في يوم حار من ايام آب/اغسطس يقوم اطفال بتلاوة آيات من القرآن وهم راكعون وحفاة في مسجد قرية لاينيتسا (جنوب غرب بلغاريا) الذي يتهم امامه باتباع نهج "اسلامي متطرف". تقول زينب وهي طفلة في العاشرة من عمرها ترتدي سروالا تقليديا فضفاضا ومزركشا (شالفار) وتغطي رأسها بوشاح تزينه رسوم على شكل ورود، "اني اتعلم ديننا، هذا ما اريده واهلي يشجعوني على ذلك". وكانت تكرر صلاة بالعربية بعد إمام القرية الشاب محمد قمبر . ويرى هذا الامام ان مفهوم الاسلام المتطرف "يأتي من الغرب، في العربية لا وجود له". وقال "اذا كانوا يقصدون بهذه الكلمة قنابل واعتداءات، فان الاسلام يحظر ذلك بشكل قاطع وانا اول من يرفضه. واذا كان هذا هو الحال فمن كان ليرسل اطفاله الى هنا؟". وكانت الولاياتالمتحدة اعتبرت في تقرير صدر في 2005 ونشر على موقع ويكيليكس "ان "التطرف الاسلامي في بلغاريا يشكل مصدر قلق حقيقي" بسبب "البطالة المتزايدة" و"التمييز طويل الامد".وبلغاريا، البلد المسيحي الارثوذكسي الذي يعد 7,4 ملايين نسمة، تضم نسبيا اكبر اقلية مسلمة في الاتحاد الاوروبي اذ يقدر المسلمون ب 13% من عدد السكان. وبين هؤلاء اتراك و"بوماك"، اي البلغار الذين اعتنقوا الاسلام اثناء الحكم العثماني لمناطق البلقان، وغجر.والمتهمون هم من البوماك، المسلمين الاكثر تدينا، الذين يعتبرون الاسلام هويتهم كما لفتت يفغينيا ايفانوفا البرفيسورة المتخصصة في دراسة هذه الاقلية.وفي تشرين الاول/اكتوبر 2010 دخلت الشرطة اثناء تفتيشها لمنزل محمد قمبر في مواجهة من سكان من لاينيتسا منعوا رجال الشرطة طوال خمس ساعات من حمل الكتب المصادرة.وقال ابراهيم شوكوف (72 عاما) الذي كان حاضرا اثناء عملية التفتيش "ان السلطات لا تريد ائمة مثقفين"، مضيفا "كوننا مسلمين لا يعني اننا لسنا مواطنين بلغار". وقد اثارت الشكوك، التي نشرتها الصحف، في احتمال ان يكون مسلمون بلغار قدموا دعما لوجيستيا للهجوم الانتحاري الذي استهدف اسرائيليين في 17 تموز/يوليو في بورغاس (شرق) موقعا ستة قتلى -خمسة سياح اسرائيليين وسائق حافلة بلغاري مسلم-- استنكارا شديدا في لاينيتسا. واكد ابراهيم شوكوف في مقهى "ان القرآن يحرم العنف" وايده في ذلك زبائن اخرون في المقهى.ويؤكد بعض سكان هذه القرية البوماك المقدر عددهم ب1600 نسمة انهم اتراك ناكرون بذلك اصلهم البلغاري، الامر الذي يرجعه المؤرخون الى محاولات دمجهم القسري، ومن بينها محاولة النظام الشيوعي في 1973 التي اسفرت عن سقوط خمسة قتلى على الاقل في المنطقة.وقال ابراهيم "ان السلطات الشيوعية ارغمتني على اتخاذ اسم مسيحي هو ايفان. والذين كانوا يرفضون ذلك كانوا يتعرضون للضرب ثم للترحيل". وكانوا يمزقون سروايل النساء.اما يفغينيا ايفانوفا فهي تؤكد "جازمة" انه "حتى وان حاول احد الدعوة الى اسلام متطرف، فان مسلمي بلغاريا لن يتأثروا بهذا النوع من الدعاية".