لم يكن إعلان السعودية (الثلاثاء) الماضي تنفيذ حكم «القتل تعزيرا وإقامة حد الحرابة» في 37 من المدانين بجرائم إرهابية، بعضهم منتم لتنظيم القاعدة مستغربا على الإطلاق؛ فالسعودية كانت ولا تزال وستظل تضرب بيد من حديد ضد أصحاب الفكر الإرهابي الضال وأي محاولة للإفساد والإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى وإثارة الفتنة الطائفية والإضرار بالسلم والأمن الاجتماعيين، وخيانة الأمانة بالتعاون مع جهات معادية بما يضر بالمصالح العليا للبلاد. وعندما أعلنت وزارة الداخلية تنفيذ العقوبات بحق أصحاب الفكر الضال لتبنيهم الفكر الإرهابي المتطرف وتشكيل خلايا إرهابية للإفساد والإخلال بالأمن وإشاعة الفوضى والإضرار بالسلم والأمن ومهاجمة المقار الأمنية باستخدام القنابل المتفجرة، وقتل عدد من رجال الأمن غيلة، وخيانة الأمانة فإنها ترسل رسالة واضحة وجلية بأنه لا هوادة مع معتنقي الفكر الضال والتساهل مع الإرهابيين ولا يمكن السماح بأي حال من الأحوال المساس بأمن المملكة واستقرارها وسيادتها باعتباره خطا أحمر لن نسمح لأي أحد أو جهة أو دولة بتجاوزه. إن أصحاب الفكر الإرهابي الضال الذين جرى تنفيذ الإعدام ضدهم تمت إحالتهم للقضاء الشرعي بعد توجيه الاتهام لهم بارتكابهم تلك الجرائم، وصدرت بحقهم صكوك شرعية تقضي بثبوت ما نسب لهم شرعاً، والحكم عليهم بالقتل تعزيراً، وإقامة حد الحرابة والصلب على بعضهم، وصدقت الأحكام من محكمة الاستئناف المختصة ومن المحكمة العليا، وفق ما تقتضيه أحكام الشريعة الإسلامية. ويعلم الجميع أن أمن الوطن مسؤولية الجميع، وأن المواطن هو رجل الأمن الأول، وعلى كل مواطن أن يعي ثقل المسؤولية وأهمية الأمن وضرورة حماية المجتمع من الفكر الضال والفتن، خصوصا أن ما يدور حولنا في المنطقة من أحداث فوضى وانعدام للأمن وفتنة طائفية تتطلب من الجميع اليقظة وتعزيز الوحدة الوطنية والالتفاف حول القيادة التي تعمل ليل نهار للمحافظة على الأمن والاستقرار. وتعتبر السعودية من أوائل الدول التي أولت التصدي لظاهرة الإرهاب اهتماما بالغا على مختلف المستويات، وقامت بخطوات جادة في مكافحة هذه الظاهرة محليا وإقليميا ودوليا وأسهمت بفعالية في التصدي لها وفق الأنظمة الدولية، ليجتمع العالم على أهمية مكافحة الإرهاب الذي طال وباله المملكة والعديد من دول العالم دون أن ينتمي لدين أو وطن. وتصدت السعودية لأعمال العنف والإرهاب على المستويين المحلي والدولي فحاربته محليا وشجبته وأدانته عالميا، وتمكنت بفضل الله تعالى من إفشال أكثر من 95% من العمليات الإرهابية وفق إستراتيجية أمنية حازت على تقدير العالم بأسره، وسجلت إنجازا آخر تمثل في اختراق الدائرة الثانية لأصحاب الفكر الضال وهم المتعاطفون والممولون للإرهاب. لا هوادة مع إرهابيي الفتنة والخيانة، والإضرار بالأمن، والحرابة والصلب والتعزير لهم بالمرصاد، نقولها لكل من تسول له نفسه.