مع استقبال هذا الشهر الكريم يهتم المسلمون في بلغاريا بمنازلهم وشوارعهم ومساجدهم أيما اهتمام، فيقومون بتنظيفها وتزيينها ويرفعون اللافتات التي تدل على حرصهم الشديد على تذكير الجميع بقيمة هذا الشهر، وينقسم مليونا مسلم بلغاري في أصولهم في مواقع عيشهم إلى قسمين: الأول في المناطق الشمالية الشرقية، والآخر بلغاري الأصل ينتشر في جبال (الرودوبي) جنوب البلاد على الحدود اليونانية ويطلق عليهم (البوماك) إلا أنهم لا يختلفون في عاداتهم وتقاليدهم الرمضانية، ويقول آدم رحمي محمد من بلغاريا: إن أبرز سمات شهر مضان في بلغاريا تظهر في توحيد الفعاليات والمظاهر والنشاطات الدينية بين جميع المسلمين في بلغاريا، ومع بداية الشهر ترتدي النساء والفتيات المسلمات الزي التقليدي الرمضاني ويقام في كل ميدان من ميادين القرى والمدن التي تسكنها أغلبية مسلمة احتفالات تتميز برقصات شعبية وابتهالات يتشارك فيها الرجال والنساء، وأبان آدم رحمي أن هناك العديد من المظاهر والعادات الرمضانية التي يتميز بها مسلمو بلغاريا عن غيرهم من مسلمي الدول المجاورة من بينها أن هناك العديد من القرى والمدن المسلمة تتخذ من أحد مواقعها الجبلية أو إحدى حدائقها مقراً ثابتاً طوال شهر رمضان للطهي الجماعي الذي يساهم فيه جميع سكان القرية بتقديم المواد التموينية اللازمة ومن ثم يتم توزيع الطعام يومياً على مساجد المدينة أو القرية، بالإضافة إلى إقامة مائدة جماعية للرجال في الخلاء وعدد من الموائد الجماعية للنساء في المنازل الكبيرة، والظاهرة الأخرى التي يتميز بها مسلمو بلغاريا في استقبال شهر رمضان تتمثل في القيام قبل يومين من قدوم الشهر بغسل أبنية المساجد من الخارج بالمياه ثم طلائها من جديد، كما تتم إقامة دوائر في المنازل لتحفيظ القرآن الكريم للأطفال وتقوم دار الإفتاء بتنظيم دورات في جميع المساجد التابعة لها لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم مع إقامة مسابقتين: الأولى في منتصف الشهر، والثانية في نهاية الشهر، إضافة لإقامة ندوات خاصة للفتيات تتعرض بالشرح والتفصيل لجوانب الشريعة الإسلامية، ويضيف أن عدة دول إسلامية تبعث بشيوخها ومعلميها إلى المساجد البلغارية خلال شهر رمضان للوعظ والشرح مثل المملكة العربية السعودية وجامع الأزهر بجمهورية مصر العربية، حيث يتجول المشايخ في أنحاء المدن والقرى المسلمة خلال شهر رمضان لكي يستفيد من تعاليمهم المسلمون البلغار. آدم رحمي محمد