صور الفرح تحلّق فوق تضاريس خريطة الجزيرة العربية، وبالتحديد عند فريق النصر (العالمي). بعد سنوات عديدة ولاحقة سيكون للنصر جولات يؤطرها بالفن والأهداف.. ففي هذا الموسم تعددت الأندية والنصر (واحد).. أولها بطولة ولي العهد سلمان بن عبدالعزيز أيّده الله، درس يتجلّى على الملاعب الخضراء قدَّمها (محمد نور ورفاقه) عبر تعب وكر وفر. لن يجد أجمل من هذا السؤال الآن ولاحقاً. للاعبين لمن تهدون هذا الفوز والفرح غالباً والكل سيقول: للجمهور الكبير الذي أبدع في المدرجات وصل حتى الدهشة والتميز.. والبعض من اللاعبين يهدون الفوز لعمالقة كبار أمثال (ماجد، الهريفي، خميس، المطلق) والبعض الآخر يتذكر الرمز الراحل (عبدالرحمن بن سعود) مؤسس وباني الأمجاد.. رحمه الله.. والكل طبعاً لا ينسى فضل الإدارات السابقة والإدارة الحالية بقيادة (كحيلان) هذه النجاحات تتوالى بعد فضل الله (سبحانه وتعالى ومنّه).. ثم جهود الكل من عشاق فارس نجد هنا سر التميز والفوز. استمرت الفلاشات.. تومض.. بألوان عديدة لتوثيق هذا الفوز بالبطولة من المنافس الأول وصاحب البطولات.. نادي الهلال. صوت البطولات صاخب جداً.. كانت يمضي الأسبوعان الأولان من أيام الدوري.. والنصر يؤكّد أمرين لا ثالث لهما: الأول: إن روح اللاعبين.. لا تزرعها خطط المدربين.. بل حماس اللاعب وإخلاصه بعد بطولة أخرى. الثاني: توحّد كل النصراويين على أن الملعب هو بيت الفرح الذي يبنى بعيداً عن الإعلام والتجاذبات الخاطئة. ما أسرع الوقت بينما السنون تمر على النصر مرت تواريخ الميلاد وسنوات عجاف وآهات حارقة وزعل كبير على عشاق العالمي.. وهم ينتظرون الفرح والبطولات هي مسافة زمنية عشناها طويلاً. المثير في النصر: 1- أن جمهوره أصبح أفضل من بعض وسائل الإعلام لحضوره الصاخب وإبداعاته الأخيرة في الكتابة على سطح المدرج. 2- إن أجيال صغيرة (تحبه) وهي لم تعش معه بطولات أبداً.. إن هذا الحب متوارث من أيام ماجد. 3- إن جهود ونجومية حسين عبدالغني تؤكّد أن عشق الأصفر يملأ الفضاء. لكن بوادر الانتصار والمنصات تكتمل رويداً رويداً. ذات مرة قبل أشهر وبنقاش هادئ جداً مع مشجع أهلاوي.. سألته: وش ينقص النصر هذه السنة.. قال الكلمة المعتادة (الحظ.. والصبر)، لكل الأندية التي لا تفوز غبت عن المشهد الرياضي وعن مشاهدة المباريات، وتذكّرت صديقي (عبدالله) وكلامه عن النصر.. إنه عين الحقيقة.. حضر الحظ واللاعبون وانتهى الصبر. كلمات رشيقة قالها الأهلاوي.. والاتحادي، والهلالي، والشبابي، والحتماوي، والاتفاقي، والفتحاوي، والجبلاوي، إنها عوامل كثيرة.. منها الصبر والحظ مع التخطيط السليم، وصف لقمة المساء.. تحت ضوء السماء، حضر الكل في درة الملاعب أستاذ الملك فهد (فاز) النصر على جاره الهلال.. (وهي هكذا)، مرة تفوز ومرة تخسر. أعجبني في هذه المباراة: الكم الهائل من الجماهير والاهتمام العربي فيها.. إن تفاصيل الحلم لخطوة أولى تأتي بالأهداف.. ومن ثم حدوث النهايات السعيدة.. لأن مراحل وأوقات المباريات طويلة جداً.. لكن في (ليلة) يوم السبت. يتهامس النصراويون: إن البطولة قريبة لنا.. لأننا لم نهزم هذا الموسم بعد مضي 17 جولة منه.. وإن رائحة الفل والياسمين والابتسامة هي صفراء لعشاق العالمي (هنيئاً) لكل عشاق العالمي هذا الفوز الكبير جداً، كقيمة رياضية توثيقية تسجل بماء الذهب، وتطرز بثواني التعب والركض ومن ثم السعادة.. إنه النصر الذي انتظرته وتوقعته بعد 12 سنة، تأتي البطولة.. لكن اختصروا اللاعبين إلى 7 سنوات.. فاز النصر بالبطولة بثلاثة عوامل: 1- روح وحماس (عبدالغني، وشراحيلي، ودهاء محمد نور، وتهديف السهلاوي، والراهب، وأداء غالب، وفدائية الحارس العنزي والمدرب (المشجع كارنيو).. إلخ. 2- إدارة عملت المستحيل بجلب لاعبين على مستوى عال من المسؤولية والهيبة وتطبيق خطة المدرب. 