لا شك أن إحباط محاولة الهجوم الإرهابي على مركز مباحث محافظة الزلفي يعد موقفاً بطولياً مشرفاً لقوات أمن الدولة، هؤلاء الأبطال الذين تصدوا بكل بسالة وشجاعة لأعداء الدين والدولة وبكل حرفية، ضمنت - بعد مشيئة الله - سلامة المارة والمباني والشوارع في تلك المنطقة، ليردوا الأعداء قتلى بكل فخر واعتزاز. أثبت هؤلاء الأبطال أن الوطن خط أحمر، وأنهم على أتم الاستعداد للذود عنه بكل بسالة، والدفاع عنه بكل أمانة، والموت في سبيله حتى النهاية. لم يكترثوا بعدد العدو والعتاد ومدى جاهزيته للهجوم، لم يهتموا بحجم المخاطر ولا تبعية التضحيات. يلوح لهم في الأفق فقط هدف واحد هو أمن الوطن وأمانه ورفعته وكيانه، تسمو أرواحهم فخراً، وتزهو قلوبهم حباً لهذا الوطن العظيم وقيادته الموقرة، وفي المقابل نجد قيادة حكيمة تحتوي شعبها بكل حب، وتحرص على رفاهيته بشغف. تجلت هذه الصورة واضحة عندما زار صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رجال الأمن الذين تعرضوا للإصابة أثناء تصديهم للهجوم الإرهابي، وكعادتهم في هذه المواقف نقل الأمير عبدالعزيز بن سعود أمنيات ودعوات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - وولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز رعاه الله بأن يمن الله عليهم بالشفاء العاجل، وأن يمتعهم بالصحة والعافية. وقفة امتنان على جبين الأبطال، وضعها وزير الداخلية ليثبت للعالم أجمع أن السعودي في وطنه مُقدَّر من قيادته، وله من الكرامة والرفعة والعزة ما يجعله مواطناً مميزاً له هيبة وتقدير في كل دول العالم، هي بصمة عرفان من ولاة الأمر لكل سعودي مخلص، أعطى وطنه بحب وإخلاص.. وإن كل ما يقدمه من تضحيات وبطولات تثمنه قيادته، وعلى النقيض نجد صورة الإرهابي وهو منكب على وجهه، تجسد قمة الذل والهوان لكل خائن جبان، فرّط في ولائه، وضيع الأمانة، لتظل هذه الصورة البشعة تترجم للأجيال القادمة مقولة صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -رعاه الله- "سنقضي على بقايا التطرّف وندمرها تمديراً" بأن هذا الإرهاب هو بقايا لشرذمة خبيثة لا تملك قوة ولا نفعاً، وهي في طريقها إلى الزوال بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم بفضل قيادتنا الحكيمة وأبناء الوطن المخلصين، لتظل راية التوحيد خفاقة عالية، تعلو فخراً وعزاً ورفعة وسمواً.