بعد مضى النصف من رمضان، أصبح من الممكن إلقاء نظرة نقدية على الأعمال التي تعرض على الفضائيات العربية كافة، والوقوف عند بعضها، ليس لأنها الأفضل؛ بل لأن هناك ما يجب أن يُقال عنها.. «العاصوف» ما بين الجزء الأول والثاني من العمل، وبعد الفلترة التي خضع لها هذا الجزء للخروج من مأزق الإطالة والتمطيط وتسريع رتم العمل قليلاً، وهذا ما يجعل جزء العام المقبل هو الثالث والأخير بدلا من خمسة أجزاء كما كان مقرراً سابقاً، في هذا الجزء تم التركيز بشكل أفقي على الشخصيات بعدما كان التركيز على الأبطال عمودياً في الجزء السابق، وهو ما يحتم مستقبلا أن تشيخ شخصيات، وتشب أخرى، وهي قفزات مناسبة الحجم تماماً للمسلسلات المتعددة الأجزاء وكيف يجب أن تكون. «بدون فلتر» لا يعرف الجمهور كثيراً عن الفنان المنتج كما يعرف عن البطل. وما حدث مع الفنان عبدالله السدحان هذا العام، حيث عمدت هيئة الإذاعة والتلفزيون عمله قبل رمضان بشهرين فقط ثم لم تسلمه الدفعات إلا قبل شهر، وفرضت عليه معظم الأسماء ومساحات ما لعبته من أدوار.. يبدو إجحافا بحق نجم كبير مثل السدحان الذي بدوره جامل على حساب نفسه وتاريخه، فهناك كلمة واحدة كانت ستنقذه من مسلسل لا يربطه به سوى الاسم وبعض المشاهد التشريفية، وهي كلمة «لا»، فلماذا لم يقلها وينقذ نفسه من كل هذا الإحراج؟! «عندما تشيخ الذئاب» هذا المسلسل من أفضل الأعمال وأكثرها حبساً للأنفاس، فبدلاً من «الغول» لدينا اثنان، سلوم حداد وعابد فهد وجهاً لوجه بعمل مُتقن الصنع، أحد تلك الأعمال الكثيرة المأخوذة عن رواية، والقليلة التي تفوقت عليها. المسلسل مأخوذ من رواية الأردني جمال ناجي التي تحمل الاسم نفسه، يقدم فيها سلوم حداد دوراً أنسانا سهولة الدور الذي لعبه العام الماضي في «وردة شامية» عندما جعلنا نقف حائرين أمام شخصية «الدرويش المهزوز»، إلا أنه هذا العام عاد ليقول ها أنا ذا، أحد أهم النجوم العرب وأكثرهم قوة على الساحة، أمام عابد فهد الذي يلعب البطولة في هذا العمل بجاذبية وتمكن وبشكل أكثر من رائع. «الهيبة الحصاد» ثلاثة أعمال لا يمكن الثناء في أي منها وهي «الهيبة الحصاد»، «خمسة ونص»، و»الكاتب»، ولا يمكن الثناء على أي من الأبطال، فالجميع يمثل لأنه يرى أنه يجب أن يكون موجودا، لا لأنه ممثل ويمارس المهنة بحب.. نادين نجيم وسيرين عبد النور وقصي خولي وباسل خياط لم يقدموا جديدا، في حين راح تيم حسن لأبعد من ذلك، قدم جديدا في عمل قديم بلا منطق، بدلاً من أن يوقف ما بدأه بنجاح قبل ثلاث سنوات في «الهيبة» فأفشله بالتكرار غير المصوغ بحنكة، ويقدم الدور نفسه بالقدر نفسه من الرومانسية في عمل جديد ومختلف تماماً! «بدل الحدوتة تلاتة» وهذا العمل من بطولة الفنانة دنيا سمير غانم، ويعد حالياً من أكثر الأعمال الكوميدية الأوفر حظاً على الساحة من ناحية المشاهدات، إلا أن هناك تساؤلا عن مدى إصرارها على تقديم عمل كوميدي كل عام رغم أنها لم تستطع استرجاع حجم النجاح نفسه الذي حققته عام 2017 وما قبل ذلك؟ الإجابة: يبدو أن دنيا تمتلك مساحة أكبر في مثل هذه الأعمال تجعلها المتحكمة والمسيطرة على مسار العمل وحجم ومساحة كل العاملين به. «البرنسيسة بيسة» في هذا العام، قدمت مي عز الدين نفسها بشكل غير جيد في مسلسل «البرنسيسه بيسة» الضعيف، ذي الحبكة سطحية، والأداء المبالغ به، ما نتج عن ردود فعل سلبية للغاية! وهي في الأساس فنانة لا تتمتع بقدرات كثيرة، ورغم ذلك تُفرد لها البطولات كل عام من دون أن تحقق قبولا من الممكن أن يجعل العمل يوصف بالناجح، ولكنها مصرة على أن تكون البطلة الوحيدة في كل أعمالها، وما زالت هناك جهات إنتاج تؤمن بها! «زي الشمس» دينا الشربيني وبعد مرور الثلث الأول من مسلسلها «زي الشمس» كسبت الرهان على الجميع، وأحرجت من اعتقدوا عكس ذلك، حيث يبدو أنها قامت ب «مذاكرة» دورها كما يجب، لتؤديه بإحساس عال وتفوز بأفضل الانتقادات الصحافية والجماهيرية أيضاً. «حدوتة مرة» غادة عبد الرازق من خلال «حدوته مرة» قدمت هذا العام، مسلسلها الأفضل خلال السنوات الأخيرة، تقود دفة العمل بهدوء واحتراف، ليصبح عملها من أفضل أعمال الموسم نتيجة اختياراتها المختلفة، وأدائها العالي. بدون فلتر