وسط منظومة متكاملة من الخدمات والتسهيلات، أكملت المملكة استعداداتها لموسم العمرة، بالتزامن مع بداية شهر رمضان المبارك لهذا العام، واستعدت الجهات المعنية، لاستقبال وفود الرحمن، الذين يأتون من كل أنحاء المعمورة، صوب مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، لأداء العمرة، وزيارة مسجد الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، ويتم كل هذا، وسط توجيهات مشددة، وتعليمات صريحة، من قبل خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، لكل المؤسسات المعنية، بتوفير الخدمات للمعتمرين والزوار، وتسهيل إجراءاتهم وتقديم كل المساعدات التي تسهل لهم أداء مناسكهم. قد لا نحتاج أن نتحدث كثيراً عن جهود المملكة، في تهيئة مكةالمكرمة، والمدينة المنورة، لاستقبال ضيوف الرحمن، فهذه الجهود واضحة وجلية، ويعلمها "القاصي" قبل "الداني"، الذين أجمعوا على أن اهتمام القيادة الرشيدة بالأماكن المقدسة، يتنامى عاماً بعد آخر، ليس لسبب، سوى أن المملكة تسخر لذلك كل الإمكانات البشرية والمادية والفنية، لتهيئة المناخ لأداء مناسك الحج والعمرة كل عام، وسط أجواء وروحانيات مفعمة بالإيمان الذي يسكن القلوب. ويجسد مشروع توسعة المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريفين قمة اهتمام القيادة الرشيدة بالأماكن المقدسة، انطلاقاً من إيمانها العميق بأن ذلك أمانة شرفت بها هذه الدولة، فتحملت مسؤولياتها، حتى وفق الله تعالى قيادتها للإنفاق على هذا العمل الجليل، أداءً للواجب واضطلاعاً بالمسؤولية، دونما انتظار شكر أو ثناء من أحد، وإنما رجاء المثوبة والأجر عند الله تعالى واحتساب ما لديه بخير الأعمال وصالحها، وتسهيل أداء المسلمين مناسكهم وتوفير الأمن والطمأنينة لهم، ويجسد هذه العناية والرعاية واقع الحرمين الشريفين الذي لمسه ويلمسه المسلمون في مشارق الأرض ومغاربها. وفي هذا العام، استنفرت مؤسسات الدولة، كل إمكاناتها، لاستقبال الموسم الرمضاني، بخطط عمل متكاملة، تبدأ في جميع المنافذ، التي تجند طاقاتها المختلفة، لتسهيل دخول ضيوف الرحمن بأسرع وقت ممكن، وكذلك مغادرتهم بعد أداء العمرة بكل يسر وسهولة، ومروراً بدور الإيواء الفندقي، وخدمات المعيشة والتنقل، وتقديم خدمات أخرى متنوعة على مدار الساعة، وسط أجواء آمنة، وهو ما يبشر بموسم عمرة ناجح بإذن الله. ولعل ما يشعر به الحاج والمعتمرون من طمأنينة وسكينة وراحة بال، ويعبرون عنها أثناء وجودهم في المملكة، وبعد مغادرتها سالمين غانمين إلى بلادهم، خير دليل على أن ضيوف الرحمن على مدار العام، يقعون في بؤرة اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين، بجميع أجهزتها ومؤسساتها المعنية، وليس في هذا منّة أو تفضل، بل هو واجب تقوم به المملكة في تباهٍ وفخر تجاه ضيوف الرحمن.