المصورة الفوتوغرافية السعودية العالمية (سوزان اسكندر) .. ل (البلاد): أمام مفاتيح الكعبة المشرفة .. خنقتني العبرة وبكيت طويلاً .. قبل أن أتمكن من تصويرها

في هذا الحديث دموع انسكبت مدرارة أمام مفتاح الكعبة الشريفة، وفيه خفقة قلب في اعالي السماء لسيدة تقف في طائرة من غير باب وفيه مواجهة حقيقية مع الموت لسيارات "الرالي" تسابق الريح وفيه صورة فوتوغرافية حولت مسيحيا الى مسلم ينطق الشهادتين لاول مرة .. هذا الحديث الذي اجرته (البلاد) مع المصورة السعودية العالمية (سوزان اسكندر) تدفقت فيه لتحدثنا عن تجربة فريدة تستحق ان نقف امامها طويلا فتاة عشقت الرسم وكانت تنتظر حصة التربية الفنية من الاسبوع الى الاسبوع ثم تطور هذا العشق ليصب في احضان الكاميرا .. كاميرا تقليدية بسيطة ثم اخرى احترافية الى ان صارت تتأبط حقيبة فيها عدسات وكاميرا سعرها يقترب من 400 الف ريال.. تعالوا معنا نغوص فيما قالته لنا عبر لقاء معها دام اكثر من ساعتين..
عودة للبدايات
في البداية طلبت منها ان تقدم نفسها لقراء (البلاد) فقالت:
انا (سوزان اسكندر) من مواليد مكة المكرمة سيدة متزوجة ولدي اربعة ابناء، زوجي هو السيد (انور الدين الفتياني) من منسوبي الخطوط السعودية وابنائي (وجدي، عاطف، نورة، حبيب) ولدي ثلاثة أحفاد.ولقد بدأت عندي موهبة التصوير منذ دراستي بالمرحلة الابتدائية وقد كنت حقيقة أعشق الرسم والفن التشكيلي والتصوير منذ تلك المرحلة ومن سن الثامنة تقريبا وكنت وانا سنة رابعة ابتدائي انتظر من الاسبوع للاسبوع حصة الرسم، واتذكر اول كاميرا حصلت عليها هدية من والدي بمناسبة نجاحي في الصف السادس الابتدائي.ولقد بدأت حياتي العملية مصورة في صحيفة عكاظ عام 2002 وكنت اصور المناسبات والمؤتمرات الرسمية وصورت مؤتمر القمة ومؤتمر التنافسية برعاية الملك عبدالله، ولازلت اعمل في عكاظ الى الآن.
أفضل الصور
وواصلت المصورة سوزان حديثها قائلة:
ان من بين افضل الصور التي التقطتها صورة في مزارع حائل وصورة في جنوب افريقيا في جوهانسبرج وكانت صورة لبوة واسدين اما صورة حائل فقد ابهرتني الخضرة والمزارع والطيور مثل النعام الذي وجدته في حائل ولم اتوقع ان يكون في السعودية ورأيته بكثرة في احدى المزارع الخاصة اما صورة جنوب افريقيا للبوتين والاسد فكانت في حديقة سفاري بالعاصمة هناك.
تصوير الراليات
وقالت قمت بتغطية عدة مناسبات مثل رالي الاردن ورالي حائل وكأس المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله للفروسية ومسابقة الورد لجمال الخيول وبطولة الوطن لقفز الحواجز للخيول والمظلية والسباقات البحرية.
400 الف ريال
وأنا الآن أملك الآن ست كاميرات اعمل بها كل شغلي وشنطة كاميراتي تكلف حوالي 400 الف ريال وطبعا الصورة الجديدة تحكمها العدسة والكاميرا ثم يأتي دور المصور في التقاط الصورة الصحيحة عن طريق توظيف الكاميرا بطريقة التقنية التي هي الزوم فتحة العدسة وزاوية الصورة.
