أكّد خبراء سياسيون واقتصاديون وأعضاء شورى أن دعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لعقد قمتين طارئتين خليجية وعربية في الخامس والعشرين من شهر رمضان المبارك الجاري تؤكد حرص المملكة العربية السعودية على توحيد الصف الخليجي والعربي لمواجهة التحديات والخطر الإيراني وتوحيد السياسات بما يعزز الأمن الخليجي والعربي والمحافظة على الأمن لدول الخليج والمنطقة العربية عامة مشيرين إلى أن المملكة العربية السعودية منذ قيامها تمد يد السلام وتدعو له وتقف بحزم أمام كل من يحاول المساس بأمنها ومصالحها. واعتبر الخبراء السياسيون والاقتصاديون وأعضاء الشورى في تصريحات ل»الرياض» أنّ موافقة دول الخليج على إعادة انتشار القوات الأميركية هو أمر في غاية الأهمية للحفاظ على الأمن الاقتصادي للعالم أجمع وخطوة دفاعية لحماية المنطقة من أي اعتداء إيراني. مواجهة الأخطار وأكّد الخبير السياسي د. عبدالله القباع أنّه من الواضح جداً أنّ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - قد أصبح يدرك جيداً الخطورة الإيرانية ليس على المملكة فقط، وإنما على دول منطقة الخليج كاملة، وحينما دعا - حفظه الله - لقمتين عربية وخليجية فإنّ ذلك يؤكد رغبة المملكة في مواجهة هذه الأخطار بشكل جماعي خليجي وعربي، ولا شك أن إيران تهدد أمن منطقة الخليج وبالذات المملكة العربية السعودية، وإذا لم يكن هناك اتفاق واضح وجلي لمواجهة هذه الإخطار فإن القضية ستكون خطيرة للغاية والملك سلمان يدرك هذا الأمر جيداً، ولذلك دعا لعقد قمة خليجية وقمة عربية لتحقيق هذا الهدف، وإيران كما يرى الجميع بدأت تهاجم المملكة وخاصة المنشآت النفطية مثلما حدث في الدوادمي واستهداف ناقلات النفط في الفجيرة. وأضاف: «إيران منذ وقت طويل تستهدف المملكة لذلك أصبحت دول الخليج العربي تدرك هذا الأمر وتطالب بالوقوف جماعيا أمام هذه الأخطار المحدقة بالمملكة، معتبراً أنّ موافقة دول الخليج على إعادة انتشار القوات الأميركية هو أمر مهم للغاية، مشيرا إلى أن إيران تهدد المصالح الخليجية والعربية والأميركية، وأميركا تحاول دائما مواجهة الخطر الإيراني سواء عسكريا أو اقتصاديا أو سياسيا ولذلك فإن الخطر الإيراني يهدد المصالح الأميركية في المنطقة والتي تتمثل في منابع البترول في السعودية ودول الخليج الأخرى ولذلك فهي حريصة على مواجهة هذه الأخطار». توحيد الصف ورأى عضو مجلس الشورى اللواء طيار ركن عبدالله السعدون أنّ دعوة المملكة العربية السعودية لعقد قمتين خليجية وعربية تؤكد على رغبة المملكة في التشاور وتوحيد الصف وإطلاع القادة على ما يجري وهذا من الأشياء التي دأبت عليها المملكة خاصة أنها ستعقد في مكةالمكرمة وفي العشر الأواخر الفضيلة، ونرجو من الله سبحانه وتعالى أن يكتب في هاتين القمتين ما يوحد جهود دول الخليج والدول العربية والدول الإسلامية، والمملكة تقود العالم العربي والإسلامي بقيادتها الواعية والحازمة، والتي تدعو دائما للسلام والمحبة والتعاون، وهذه هي منطلقات المملكة المنبثقة عن الدين الإسلامي، الذي يوصينا بالجيران، فلماذا تكون هذه العداءات؟ واختلال الأمن في أي دولة مثلما حدث في العراق لا يعني أن تأتي وتسلح حزبا مسلحا داخل الحكومة، وهذه لم تحدث في التاريخ سوى من النظام الإيراني. تصدير الثورة وتابع اللواء السعدون: «المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - حينما تدعو لهاتين القمتين تسعى لتوحيد الصف الخليجي والعربي والإسلامي ليكون صفا واحدا لمحاصرة أي محاولة من إيران للإضرار بالدول المجاورة، مضيفاً: «الجميع يعلم أنّ هذه المنطقة ومنذ قيام الثورة الإيرانية وهي تعيش في قلاقل وحروب، بدأت بحرب إيرانوالعراق ثماني سنوات، ثم تبنى النظام الإيراني تصدير الثورة إلى خارج إيران، وهذه السياسة العقدية التي أخذوا بها هي ما أحدث القلاقل، ابتداءً بلبنان ثم العراق وسورية واليمن، وهذه السياسة عبر عنها قائد الحرس الثوري الإيراني حينما قال متبجحاً بأنهم يحتلون أربع عواصم عربية». وأوضح أنّ المملكة والبحرين والإمارات من أكثر من عانى من السياسة التي تنتهجها الحكومة الإيرانية وما يقوم به الحوثيون في اليمن هو امتداد للسياسة الإيرانية المتمثلة في محاصرة دول مجلس التعاون والمملكة في تنسيقها مع الولاياتالمتحدة الأميركية وتنسيق السياسة هي لمصلحة المنطقة والتأكد من أن الحصار الاقتصادي لإيران قد بدأ يعطي مفعوله، ولكن يجب أن نكون جاهزين لأي عمل قد تقوم به إيران والمملكة ليست دولة عدوانية وليست دولة تبحث عن الحروب، وإنما هي تبحث عن حماية نفسها والدفاع عن مصالحها ومصالح شعبها والمنطقة. خطر متنامٍ ولفت عضو مجلس الشورى عبدالرحمن الراشد إلى أنّ أهمية عقد القمتين العربية والخليجية يأتي من إدراك قيادة المملكة العربية السعودية لأهمية توحيد الصف الخليجي والعربي في هذه المرحلة؛ لمواجهة الخطر الإيراني، والمملكة تمد يد السلام دائماً ولا ترغب في الدخول في حرب، إلاّ إذا اضطرت لمواجهة الاعتداء، وهي سياسة ثابتة على مدى التاريخ، معتبراً أنّ موافقة دول الخليج على إعادة انتشار القوات الأميركية نبع من أهمية مواجهة الخطر المتنامي والتصدي بقوة لما تقوم به إيران في المنطقة، ولمحاولاتها المتكررة لزعزعة أمن منطقة الخليج بشكل عام، وتهديد الدول وزعزعة الاستقرار من خلال ميليشياتها وأذرعها التخريبية في اليمن وسورية ولبنانوالعراق، من خلال العملاء الإيرانيين الذين يتلقون دعمهم وتوجيهاتهم من نظام الملالي. وأضاف الراشد: «الجميع يدرك أن الميليشيا الحوثية في اليمن تستجيب لما يملى عليها من نظام الملالي الإيراني حتى في محادثات السلام اليمنية، ولا شك أن الولاياتالمتحدة الأميركية تمثل حليفا كبيرا لدول الخليج وتعتبر عاملا مهما في استقرار المنطقة والمحافظة على المصالح المشتركة لدول العالم كافة فهناك الممرات المائية المهمة والممرات الاقتصادية للبترول وإمدادات الطاقة للعام، وأهمية هذه الممرات ليست للمملكة ودول الخليج فقط، بل مهمة للاقتصاد العالمي ككل». أمن المنطقة وأكّد الراشد أنّ التحركات الكبيرة للمملكة ودول الخليج تأتي بهدف حفظ أمن المنطقة، لافتاً إلى أنّ سياسة المملكة ثابتة فهي لا تستعدي أحدا ولا تهدف لمعاداة الشعوب وتطلب دائما السلام للمنطقة، ونمو اقتصادها وازدهار شعوبها، وهذه السياسة المعلنة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وسمو ولي عهده الأمين، وهو ما يسعون إليه ويصرحون به. وأضاف: «لكن ما تحاول إيران القيام به من خلال محاولات التدخلات والتي تهدف لزعزعة الاستقرار شيء غير مقبول سواء من دول المنطقة أو من العالم كافة لحساسية هذه المنطقة وأهميتها، ولذلك فإن موافقة دول الخليج لإعادة انتشار القوات الأميركية هو أمر طبيعي لمواجهة خطر إيراني موجود ويشكل خطرا على الاقتصاد العالمي». إمدادات النفط وبيّن الخبير الاقتصادي فضل البوعينين: «منطقة الخليج تمثل عصب الصادرات للنفط العالمية، وبالتالي أي خلل أو أي انعكاس سلبي يؤثر على الإمدادات العالمية سيؤثر الاقتصاد العالمي والدول الكبرى على وجه