كشف وزير الحج الدكتور بندر حجار أن مشاريع الحرمين الشريفين لم تنفذ لأغراض ربحية أو مادية، بل جاءت من منطلق إيمان المملكة بدورها الذي خصها الله بها وبخدمة بيته العتيق ومسجد رسوله صلى الله عليه وسلم. وأضاف:"ليس أدل على ذلك من عدم تقاضي السعودية لأي مقابل مادي للخدمات التي تقدمها للحجاج والمتعمرين والزوار منذ دخولهم أراضيها إلى مغادرتهم بعد انقضاء النسك منذ عهد الملك عبدالعزيز وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كنهج دأبت عليه على مر السنين". وأكد أن دول عربية وإسلامية كافة رحبت بقرار تقليص أعداد الحجاج والمعتمرين، نظراً لما يشهده الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة من مشاريع قائمة، تحقيقاً لراحة ضيوف الرحمن وسلامتهم. من جهة أخرى، كشفت وزارة الحج أن عدد تأشيرات العمرة التي أصدرتها في موسم العام الجاري بلغت 5.341.974 تأشيرة، فيما وصل عدد الذين قدموا لأداء مناسك العمرة 5.093.628 معتمراً من مختلف أنحاء العالم، غادروا إلى بلادهم في الأوقات المحددة، وسط منظومة من المشاريع المنفذة والجاري تنفيذها في مختلف أنحاء المشاعر المقدسة التي تهدف للتسهيل ورفع المشقة عن ضيوف الرحمن. وأوضح وزير الحج الدكتور بندر حجار إلى أن الخطة التشغيلية لموسم العمرة حافظت على التوازن بين أعداد المعتمرين ومشاريع التوسعة القائمة في الحرمين، للحد من الكثافات البشرية والأسهام في أداء المعتمرين لمناسكهم بيسر وسهولة إلى جانب فعاليتها في انحسار ظاهرة التخلف إلى أقل معدلاتها مقارنة بالمواسم الماضية. وقال إن هذا النجاح القياسي لموسم العمرة يدلل على عزم الوزارة تنفيذ استراتيجيتها في ما يتعلق بتوظيف جميع كوادرها البشرية المدربة في التعايش مع الأعداد الغفيرة من المعتمرين، بالتعاون مع القطاعات الحكومية والمؤسسات المختلفة، مؤكداً أن النظام الآلي لخدمات المعتمرين جندت الوزارة له عدة لجان للإشراف عليه والتأكد من فعاليته، والذي يشمل الأعمال الرقابية بأشكالها المتعددة إدارياً وميدانياً، باستخدام أحدث التطبيقات والأنظمة في مختلف مواقع الخدمة التي يوجد بها معتمرون، لتحقيق الجودة والإتقان بالمفهوم الشامل حرصاً على راحة المعتمر، وشعوره بالعناية والرعاية التي وفرتها الحكومة السعودية له منذ قدومه وحتى مغادرته إلى بلاده. وأبرز وزير الحج في السياق نفسه أن ما تقدمه السعودية من خدمات لضيوف الرحمن وما تنفذه من مشاريع لهذا الغرض يأتي في مقدمة اهتماماتها وسمواً بشرف خدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما مُحتسبة الأجر والثواب من عند الله. ورأى الدكتور حجار أن هذه المشاريع التنموية تجسد الدور الحقيقي للسعودية وتعظيمها للمسؤولية والأمانة الملقاة على عاتقها، وأن هذه المشاريع هدفها الرئيس التيسير على قاصدي بيت الله الحرام، وتحقيق أقصي سبل الراحة لهم. وعدَّ وزير الحج التوسعة التي يجري العمل فيها في المسجد الحرام أكبر توسعة عبر التاريخ، إذ تقدر مساحتها الإجمالية بنحو800 ألف متر مربع، ما يدلل على تجنيد السعودية لكل طاقاتها وإمكاناتها ليحظى قاصدو البيت الحرام والمشاعر المقدسة بخدمات متقدمة تمكنهم من أداء نسكهم بيسر وسهولة. وأفاد بأن وزارته قدمت مبادرة لإنشاء مدينة استقبال وتوديع للحجاج داخل مكةالمكرمة وتضم جميع بعثات الحج وجميع الخدمات التي يحتاجها ضيوف الرحمن إلى جانب الوحدات السكنية والمكاتب لشركات العمرة ومتاحف ومعارض، إضافة إلى أسواق تراثية وغيرها من الخدمات. ولفت وزير الحج أن إنشاء الوزارة للشبكة الإلكترونية العالمية لاستقبال طلبات تأشيرات العمرة وإصدارها والمرتبطة بوزارة الداخلية ووزارة الخارجية وبقية الجهات الحكومية الأخرى كان لها دور كبير في متابعة الأوضاع النظامية لشركات ومؤسسات العمرة، وتحقيقها للاشتراطات والمتطلبات المحددة نظاماً لتقديم الخدمة بمشاركة شركات ومؤسسات العمرة التي تختص بتقديم الخدمات للمعتمرين، تحت إشراف ومتابعة وزارة الحج، من خلال المسار الإلكتروني للعمرة، الذي يتم خلاله التحكم في ضوابط قدوم ومغادرة المعتمرين إذ لا تتم موافقة وزارة الحج على منح أي تأشيرة إلا بعد التأكد من وجود حزم الخدمات الصحيحة الفعلية. وقال الوزير إن مركز معلومات العمرة أسهم في تيسير وضبط قدوم ملايين المعتمرين وخدمتهم من مختلف دول العالم بفضل تقديمه للخدمات الإلكترونية المميزة للأفراد والقطاعات الحكومية والخاصة المعنية بشؤون المعتمرين والتناغم والتكامل بين الضوابط الإدارية للعمرة، التي استثمرت التقنية العالية في تنفيذها بأعلى درجات الدقة، ما نتج منه مزيداً من الضبط والتقنين، وفي الوقت ذاته تسهيل الإجراءات على المعتمرين، ما وضع مركز معلومات العمرة على طريق الريادة والابتكار في السعودية والشرق الأوسط. وشدد على ضبط وزارة الحج للمغادرة النهائية للمعتمرين في مواعيدها المحددة من المنافذ التي وصلوا منها قضاء على ظاهرة التخلف، من خلال إنشاء نظام رقابي إلكتروني لمتابعة رحلات المغادرة، بدءاً من تسجيل موعد المغادرة، مروراً بتجهيز المعتمرين للمغادرة وتفويجهم في الحافلات للمطار، في الأزمنة المحددة، والمتوافقة مع موعد المغادرة المحدد في جدول الطيران المدني حتى مغادرتها الفعلية، ويكون هناك سجل إلكتروني لكل مرحلة من مراحل الرحلة. وقال"يتضمن هذا النظام الربط الآلي بين وزارة الحج والهيئة العامة للطيران المدني ومع الخطوط الجوية السعودية للحصول على جداول الرحلات المغادرة، وبثها مباشرة إلى شركات ومؤسسات العمرة عبر مركز معلومات الحج والعمرة، والتنسيق مع الطيران المدني لفرض ضمانات مالية وعقوبات رادعة على شركات النقل الجوي التي تخل بالتزاماتها تجاه نقل المعتمرين".