أول كاميرا
اما اول كاميرا احترافية فقد اهداها لي زوجي في اول سنة من زواجي بعد عودتنا من شهر العسل عندما رأى اهتماماتي بالتصوير وكان عمري حينها 14 سنة وفاجأني بتلك الكاميرا وبدأت اصور بها وكنا مسافرين على سيرلانكا وهي من البلدان المبهرة بطبيعتها وجمالها فكانت تلك الرحلة اولى رحلاتي التي صورت فيها بشكل احترافي.
مفتاح الكعبة
مضت المصورة (سوزان) تحدثنا عن مشوارها مع الكامير فقالت لقد كان من بين الصور التي اعتز بها انني صورت مفاتيح الكعبة المشرفة ومقام سيدنا ابراهيم عليه السلام وهي الصور التي عرضت في معرضي (اطياف الحرمين) في دولة الامارات العربية المتحدة بالفجيرة وقد لقيت هي والصور الاخرى عن المشاعر المقدسة ومكة المكرمة والمدينة المنورة تقدير المسؤولين الذين زاروا المعرض وافتتحوه وقال السيد محمد سعيد القحطاني مدير الديوان الاميري نائب رئيس هيئة الثقافة والاعلام بالفجيرة (ان الفنانة سوزان اسكندر قدمت لنا مجموعة من اللوحات الجمالية الرائعة للحرم المكي الشريف والحرم المدني الشريف حيث لا يمكن ان نتجاهل الروحانية التي اشعرتنا بها تلك اللوحات وكأننا في قلب الحرم فقد تمكنت من مقتطفات من الحرم هو الاولى من نوعها على مستوى العالم وقد عملنا بهيئة الفجيرة الثقافية وبتوجيهات من سمو الشيخ راشد بن حمد الشرقي رئيس الهيئة على استضافة المعرض في الفجيرة لمدة ثلاثة ايام.
وتحدثت عن مشاعرها وهي ترى مفاتيح الكعبة فقالت:
بالنسبة لتصويري لمفتاح الكعبة فقد اخذت تصريحا وإذنا ثم صورته ، حيث كما هو معروف هو لدى بيت ال الشيبي سدنة الكعبة وانا اشكر لهم استضافتي من قبل الشيخ عبدالقادر الشيبي وتمكني من تصوير مفتاح الكعبة الشريفة وحقيقة فانني قد وقفت في حالة رهبة عظيمة امام المفتاح لدقائق طويلة ثم لم اشعر الا ودموعي تنهمر ومفتاح الكعبة امامي ولم استطع تصويره الا بعد لحظات طويلة فقد اخذتني العبرة وشعرت بقشعريرة في جسمي كله ولم اتمكن من تصويره الا بعد هدأت وساعدتني في ذلك زوجة الشيخ الشيبي حقيقة كان منظراً مؤثراً ان ارى مفتاح الكعبة الشريفة امامي وتلك الصور وضعتها في معرضي اطياق الحرمين.
وانا الآن اخطط لان يطوف معرضي (أطياف الحرمين) كل العالم وحاليا ستكون محطتي الرابعة في المملكة المغربية بالدار البيضاء تحديداً ثم بعد ذلك املي ان ينتقل الى كل العالم ولدي دعوة استضافة للمعرض من الاردن وهناك دعوة من تركيا والكويت والشارقة وارجو الله تعالى ان يوفقني لان يطوف معرضي كل العالم لينتقل للمعمورة صور الديار المقدسة في بلادنا وجهود قادتنا في عمارتها والعناية بها.
المعرض الاول
وسألتها عن معارضها الفوتوغرافية اين ومتى كانت وكيف؟ .. فقالت:
شاركت في معرض (مشاعر من ضوء) في العاصمة القطرية الدوحة وهو المعرض الاول من نوعه خارج المملكة والذي استمر ثلاثة اسابيع وافتتحه السيد (عبد الرحمن الهاجري) مدير ادارة الانشطة والفعاليات الشبابية وزير الثقافة والتراث والفنون القطري في الحي الثقافي في الدوحة (كتارا) بحضور احمد يوسف الخليفي رئيس الجمعية القطرية للتصوير الضوئي الجهة المنظمة للمعرض وعدد من اعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين في دولة قطر حيث عبروا عن اعجابهم بالمعرض الذي يترجم روحانية مكة المكرمة وليالي رمضان.
