أكد مختصون أن بيان وزارة الداخلية بشأن تنفيذ حكم القتل تعزيراً وإقامة حد الحرابة في عدد من الجناة في عدد مناطق المملكة كان كرسالة واضحة للجميع في الداخل والخارج أن المملكة العربية السعودية لن تتهاون مع الإرهاب فكراً وعملاً وستقضي عليه وتجفف منابعه بإذن الله وستبقى راية التوحيد خفّاقة بالحزم والعزم والعدل، واصفين هذا اليوم باليوم التاريخي الذي يُسجل باسم المملكة في سجلها في محاربة الإرهابيين والفكر الإرهابي. وحول هذا قال المحلل السياسي والخبير الأمني والإستراتيجي الدكتور أحمد بن حسن الشهري: من جديد يطل الإرهاب بوجهه القبيح ليقدم مزيداً من الأدلة والبراهين أن هذا الداء لا دين له ولا وطن وأن دينه ووطنه هو من يتبنى فكره ويحتضنه ويموله ويأوي منظريه ورموزه، والمملكة العربية السعودية كانت وما زالت ضمن الدول المستهدفة من قبل الإرهاب بفضل ما حباها الله من نعمة الأمن والأمان ولحمة الشعب مع القيادة ولمواقفها الصارمة العادلة مع قضايا الأمة دون مواربة أو مجاملة ولمواقفها الحاسمة والحازمة ضد كل فكر دخيل على عقيدة الإسلام الصافية وكل فكر مؤدلج يسعى لتمزيق الأمة ويضعف وحدتها فكانت بفضل هذه المواقف الريادية في مرمى سهام الإرهاب وداعميه ومموليه؛ ولكن بفضل الله استطاعت خلال أكثر من أربعة عقود من محاربة هذا الفكر الضال أن تلحق به الهزائم وأن تدك جحورهم ومخابئهم بفضل الله ثم بفضل رجال الوطن الذين أقسموا على أن تكون أرواحهم هي أرخص ما يقدمونه دفاعاً عن الدين والعقيدة والمليك والوطن فنصرهم الله وسجلوا أعظم الملاحم التي أبهرت العالم ونالت الإعجاب من دول لها قدرات تكنولوجية وتسليحية كبيرة إلا أن رجل الأمن السعودي أثبت تميزه وتفرده لصدق هدفه وسمو غايته يدعمه في ذلك مواطن رأى وتبنى فكرة أن المواطن هو رجل الأمن الأول فكان المواطن السعودي بحق هو رجل الأمن الأول الذي لا يقبل أن يكون وطنه ساحة حرب لأرباب الفكر المتطرف وعملاء الخارج الذين حولوهم إلى أدوات وخناجر لضرب خاصرة الوطن. وأكد أن الدولة رعاها الله قد سخرت لأمن هذا الوطن كل الإمكانات المادية والبشرية ودعمت أجهزة الأمن بأحدث ما توصل إليه العلم من معدات وتجهيزات وخبرات رأيناها في مهنية واحترافية رجال الأمن في مختلف القطاعات والمناطق. وقال الشهري: وها هي تأتي حادثة الزلفي مؤخرًا لتنضم إلى المحاولات السابقة اليائسة والتي كان آخرها محاولات استهداف المنشآت المهمة على طريق أبو حدرية والتي لقى منفذوها مصيرهم المحتوم تحت ضربات رجال الأمن الساهرون ثم جاءت حادثة الزلفي لتوجه ضربة قاصمة لهذه التنظيمات المتطرفة التي تستمد الدعم والفكر والتمويل من أعداء الملة والدين لتثبت أن كل من يحاول زعزعة أمن هذه البلاد أن هذا مصيره وأن مشروعاتهم لترويع الآمنين وقتل الأنفس التي حرم الله قتلها إلا بالحق ستفشل وتبطل بحول الله وقوته وأن الإرهاب ورم خبيث لا مكان له في الجسد السعودي الذي يلفظ كل فكر ضال دخيل على مبادئة وعقيدته الصافية. وأشار إلى أنه ومن خلال ما تم من عمليات سابقة وما تم القبض عليه من أصحاب هذا الفكر المتطرف وبعد التحقيقات العادلة التي وفرتها الدولة وفق نظام الترافع الذي تتبناه الدولة وفق مبادئ الدين الإسلامي الذي يضمن لكل متهم حق الترافع والدفاع عن نفسه وتوكيل من يشاء من المحامين فقد ثبت إدانة الأشخاص الذين تضمنهم بيان الدولة مؤخراً وتم تنفيذ حكم القتل والقصاص في عدد 37 شخصاً ثبت بحقهم ما استدعى هذه الأحكام وفق قوله تعالى (إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلَافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَٰلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا ۖ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ)، ومن هنا يتضح أن هذه البلاد المباركة ماضية بتوفيق الله في محاربة كل فكر خارجي متطرف يستورد أفكاراً تكفيرية تختصر الإسلام فيمن يتبنى هذا الفكر الخارجي ويكفر كل من سواه وهذا بلاشك من الأفكار والمذاهب الفاسدة الهدامة التي يصدرها أعداء الأمة ممن يريدون تدمير الإسلام وأهله ولا شك أن نظام