بكل تأكيد إن الكاميرا الضوئية أو الفوتوغرافية هي أحد الاختراعات التي غيرت شكل البشرية وأحد الانعطافات المهمة في تاريخهم, فبعد الصورة وانتشارها واختراقها وتغلغلها في جميع المجالات لم يبق كل شيء على ما هو عليه, حتى الكلمة استشعرت خطر هذا التحدي وبذل الشعراء والكتّاب جهدهم في تصوير والتقاط ما لا يمكن الكاميرا تصويره والتقاطه. بفن ومهارة, فكم من صورة اختصرت الكثير من الكلام والكثير من فنون التعبير الأخرى, بل ربما خلد المصور أحداثاً في ذاكرة الأجيال أكثر مما فعله صانعو تلك الأحداث أنفسهم. في نهاية موسم الحج الماضي طالعنا خريج هندسة الحاسب الآلي المصور والمخرج التلفزيوني عمار الأمير بصورة لصحن الطواف، وهو يكتظ بالحجيج في طواف الوداع في مظلاتهم الملونة بأمان وسلام فتداولها الناس في وسائل التواصل الاجتماعي بإعجاب كبير, حتى أهداها مصورها إلى صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة ونالت إعجابه. يقول عمار الأمير الحاصل على عدد من الجوائز المحلية والعالمية والعضو في العديد من منظمات التصوير العالمية مثل الاتحاد الدولي لفن التصوير الفوتوغرافي والاتحاد العالمي للمصورين وجمعية التصوير الفوتوغرافي الأميركية: "كانت بدايتي في عام 2005م بشراء كاميرا ديجيتال لتصوير الرحلات العائلية ورحلات الأصدقاء والمناظر الطبيعية ثم تعمقت أكثر في مجال التصوير والتفت لأعمال المصورين الجميلة مما شدني للتعلم والتعمق في هذا المجال عن طريق الدروس في المنتديات واليوتيوب والاحتكاك مع المصورين". يهتم عمّار الأمير بتوثيق العاصمة المقدسة مكةالمكرمة، وتصوير جبالها الشامخة ومعالمها الدينية وقدسيتها وثقافاتها وأماكنها الأثرية والمسجد الحرام وعمارته الإسلامية وروحانياته وسكينته, حيث يقول عمّار عن ذلك: "من أهدافي نشر الدين الإسلامي والثقافة العربية والسعودية والعمارة الإسلامية بأبهى حلة لأطهر بقاع الأرض", ويكمل: "لي أعمال كثيرة عن الحرم المكي الشريف ومكةالمكرمة حصلت على جوائز عالمية في اليونان وإيطاليا والهند والصين والقاهرة وأوكرانيا والبوسنة والهرسك وعمان والإمارات العربية المتحدة وغيرها". ونقول: إن المصورين من مثل عمّار الأمير هم ملوك الضوء ومحترفوه فلهم الحق بإلقاء عليهم المزيد من الضوء وتشجيع مواهبهم المشرفة التي تستحق أكثر من ذلك. عمار الأمير