منذ قرون لم يكن العرب دعاة حرب مع جيرانهم من الأمم والحضارات المختلفة، مع ما تعرّضوا له من انتهاكات وتدخلات سافرة في أوطانهم، ازدادت في العصر الحديث، مع الأطماع الإيرانية في إعادة أمجاد فارس، والتي تدخلت في أربع عواصم عربية، ادّعت علناً احتلالها خلال فترة رئاسة أوباما، ثم تأتي الآن وتبدي عبر سفيرها في باريس استعدادها لعقد معاهدة عدم الاعتداء مع دول الخليج من أجل بناء الثقة، فأي ثقة وهم احتلوا ثلاث عواصم عربية، والرابعة كانت صنعاء التي كانت تشهر خنجرها في ظهرنا، من خلال وكلائها، ميليشيا الحوثي في اليمن، وحزب الله في لبنان؟ لسنا دعاة حرب، ولكن إذا قرعت طبولها فنحن جاهزون لها، كما أطلق الراحل سعود الفيصل - رحمه الله- ولم نتحرك إلا حينما احتلت هذه الميليشيا الانقلابية اليمن، وأصبحت تهدّد حدودنا الجنوبية، ثم أصبحت إيران، ومن يتضامن معها، تدعم هذه الميليشيا بالمال والسلاح، حتى بلغ بها الأمر أن امتلكت طائرات بدون طيار، وتهدّد أمن الملاحة في الخليج، وتهدّد أمن إمدادات البترول إلى العالم، وهل ميليشا الحوثي يهمها قطع الإمدادات البترولية، وإحداث أزمة في السوق البترولية، ومن ثم في الاقتصاد العالمي؟ أم إيران التي تعاني من العقوبات المفروضة عليها؟ رسالة استهداف أنابيب النفط في السعودية رسالة إيرانية واضحة، ورسائل القمم الثلاث، الخليجية والعربية والإسلامية، في مكةالمكرمة أكثر وضوحًا في مواجهة الأطماع و»التنمّر الإيراني» والعبث الذي تمارسه في المنطقة العربية عمومًا. ولسنا بحاجة إلى اعترافات الحرس الثوري الإيراني العلنية باستمرار دعم الحوثيين، إذ يكفي ما عرضته المملكة على أرض مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة، أمام قادة 56 دولة مشاركة في القمم الثلاث، من صواريخ وطائرات من دون طيار وقوارب مسيّرة وغيرها من المعدات والقاذفات الحوثية التي استهدفت المملكة، مما يثبت بالأدلة القاطعة تورّط النظام الإيراني في هذه الأفعال الإرهابية المراهقة. لقد كانت كلمات خادم الحرمين الشريفين، والإمارات والكويت ومصر والأردن وغيرها، كلمات واضحة تضع النقاط على الحروف، وتؤكّد أننا أمة تسعى إلى الاستقرار والسلام وحسن الجوار والتسامح، وعدم التدخل في شؤون الدول المجاورة أو استخدام القوة وحروب الوكالات وإشاعة الفوضى والخراب في المنطقة العربية.