زائر يعلن إسلامه
وقالت : واتذكر المواقف الجميلة انه خلال اقامتي لمعرض (اطياف الحرمين) في دبي حدث ان كان من بين الزوار شخصان تركي والاخر صيني وقد تجولا لمدة ساعة وسط اللوحات التي تعبر عن المسجد الحرام والكيفية والمشاعر المقدسة ثم فجأة اعلن الزائر الصيني اسلامه وسط فرحة وذهول الواقفين وكان زميله التركي ينصحه ويدعوه للاسلام ستة اشهر ثم عندما سمع بالمعرض احضر زميله الصيني ثم كان المعرض هو الانطلاقة التي فجرت اطلاقه لاسلامه ، الحمد لله على ذلك.
أطياف الحرمين
وواصلت (اسكندر) حديثها عن معارضها فقالت:
من المعارض التي اعتز بها معرض (اطياف الحرمين) وهو المعرض الذي اقمته في الامارات العربية المتحدة في امارة الفجيرة ثم انتقل الى دبي بضيافة هيئة الفجيرة للثقافة والاعلام وذلك بناءً على دعوة كريمة تلقيتها من دولة الامارات العربية المتحدة وهناك عرضت ابرز اعمالي المصورة عن ربوع المدينتين المقدستين مكة المكرمة والمدينة المنورة وكانت المرة الاولى لي لاعرض اعمالي المصورة في الامارات بعد دولة قطر.
وقدمت في الامارات حوالي 60 عملا فتوغرافيا كنت قمت بالتقاطها في فترات زمنية متفاوتة ومواسم متعددة عن كل من المشاعر المثدسة في مكة المكرمة والمدينة المنورة وكنت خلال ذلك احس بالابداع في الصور الى جانب الاحساس الروحاني بالمكان الذي التقط منه الصورة.
والواقع انني اعتدت كثيرا على الترحال الى الامكان المقدسة في المواسم الدينية مثل الحج ورمضان لاكون قريبة من نبض ضيوف الرحمن والعمار والزوار والمقبلين على الله.
وكنت أجد سعادة كبيرة في ذلك ولذلك اخترت مسمى "اطياف الحرمين" اسماً للمعرض وللاعمال التي التقطتها مصورة من الديار المقدسة.
معرض (عن بعد)
والواقع ان اول معرض شخصي لي كنت اقمته على 2008 في جدة وكان اسم المعرض في ذلك الوقت هو معرض (عن بعد) ثم انطلقت بعد ذلك الى خارج حدود الوطن فأقمت معرضاً في العاصمة القطرية الدوحة على 2012 تحت عنوان "مشاعر من ضوء" ثم بعد ذلك جاء معرضي الشخصي في دولة الامارات العربية المتحدة بعنوان (اطياف الحرمين) في امارة الفجيرة وسيعقب ذلك سلسلة من المعارض في عدة دول كما قلت لك ونرجو من الله التوفيق.
وزير الخارجية
وقالت : الواقع انني لا انسى التقدير الذي لقيته من معالي الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة الشقيقة حيث ابدى سموه اعجابه بالمعرض (معرض اطياف الحرمين) حيث اشاد سموه بمستوى التصوير الفوتوغرافي للحرمين الشريفين والاماكن المقدسة التي كانت موضوع المعرض وكانت عبارة عن مرحلة ثابتة لمعرض (اطياف الحرمين) وذلك المعرض في الواقع يجسد الجهود الكبيرة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله في عمارة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.ولعل من اللحظات الجميلة بالنسبة لي ان ذلك المرض لفت انظار الكثير من الزوار وهو يعرض 65 صورة من انتاج عدستي.
كتاب أطياف الحرمين
واضافت في المعرض حرصت على توزيع كتابي (أطياف الحرمين) والذي صدر مشتملا على 150 صورة وزعتها بالمعرض مجاناً وكان من حسن الحظ ان المناسبة هي معرض ابوظبي للكتاب والذي ضم ما يزيد على الف دار نشر من خمسين دولة في العالم وبأهم اللغات الحية وكان الجناح السعودي في المعرض مميزاً بما يليق بالمناسبة.