3- وهو الأهم بعد توفيق الخالق.. الحظ في التهديف وحظنا بوجود حراسة نادرة، وإدارة واعية، وجماهير لافتة للنظر، وأعضاء شرف، ومحبين يدركون كيف تأتي البطولات الصعبة والمهمة. أما الجماهير، جماهير (نصر الصبر) فرؤوسهم تحمل (هماً) رياضياً واحداً وهو: الحضور بفعالية وحماسية تعجب المنافسين واللاعبين معاً.. هنا في هذه البطولة بطولة ولي العهد - حفظه الله- هي بداية الخير لنصر البطولات وعصر الكؤوس والدروع عموماً هذا الفرح، امتداد طبيعي للتخطيط الدقيق والشامل.. فكأس ولي العهد خروج المغلوب.. يعني النصر.. هل الأفضل من حيث الإعداد والأرقام والنتائج فثقافة الفوز هي نتاج طبيعي لروح وحماس الكل. فالنصر لا يعرف المستحيل.. أو صوت المطبلين، هو يلعب لجمهوره الوفي.. فقط بعيداً عن التحذير الإعلامي، أو لعبة التوقعات التي تدخل في بعض اللاعبين، وبالذات صغار السن الثقة أو الغرور السلبي.. هنا كل الوطن العربي.. وكل الأندية بصوت واحد يقولون النصر هذا العام غير، فهو صاحب النفس الطويل، وأفضل ناد يمتلك البدلاء على دكة الاحتياط، خاصة عند ضغط المباريات يتم تدوير اللاعبين.. ومن هنا كانت الانطلاقة الحقيقية للعالمي هذا الموسم.. ويبقى الإعلام الجميل الذي دعم الأندية، ومنهم إعلاميي نادي النصر فلهم احترام خاص وبالتحديد من يكتب ويتحدث بالمنطق الرياضي الهادئ البعيد عن الإثارة. عوامل كثيرة قالت للعالمي تستاهل الدعم والتشجيع، قد يتذمر البعض من عشاق الأندية على عدم نيل فرقها البطولات.. فتقول لهم الصبر.. مع الإرادة والتخطيط سيأتيكم فرح وحظ النصر (بإذن الله).. شكراً لكوكبة نادي النصر وللأمير فيصل بن تركي، وللمدرب وأعضاء الشرف والإعلاميين. حينما أحببنا النصر لم يكن هذا الحب من أجل مصلحة أو عبثاً وقتياً وينتهي.. بل كان حباً مطرزاً بالصمت وبالصبر فكما نعلم أن (ماجد) هو نافذة لحب النصر من كبار وصغار!! لماذا امتد عشق الجماهير لماجد؟ لأنه ببساطة كان يبني مجداً من أدب وصمت وإبداع.. الوحيد بالعالم (وهي) ميزة تحسب له حينما كان يلعب أحبه 300 ألف مشجع ولكن.. بعد اعتزاله أصبح محبوه أكثر من مليونين.. لماذا؟ إنه خليط بين حضور النصر الصاخب وبين هدوء ماجد الصامت.. من هنا لو طرحنا هذا السؤال على ألف طبيب ومختص بالأمور الوجدانية: لماذا زاد احترام وعشق ماجد بعد الاعتزال أضعافاً مضاعفة؟ الجواب فقط لا لا لا ندري!! لا نعرف الإجابة.. إنه تميز لماجد وهبه الخالق عزَّ وجلَّ له.. وأخيراً أقول لصديقي الهلالي الجميل (أبو فهد) هاردلك.. والفرح لكم ولكل الأندية في قادم الأيام وهذه بعض المفردات التي جاءت على عجالة من أمري فالفرح قد يلخبط الكلام والكتابة: رسائل يومية عالمية مرة بصوت عال ومرة صامتة... تحمل التجديد... والعشق الجديد.. سنوات وبلا تحديد.. الكل يسأل عن ماجد النصر الحالي ونقول هو رمز يعيش في الفضاء العالي.. هم كلهم يحبون النصر.. فريق الصبر... والمطر... والعطر... والعمر... والقمر... فريق كل الأرض