فكرت مرات ومرات أخرى وقبل أن أحمل الورق والقلم للكتابة عن بطولة نادي النصر الجديدة، ومع وجود الاحتمالات والتساؤلات هل أكتب بمنظور المشجع المتعصب.. أم المتابع البعيد للفريق، اخترت المدخل الثاني أكتب عن هذا الفرح كمتابع للجيل الأول للنادي، جيل وأيام ماجد، والهريفي، ويوسف خميس، والمطلق، ومحيسن، وغيرهم الكثير وإلى الجيل الجديد والتجديد مرابط، الغنام، الجميعة، وحمدالله.. وغيرهم فحب هذا النادي يتمدد ويوحد بين المسافات والتواريخ، ونحترم كل الأسماء فجميعهم ينتمون للنصر «العالمي» ولأن الميول للأندية لايتغير أبداً، ومع تقادم العمر للأمام، والانشغال وتجدد بعض القناعات، وتغير بعض مفاهيم المتابعة التي ظهرت مع نشوء وسائل التواصل الاجتماعي ذات الاهتمام الرياضي ومؤشر حضور محبي النادي يتزايد، وكذلك البطولات تتزايد، سأحاول أجمع الكلمة الهادئة مع المفردة الأدبية وأكتب عن نصر متميز أبهر أغلب الجماهير الرياضية السعودية، فرح سأخلطه مع كلمات مدهشة كالمطر، وماجد، والعطر، والثلج، والبحر، والانتماء، ومع الاحترام لكل أندية الوطن الغالي التي اجتهدت كثيرًا لنيل البطولة الأهم والأصعب لم يحالفها الحظ، بطولة ظفر فيها الجميل والرائع والفذ نادي النصر، ألف مبارك هذا الإنجاز المهم، فالكلمة والحروف، تزرع في العيون عشق وجمالية اللون «الأصفر البراق»، هنا مع الورق والمحابر، ومع الليل وسوالف المجالس في المساء، وفي آخر جولة من الدوري السعودي المثير، رتبنا ذائقة الفرح مع النادي بالأمس واليوم وغداً - بإذن الله- وفي أجمل لفتات العمر الرياضية.. ظهر أبطال النصر بمستوى مميز أمام فريق الباطن الطامح وفاز النصر بصعوبة على الباطن 2-1 هنا بإمضاء مهاجمه حمدالله تذكرت المزارع في مزرعته والذي يتعب طيلة الموسم في بستانه، ويكد ويتعامل مع تقلبات الأجواء، وتغير الظروف المناخية، المتعبة له والذي ينثر مع بدايات الموسم في أرضه البذور والنبات ويؤمن الماء والمعدات حتى ينتظر الأجمل وبعد أشهر طويلة يمارس عملية الحصاد، وينال الثمار اليانعة هكذا النصر مثل المزارع الذي زرع وحصد.. ونجح بعد توفيق الله.. أجيال تعاقبت لاعبي خبرة وشباب، ومنافسات مع الفرق الأخرى، مرت على ملاعب النادي، كلها تنشد وتبحث عن المنجزات والبطولات، ففي مساء الخميس، وبكل عنفوان ودلال، ومن جديد تصحو الذاكرة الرياضية، على شمس النصر، وعلى الإعجاب والفرح لتقرب اسمك أيها الكيان لمسارح البطولات، بعد اكتمال عمل الإدارة وبجلب لاعبين مؤثرين، هنا جمهورك الغفير يساعدك ويبعدك عن الأعذار والانكسارات، وبعد موسمين اجتهدت كل الأطراف، وبالتحديد تميز اللاعبين، ومع ذلك المساء وليلة القمر فيها اكتمل.. واشعته تلامس جباه الجمهور واللاعبين.. وتشاهد لمعته في آن واحد.. في ملعب الدرة.. كأن القمر نزل ليلعب معهم، وهو أصلاً الوجه الآخر للنصر طرز نورها الأبطال وتفاعلوا مع القمر، وفازوا فوزاً جميلاً، شكراً للإدارة وللمدرب وللكل، أيها الفرح النصراوي جئت مع زحمة أيام الموسم الرياضي محملاً بكأس دوري الأمير محمد بن سلمان، شطرًا من هذا الحب لجميع منسوبي الفريق فالخماسية المهمة والتي تتمثل في الجهاز الإداري، والجهاز الفني، واللاعبين، والجمهور، والإعلام المحب للفريق، والنصف الآخر من هذا الحب لكل الأندية وجماهيرها التى لم تفرح هذا الموسم، في هذا الموسم هنا وحده النصر يطرز مساءاته بالفرح نال في الدوري 70 نقطة كعلامة فارقة ورقم ومنجز جديد، الدوري هذا الموسم صعب جدًا، تنافس قطبا العاصمة النصر والهلال إلى آخر شوط، تفوق وتوفق «العالمي»، ولم تكتب «للزعيم» هنا أثبت النصر قدرته لتحمل للموسم الطويل تعامل مع توقف الدوري بكل هدوء، واجه ظروف الإصابات ووفق النادي بلاعبين أجانب أضافوا الكثير للمستوى، وأبدع الفريق في أغلب المباريات، من هنا فاز بالصدارة واللقب.. وأصبح هدافه عبدالرزاق حمد الله هو الأميز طيلة فترات المباريات مع مرابط، وبتريوس، والشهري، وكل اللاعبين نجوم يشار إليهم بالبنان فرحهم يشبه جداول الماء ويشبه نبات وزهور وورود الربيع، وفي أواخر الموسم، وقت الحصاد النصر تتمدد عنده مساحات الفوز من هنا تميز واستحوذ على الكأس.. في هذه اللحظات كل نصراوي يسكن في وجدانه الفرح. ألف مبارك لنادي النصر وحظ أوفر لنادي للهلال ومبروك للأبطال الصعود أبها وضمك والعدالة وحظ أجمل للطائي والجبلين، وبقية الأندية ولجميع أندية الدوري.