأتيك صديق أو قريب مكتئبا متبرما بسبب موقف صادم أو مشهد مؤلم أو خذلان رفيق أو صاحب. وحين تطلب منه تجاوز الحالة يبدأ في تكرار روايتها وإعادة شرح ما سببته له من ضيق وألم، حتى تصبح هذه الحالة وأمثالها جزءا من تكوينه النفسي وأحكامه على الآخرين. ومن تجارب الحياة يمكن هنا تلخيص أبرز العادات السبع التي قد تحوّل حياتك إلى الأسوأ ما لم تراقبها وتخفّف من تأثيرها في ذاتك وعلاقاتك: الأولى: إعفاء نفسك من العيوب، وقضاء معظم الوقت في تحميل الآخرين مسؤولية المواقف السلبية التي تعترضك في حياتك اليومية. الثانية: توظيف قدراتك ومهاراتك المعرفيّة والبلاغيّة في تبرير أخطائك بدل تصويبها والاعتذار عنها. عجبا! كيف تسخّر أجمل ما في العقل من مهارات، وأروع ما في اللغة من كلمات وتجعلها مطيّة النفس الأمارة بالشهوات. الثالثة: اعتقادك أنّ صمت من حولك عن أخطائك الواضحة هو عن قناعة بوجهة نظرك وصواب موقفك. ألا تعلم أنّ الناس ربما يصمتون خوفا منك أو اتقاء لسلاطة لسانك، وأحيانا يصمتون تأدبا وخلقا. الرابعة: أن تستهين بكل نجاح ليس لك، وتقلّل من كل إنجاز لم تكن طرفا فيه. هل سألت نفسك عن موقعك مع من يتميّزون من الغيظ والحسد، الذين كلّما رأوا ناجحا يصعد، أو متميّزا تتردّد على الألسن قصص إبداعاته. الخامسة: أن تكون ذليلا متملّقا أمام الأقوياء والأغنياء، سليطا منوعا على الضعفاء والبسطاء. هذا اختبار الروح، ومن باع روحه فقد ضيّع رأس الحكمة. السادسة: أن تنتظر الجزاء خير الجزاء وأنت لا تنشط إلا في زرع البغضاء والشحناء بين من أوقعهم حظهم العاثر ليكونوا من حولك بحكم القرابة أو الزمالة. السابعة: أن تفقد كل يوم صباحا ومساء خصلة حميدة، أو تبيع قيمة سامية، أو تجفو صديقا صادقا. وإن كنت مع من هم كذلك، فأبشر بأيام ضيق مقبلات، تعيش فيها ليالي ظلماء في وحدة سوداء بعد أن فرّقت الأصدقاء وخوّنت الأوفياء. * قال ومضى: طالما الحياة (مدرسة).. فلا تكن (أغبى) طلّابها.