الملالي في طهران قد وفر ملاذات آمنة لدعاة التطرف كما وفر ممراً ومعبراً لهؤلاء المتطرفين للذهاب لمواطن الصراع والتغرير بأبناء المسلمين تحت ذرائع أثبتت الأيام كذب وفشل ما دعوا له من ثورات كانت نتائجها مدمرة للحرث والنسل. ولا نغفل الدور الريادي والفريد الذي انتهجته الدولة لمناقشة أصحاب الفكر الضال ومحاججتهم ومقارعتهم بالحجج لإثبات زيف ما يتبنون من أفكار من خلال إنشاء مركز للمناصحة ومركز اعتدال والمركز الدولي لمكافحة الإرهاب وكلها منصات تقدم الرؤى والأفكار المقنعة المدعمة بالأدلة والبراهين مما جعل المئات من هؤلاء الأشخاص يعودون لجادة الصواب وينخرطون في خدمة وطنهم بعد اكتشاف زيف وكذب وخديعة ما كانوا يسعون إليه ونال هذا النهج مباركة وإعجاب دول العالم التي بادرت بالسعي للاستفادة منه ونقل هذه التجربة لبلدانهم. من جهته قال الخببر والمحلل السياسي فهد ديباجي إنه يوم تاريخي يُسجل باسم المملكة في سجلها في محاربة الإرهابيين والفكر الإرهابي، ورسالته كانت للجميع في الداخل والخارج أن السعودية لن تتهاون مع الإرهاب فكراً وعملاً وستقضي عليه وتجفف منابعه بإذن الله وستبقى راية التوحيد خفّاقة بالحزم والعزم والعدل. وأكد أن قيم العدالة قد ترسخت في مسيرة المملكة منذ توحيدها وحتى عهد الملك سلمان - حفظه الله - وستظل متمسكة بهذا النهج إيماناً منها بأن لا شريعة ولا تشريع أعدل من شريعة الإسلام، واليوم بلادنا قدمت رسالة صريحة بأنه لا يوجد قوة على وجه الأرض تستطيع التأثير على سياستها ونهجها في محاربة الفكر الضال والإرهاب، وما حدث اليوم تأكيد جديد على أن وطننا القوي الراسخ لا يلتفت للحملات المعادية، ولن يمنعه شيء من تطبيق شرع الله بالقصاص وحد الحرابة، ونحن نستمد أحكامنا من كتاب الله والسنة، ويطبق على الجميع دون النظر للمكانة أو المذهب أو المكان فكلهم سواسية أمام الشرع. فلا تهاون لكل من تسول له نفسه بالعبث بأمن ومقدرات الوطن وإشاعة الفوضى والفتنة، 26 ممن نفذ فيهم الحكم قتلوا رجال أمن أما غيلةً أو مواجهةً، أمثال خالد حمود الفراج حكم عليه لتجنيده وأيوائه لمجموعة إرهابية وتسبب في مصرع والده و7 أشخاص أثناء اعتقاله. وأردف قائلاً: إن أعداء المملكة حتى العدالة تغيظهم وتستفزهم الشفافية، لا يريدون إلا أضعافها، والمملكة تصدمهم بعدالتها وتتركهم في حماقتهم يتخبطون لن يتوقفوا سيستمر الحاقدون ومن يتربص بالمملكة في حملاتهم المسعورة، ونحن في حرب مع الإرهابيين الذين قتلوا رجال أمننا وفجروا في أراضينا وروعوا آمنينا وكفرونا ولم يتركوا أي فعل من أفعال الخسة لم يستخدموه ضدنا، وعندما يطبق عليهم شرع الله فإننا نقول إن أمننا ومحرماتنا وأراضينا خط أحمر لن نقبل المساس به. من جهته قال الباحث السياسي نايف بن جراب: إن تنفيذ حكم القتل تعزيراً وإقامة حد الحرابة في عدد من الجناة لتبنيهم الفكر الضال الإرهابي المتطرف ومبايعتهم الخوارج يعد رسالة لكل من تسول له نفسه بالعبث بأمن ومقدرات الوطن وقتل الأبرياء ورجال الأمن وإثارة الفتنة الطائفية وإشاعة الفوضى والإخلال بالسلم والأمن، وهذا يثبت قوة الموقف السعودي ضد الإرهاب بجميع أشكاله وأن المملكة العربية السعودية في مصاف الدول الأولى لمحاربة الأرهاب والأفكار الضالة، المملكة العربية السعودية ولله الحمد قوية بجميع المجالات سواء السياسية أو العسكرية أو الاقتصادية أو الإعلامية أو الأمنية فمن خلال رجال أمننا البواسل المخلصين العيون الساهرة تم القبض على هؤلاء المجرمين الذين استخدموا كأدوات وأذرع لبعض الأعداء من الخارج والحاقدين على بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي ومهد الرسالة وقبلة المسلمين الذي حباها الله حكومة وشعباً يقفون معاً لصد هؤلاء المعتدين الطامعين الخاسرين في نفس الوقت. وأشار إلى أن سياسة المملكة ثابتة ونهجها ثابت في محاربة المتطرفين وتنفيذ أحكام الشريعة في هذه الشرذمة تأكيداً لاستمرار بلادي في ملاحقة ومعاقبة من تسول له نفسه في مثل هذه الأعمال الإجرامية. حفظ الله وطننا وولاة أمرنا والشعب المخلص من كل مكروه. فهد ديباجي نايف جراب