صور المقدسات
وسألتها عن تفاصيل ومحتويات كتابها الفوتوغرافي فقالت: بالنسبة لكتابي (اطياف الحرمين) فهو كتاب مصور جاء بضم العديد من الصور ومنها بوابة مكة المكرمة ومنظر عام لمكة المكرمة قبل الغروب وصور للحرم في ليلة 27 رمضان ومنظر عام جوي لتوسعة الملك عبدالله للحرم المكي الشريف ولقطة جوية لساعة مكة المكرمة والكعبة المشرفة وباب الكعبة.كما اشتمل كتابي على صور لمقام ابراهيم عليه السلام وصورة اخرى لمفاتيح الكعبة المشرفة وسطح الكعبة ولجبل الصفا والمروة وصور من المشاعر المقدسة مثل جبل الرحمة في عرفات وصور حجاج بيت الله الحرام في صعيد عرفات الطاهر وصور لمسجد نمرة وقطار المشاعر وصور لجبل النور وصور للجمرات الثلاث ومنظر عام لمشعر منى.كما ضم الكتاب صورة للمواد الخام التي تصنع منها خيوط كسوة الكعبة المشرفة وكيفية نسج البطانة والحشو للحرير على الآيات القرآنية الكريمة واستخدام خيوط الذهب في صناعة الحزام وصور من نسخة المصحف العثماني الذي كتب في عهد الخليفة عثمان بن عفان رضي الله عنه كما كان للمدينة نصيب وافر في كتابي حيث صورت الحرم المدني الشريف والمظلات الاضافية الملحقة بالمسجد للصلاة خارجه ومسجد قباء وجبل احد ومسجد بلال بن رباح.
مشاركة أبوظبي
وواصلت (اسكندر) حديثها فقالت:
ومن بين مشاركاتي الخارجية ان الملحقية السعودية في دولة الامارات قد استضافتني على هامش معرض ابوظبي الدولي للكتاب وبعد اقامتي لمعرضي (اطياف الحرمين) في امارتي الفجيرة ودبي وكان ذلك خطوة داعمة لي من سفارة بلادنا في الامارات العربية المتحدة وعبر د. صالح السحباني الملحق الثقافي السعودي بالامارات عن تقديره لمعرضي واعتبره تعريفاً باشياء عديدة وكان حقيقة خطوة داعمة لي بشكل كبير وكان ذلك المعرض كما اسفلت مصاحبا لمعرض الكتاب الذي اقيم في ابريل الماضي بابوظبي.
تكريم الاتحاد
وقالت حظيت بتكريم في المغرب عام 2010 من قبل الاتحاد العربي لحصولي على لقب اول امرأة سعودية خليجية في التصوير بالملتقى الثالث للمصورين العربي الصحفيين والاعلاميين وذلك شرف كبير لي ان يتم تكريمي خارج بلدي وباسم بلدي المملكة العربية السعودية وكانت قبلي اول امرأة عربية سعاد الشيخي على 2008 تكرمت بعد عودتي وكان تكريمها في السعودية من دار الايتام.
تكريم المغرب
ثم واصلت المصورة اسكندر حديثها عن التكريمات التي حصلت عليها لقاء عملها الابداعي في مجال التصوير الفوتوغرافي فقالت:لقد تم تكريمي مؤخراً كأول مصورة خليجية تشارك في الملتقى الثالث لمصوري الصحافة الرياضية العرب في المملكة المغربية كما حرصت على تمثيل المملكة العربية السعودية في عدة محافل دولية وفعاليات قارية واقليمية والواقع انني شاركت في مؤتمر التنافسية الدولي الذي عقد في الرياض برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله وصورت عدة مؤتمرات خارجية ومنها المؤتمر الاسلامي في دبي الى جانب ترؤسي للوفد الاعلامي السعودي لمعرض الفنانة مريم ابو الحسن في البحرين.