الخصوص، ودعوة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - لعقد قمتين خليجية وعربية يؤكد سياسة المملكة وحكمتها في قيادة وتوحيد الصف العربي والخليجي لمواجهة الأخطار المحدقة بها المتمثلة فيما تقوم به إيران من عمليات إرهابية عن طريق وكلائها في الخليج مما يتطلب أن يكون هناك حماية للمنطقة بشكل كلي ولحماية إمدادات النفط العالمية. وأكّد أنّ موافقة دول الخليج على إعادة انتشار القوات الأميركية هي خطوة دفاعية لحماية المنطقة من أي اعتداء إيراني مستقبلي، مشيراً إلى أنّه لو لم تكن هناك معلومات استخباراتية متقدمة حول استهداف المنشآت النفطية في دول الخليج إضافة للحادثين التخريبيين اللذين قام بهما وكلاء إيران في الدوادمي والفجيرة، لما أقدمت دول الخليج ولا الولاياتالمتحدة الأميركية على اتخاذ خطوات دفاعية متقدمة، حماية للاقتصاد العالمي وإمدادات النفط والأسواق العالمية، ثم حماية لمنطقة الخليج من الشرور الإيرانية، التي تمثلها اليوم في المنطقة الحوثي في اليمن، والحشد الشيعي في العراق، وحزب الله في لبنان. حماية الاقتصاد العالمي وأضاف البوعينين: «أجزم أن حماية إمدادات النفط وضمان استدامة تدفقها من الأولويات التي يجب على دول العالم الحفاظ عليها، وليس الولاياتالمتحدة الأميركية فقط، خاصة أن الاقتصاد العالمي يعاني من ضعف في نموه ومشكلات قد تؤثر أي ارتفاع مفاجئ لأسعار النفط كانعكاس لعمليات تخريبية»، مؤكداً أنّ إيران أظهرت نواياها تجاه استهداف المنشآت النفطية وناقلات النفط، وبالتالي أصبحت تهدد الاقتصاد العالمي والدول الصناعية على وجه الخصوص قبل المملكة ودول الخليج. وتابع: «المستهدف بكل تأكيد هو الاقتصاد العالمي وإيران في استهدافها لمضخات النفط في الدوادمي وناقلات النفط في الفجيرة، حيث كانت تهدف إلى إرسال رسائل ضغط للداخل الأميركي، كيلا تقدم الحكومة الأميركية على أي إجراء لردع تدخلها في المنطقة، وتنفيذ عمليات إرهابية تؤثر على عمليات إمدادات النفط العالمية، ولذلك فالمستهدف ليس دول الخليج فحسب، ولكن الاقتصاد العالمي أولاً، ودول المنطقة المعنية بحماية هذه المنشآت النفطية، خاصة المملكة، التي تمثل البنك المركزي لمخزون النفط العالمي». ارتفاع الأسعار وشدد البوعينين على أنّ أي انقطاع لإمدادات النفط الخليجية يعني التأثير السلبي على أسواق النفط وبالتالي سيكون هناك ردة فعل مباشرة على الأسعار، حيث سترتفع بشكل كبير كنتيجة مباشرة لأي استهداف للنفط، والنفط ارتفع بنسبة 1.5 % بعد استهداف الدوادمي وناقلات النفط في الفجيرة، ولكن لأنّ العالم استمع لتطمينات أرامكو السعودية وإعلانها زيادة الإمدادات لدول أوروبا، وأنها قادرة على تلبية الطلبات مهما كان حجمها؛ ما أدى لطمأنة الأسواق العالمية وكبح الأسعار، ولكن لو حدث أي استهداف حقيقي فإنّه من المتوقع أن ترتفع الأسعار لتصل لمستوى 90 دولاراً وأكثر من ذلك للبرميل، وهذا سيؤثر سلباً في الاقتصاد العالمي، وسيؤثر في نموه الهش، والذي يحتاج لكثير من الدعم؛ مما سيلقي بالضرر على اقتصادات الدول الصناعية والدول المستهلكة، موضحاً: «أعتقد أن دول الخليج هي المسؤولة عن حماية منشآتها، ولكن بسبب الآثار العالمية لأي استهداف خارج لإمدادات النفط العالمي فإنّه من الواجب أن يكون للمجتمع الدولي دوراً أكبر في قطع يد وكلاء إيران بالمنطقة لضمان أمن الطاقة». فضح الممارسات الإيرانية ونوّه عضو مجلس الشورى رئيس لجنة حقوق الإنسان والهيئات الرقابية د. هادي بن علي اليامي أنّ الدعوة التي قدمها خادم الحرمين الشريفين لقادة الدول العربية والخليجية لعقد