خالد الجاسر* قمتين طارئتين خليجية وعربية على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي بمكةالمكرمة في نهاية الشهر المصادف لليلة القدر وسط “أَزْمَة رعاع واضطراب ووكلاء حرب وفَوْضَة إيرانية ومَرْج إرهابي”.. رباعية هي سياسات إيران الدولية، يسحقها قمم مكية برباعية سعودية قيادية (أَمانٌ وطني وأَمْنٌ عربي واطمئنان وسكينَةٌ إسلامية رمضانية وسَلامٌ عالمي) قمة تتعامل مع التمادي الفارسي بحزم وعزم جامع يرُدها إلى حجمها الطبيعي، دونما وهم للانتشار والسيطرة على محيطها الجغرافي، وتحجيم أحلام إعادة أمجاد إمبراطورتيها الواهنة البائدة التي لم يستطيعوا عبر أمد من القرون الطويلة طوتها أزمان النسيان حينما كانت نهايتهم على يد الجيش العربي الإسلامي وهم ينظرون إليه نظرة تعالٍ وسخرية فارسية. ولعل الدعوة السعودية لعقد القمتين تحت عنوان “العرب في قمة مكة”، لا تعنيان بالضرورة توحيد الصف العربي من أجل خوض حرب، فالمملكة وأشقائها قالوا بشكل واضح إنهم لا يسعون للحرب، فنحن دول تنمية وإنجازات لا دول إرهاب وحرب، خاصة بعد استهداف السفن التجارية قبالة ميناء الفجيرة الإماراتي، وقصف مضخات نفط سعودية من قبل الحوثيين في خضم تزايد التوتر وقرع طبول الحرب بين إيران والولايات المتحدة في الخليج… ستُؤلف قمة مكة قلوب العرب حول هدف واحد بتشكيل “ناتو عربي” ضد إيران، وهو الدفاع عن الأمن القومي العربي، وليس عن أمن السعودية فقط؛ إذ أنها قادرة على حماية أمنها وأمن مواطنيها، لكن الخطر الإيراني لا يهدد السعودية فقط، بل يهدد الأمن القومي، وهي فرصة جيدة لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين قطر ودول الخليج، وتطوي صفحة الماضي، وفتح الباب لعودة قطر مرة أخرى للوقوف في صف أشقائها الخليجيين ضد الأعداء، رُغم أن قطر تؤيد الإرهاب وتقيم علاقات مباشرة مع إيران، التي لا مناص من ترهيبها لما وصلت إليه من مرحلة تتطلب المواجهة بكل الطرق والوسائل، بعدما رأى العالم إرهابها في كل مكان وأفعالها الشائنة بدول الجوار العربية واحتلالها لأراضيها وشعبها فكرياً، بل ودخول الحرس الشيعي بحروب وتجارب صاروخية في مختلف دول المنطقة من سوريا والعراق ولبنان لليمن وليبيا، لتتربع لائحة المنظمات الإرهابية الأجنبية لدورها في تمويل الإرهاب والترويج له كأداة حكم. ليتكرر المشهد بموقفاً عربياً موحداً بقمة الدفء التي تشملها أرض الحرمين الشريفين في وطن هامته السياسة طويق.. ورؤيته الاقتصادية 2030 ونموها المستقبلي حالم قريب المدى، وأطيافه الوطنية لامعة بإنجازاتها ووحدتها المجتمعية، لنستحق وبجدارة أن نكون قادة لعالم يسير في تيه الزمان، لا سلام له ولا أمان سوى “قمة مكة” أطهر بقاع الأرض، لمنع العالم من الانزلاق لهاوية الحرب وتعريض المنطقة لكارثة جديدة من نوع الحرب العراقية-الإيرانية، والغزو العراقي للكويت، والأمريكي للعراق وكلها كوارث ما أغنانا عنها وما أحوج الآخرين لها لابتزازنا، بإطلاق الصواريخ الحوثية التي تأتمر بأوامر إيرانية إلى الأراضي السعودية، واحتلال الجزر الإماراتية الثلاث، والتهديد بإغلاق مضيق هرمز، إذا لم يسمح لإيران بتصدير نفطها، ومحاولاتها المستمرة في تقويض الأمن القومي العربي وبناء مطامع إمبراطورتيها الفارسية البائدة عبر أذنابها في دول عربية هالكة لا محالة، دولاً باعت انتماءها من أجل إرضاء سادتها، ليكون مصيرهم الفشل جميعاً، فلن يُكتب النجاح لمشروع الهلال الشيعي الإيراني في ترابنا العربي، ولو جروا للمنطقة رؤوساً وجيوشاً، ولن نُداوي تلك النخة أو الشاة من جراحها لكي تقضم رقبتها؟!. أخيراً: سيأتي زمان على البشرية تنعم فيها بالسلام والأمن والأمان، حتى ترعى الذئاب مع الغنم، ويدخل الوليد يده في فم الحية فلا تضره. *كاتب ومحلل سياسي