وعادت السيدة اسكندر الى الوراء لتقول لنا:
ومن حكم الحياة - حياة الامس - انني استفدت كثيرا من والدي رحمه الله حيث كان يحدثنا عن مواعظ وحكم الحياة وهي في الواقع منطقية جداً ومن ضمنها كان يقول : "إذا أردتم معرفة خير بلدكم سافروا برا وارجعوا وسوف تقبلون تراب بلدكم" ووالدي في الواقع كان طبيباً في الاشعة لدى الملك المؤسس عبدالعزيز رحمه الله وقد غمرني رحمه الله بعطفه وعصارة تجربته.
تصوير المباريات
وقالت انا في واقع الامر كنت عاشقة للرسم والتشكيل منذ الصغر واقتناص اللحظة العابرة لكي تبقى خالدة الى الابد وحاولت بعدستي ان اعبر الى العالمية لاكون من بين السعوديات اللواتي سجلن اسمهن وحضورهن في هذا المجال وهذا الفن الانساني الابداعي الجميل.
ولعل من اللحظات الجميلة بالنسبة لي والتي لا تنسى حقيقة انني قد رافقت بعدستي منتخبنا السعودي اثناء تصفيات كأس العالم في قطر، وكأس العرب في البحرين وفي (خليجي 20) في عدن وسجلت بعدستي صورا جميلة في كل هذه المناسبات الرياضية الوطنية خدمة للرياضة وللوطن السعودي.وانا عضو في الاتحاد الدولي للتصوير الفتوغرافي (فيابي) وعضو في اتحاد المصورين العرب الرياضيين وعضو في بيت الفوتوغرافيين الى جانب عضويتي الفخرية في نادي فتواغرافيي الشرق الاوسط.
تصوير الراليات
وسألتها عن الجانب الاكثر اثارة في حياتها مع الكاميرا ومخاطرها فقالت:
واجهت في عملي خلال قيامي بالتصوير عدة مخاطر ومن ذلك تصوير الراليات الدولية باعتبارها رياضة خطرة لا يجب الاقتراب منها الا بحذر شديد وتتطلب سرعة بديهة ومهارة عالية في التقاط الصور للمتسابقين خلال انطلاقتهم بسياراتهم في سرعات عالية جداً.
التصوير الجوي
وقد كنت أصور المسجد الحرام والكعبة المشرفة وانا في الجو من خلال طائرات قاعدة الملك فهد الجوية وكنت اصور من باب الطائرة وهو مفتوح وليس من خلف زجاج النافذة فاقوم بربط الحزام ثم اقترب من الباب وانا على ارتفاع شاهق واحس بقوة الهواء وهو يكاد يسحبني من الطائرة ومع ذلك كنت مستمتعة بالتصوير وحريصة الدقة في التقاط اجمل الصور ومن عدة زوايا.
مواجهة الموت
وهنا تحدثنا المصورة اسكندر عن ذروة ما لقيته من مخاطر تقول: في الاردن صورت لاول مرة إيلي الاردن بدعوة من الاتحاد العربي للمصورين العرب عام 2002 عندما دخلت الميدان السباق كنت من دون خبرة في مكان الوقوف الصحيح البعيد عن الخطر وكان معنا مصور الراليات الاردني المعروف فائق ابوغزالة وانا كنت واقفة على تلة وفي نفس اللحظة دخل المتسابق السعودي وبطل الراليات الراجحي ولم اشعر بنفسي الا واحد قد سحبني من فوق التلة ووقعت على الارض والتفت غاضبة على المصور الذي جذبني من ثيابي ورجعت انظر للمكان الذي كنت فيه لاجد ان عجلات سيارة المتسابق الراجحي قد جاءت في نفس المكان الذي كنت واقفة فيه وبهذا يكون المصور الاردني قد انقذني من موت محقق.
وعن دورها في نقل خبراتها الى الاخرين تقول المصورة اسكندر تدريب الفتيات على التصوير من الاشياء التي تشغلني ولذلك وكمثال فقد شاركت في تدريب 15 مصورة فتوغرافية في ورشة عمل (تصوير الشموع) والتي تم تنظيمها في مدينة تبوك بواسطة اللجنة النسائية في فرع جمعية الثقافة والفنون هناك.