قمم على هامش القمة الإسلامية تأتي في سياق التنسيق العربي المشترك لتشديد الخناق على إيران، وفضح ممارساتها التي تتعارض مع كافة مبادئ حسن الجوار والعيش المشترك. وحقيقة فقد أثبتت الدبلوماسية السعودية علو كعبها وقدرتها على التأثير، فقد أصبحت إيران تعاني من العزلة التامة بعد رفض الدول العربية والإسلامية لسياساتها القائمة على التدخل السالب في شؤون دول الجوار، وافتعال الأزمات السياسية وتأجيج النعرات الطائفية والمذهبية. وأضاف: «قد أثبتت الدول العربية والخليجية وقوفها الدائم مع المملكة في مواجهة تجاوزات النظام الإيراني، على غرار ما حدث في حادثة إحراق السفارة السعودية في طهران، وهو الموقف الذي شكَّل علامة فارقة في علاقات العديد من الدول العربية والإسلامية بذلك النظام المارق، وتداعت دول المنطقة إلى قطع علاقاتها مع طهران، أو سحب السفراء أو تقليل البعثات الدبلوماسية، وهو ما أكد حجم التقدير الذي تجده المملكة حكومة وشعبا لدى كافة الدول». وأشار إلى أنّ هذه الدعوة تكتسب أهمية كبيرة، لاسيما أنها تأتي في وقت تزايد فيه مقدار الخطر الذي تمثله إيران على دول المنطقة، بسبب سياساتها غير المقبولة واستفزازاتها المتواصلة للدول الخليجية، وعدم التزامها بكافة مبادئ القانون الدولي، لاسيما بعد الاعتداء بالتخريب على السفن الأربع بالقرب من ميناء الفجيرة، ومحاولة الاعتداء على المنشآت النفطية السعودية، وهو ما يستوجب من الدول العربية على وجه العموم والخليجية بصفة خاصة اتخاذ مواقف أكثر حزما وصلابة في مواجهة هذه الانتهاكات الإيرانية المتكررة، ووضع خطة عمل موحدة لمقابلتها والحد منها، وتشكيل حائط صد مشترك. موقف المملكة وتابع: «قد جاء البيان الصحفي الذي ألقاه وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير شافيا ووافيا وعكس الموقف الحقيقي للمملكة التي ظلت تؤكد في كل المحفل الإقليمية والدولية أنها لا تسعى لأي مواجهة عسكرية مع أي دولة أخرى، لكنها في نفس الوقت قادرة على الرد بقوة وحسم وحزم على كل من يحاول المساس بسياستها أو يتطاول عليها، وأنها قادرة - بحول الله تعالى - على الدفاع عن أراضيها وثرواتها وشعبها. وأضاف: «ما قاله الجبير جدد التأكيد أن على النظام الإيراني أن يفكر ألف مرة قبل أن يقدم على أي حماقة تكلفه الكثير، فالعالم اليوم لم يعد فيه مجال للمقامرين والمغامرين، والدول التي يتمتع قادتها بالحكمة تتصرف حسب مقدراتها وتسعى لتحقيق أهدافها بكافة السبل السلمية المشروعة، بعيداً عن تبني لغة التهديد أو محاولة ابتزاز الآخرين؛ لذلك فإنّ ما يقوم به نظام الملالي هي أساليب عفا عليها الزمن، وتجاوزتها مفردات العصر، وأسلوب الحرب بالوكالة الذي تسعى طهران لاستمراره عبر تجنيد الحوثيين في اليمن وحزب الله في لبنان والحشد الشعبي في العراق لم يعد ينطلي إلاّ على السذج وعديمي الأفق، فالعالم أجمع يعلم أن طهران تقف وراء الاعتداء على السفن في ميناء الفجيرة، ويدرك مسؤوليتها عن الاعتداء على مرفقين نفطيين في المملكة، لذلك ينبغي أن تدفع الثمن، حتى لا يتكرر سيناريو تهديد سلامة أمن الطاقة في العالم أجمع. وأوضح: «للأسف فإن طهران أصبحت، منذ قيام الجمهورية الإسلامية في العام 1979، التهديد الأكبر لأمن الدول العربية والإسلامية بسبب طموحات العقائد والنفوذ، والشحن بالأحقاد، واستصحاب أزمات التاريخ، ولا سبيل لأي استقرار في العالم العربي إلا عن طريق إلزامها بالمعايير الدولية». د. هادي اليامي د. عبدالله القباع اللواء عبدالله السعدون عبدالرحمن الراشد فضل البوعينين