وركزت انا كمدربة ومصورة فوتوغرافية خلال الورشة على اعداد الاستديو واختيار زاوية للقطة المصورة وعلى توظيف الضوء حتى تناسب اعداد الكاميرا من سرعة الغالق والايزو وفتحة العدسة مع البيئة المحيطة وقد تفاعلت المشاركات باضافة بمسات جمالية متميزة ومتناغمة مع الاجواء كما خالطها مزيج من الحماس للاستزادة من مثل هذه الورش التفاعلية الابداعية,وحقيقة فان منطقة تبوك تملك نخبة من المصورات المحترفات اللاتي لديهن حرص على تنمية مهاراتهن في التصوير الفتوغرافي، واتوقع لهن مستقبلا كبيرا في عالم التصوير الضوئي وهن بحاجة لدعم وتشجيع المجتمع واقامة المزيد من المعارض في تبوك وخارجها لايصال ابداعهن لاكبر شريحة من الناس في الوطن العربي.
سلوك واخلاق
وعن القيمة الاخلاقية والسلوكية التي تؤمن بها خلال عملها قالت: انا لم يحدث لي ان صورت مواقف محرجة للناس او للشخصيات ولذلك لم اتعرض لاي موقف انتقاد وانا بطبعي لا احب ان اصور الشخصيات العامة وهي تأكل مثلا او تدخن او تمسح بالمنديل فمها او اي موقف محرج وانا اتمنى من زملائي المصورين البعد عن كل هذه المواقف لانها لا تخدم الفن الابداعي التصويري.
تنظيم المصورين
وهنا ملاحظة مهمة تقدمها السيدة اسكندر للمصورين والمسؤولين تقول أنا اتمنى ان يكون عندنا مكان مخصص للمصورين في المناسبات وامام المصورين كما هو الحال في كل مكان في العالم الا عندنا هنا في الواقع ومع الاسف المصورون يعملون زحمة وتراهم يسدون الواجهة من أمام المشاهد للمسؤول او الحدث والتنظيم يمكن ان يريحوا انفسهم ويريحونا عند زملائهم ويريحوا الضيف نفسه ويكون ذلك مانعاً للفوضى التي تحدث في مناسباتنا حيث نشاهد زحمة المصوريين في عين الحدث بشكل غير حضاري.
صور المشاهير
وختتمت المصورة السعودية العالمية سوزان اسكندر حديثها لنا بجولة في الذاكرة مع المشاهير الذين التقطت لهم صوراً بعدستها.. فقالت:لقد حصلت على ثناء وتقدير من عدة شخصيات محلية وعربية ومنهم صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل امير منطقة مكة المكرمة الذي كثيرا ما غمرني بعبارات التشجيع وكذلك سمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير خارجية دولة الامارات العربية المتحدة خلال معرض اطياف الحرمين في دبي وايضا كل من صاحبي السمو الملكي الاميرين سلطان بن فهد ونواف بن فيصل خلال عدة مناسبات رياضية كروية واخرى للفروسية.
وبالنسبة لمشاهير الفن فقد التقطت بعدستي صوراً لثلة من الفنانين مثل فنان العرب محمد عبده الذي اطلق عليّ لقب المرأة الشرسة والفنان فايز المالكي الذي لقبني بالمرأة الحديدية والفنان عبادي الجوهر الذي سماني ملكة العدسة وكذلك فقد صورت الفنان ماجد المهندس ونور الشريف وميرفت امين وزهرة عرفات وفاطمة الحوسني وغازي علي وطارق عبدالحكيم.وصورت بطل سباق الراليات السعودي عبد الله باخشب والبطل الراجحي والبطل البحريني ناصر العطية.
ومن الصور اللافتة في المجال الرياضي فقد تمكنت من تصوير لقطة معبرة للنجم العماني وعمدة الاهلي السعودي عماد الحوسني في حالة شقلبة بعد تسجيله هدفا لمنتخب بلاده في احدى البطولات القارية بالخليج.