أرجع عدد من العاملين في القطاع السياحي والاقتصاديين التراجع الكبير في أعداد السياح السعوديين المتجهين نحو تركيا بنسب متزايدة قدرت حتى الآن بنحو 40 % قياسا بنفس الفترة من العام الماضي إلى تراجع الأمان والطمأنينة وزيادة المخاوف الأمنية بعد تزايد استهداف السياح هناك وتعالي النبرة العنصرية ضدهم، وأكدوا أن وجهات سياحية أخرى كالبحرين والإمارات ومصر ولبنان إضافة إلى أذربيجان وإندونيسيا وماليزيا ثم المجموعة الأوروبية وهي أثينا وبرشلونة بالإضافة إلى باريس ولندن والمغرب وجنوب أفريقيا هي الوجهات المفضلة والمتوقعة للسياح السعوديين كأفراد وأسر بعد انتهاء الموسم الدراسي خلال أيام. وقال الوكيل السياحي خالد باوزير، ل»الرياض»: إن السائح السعودي يصنف كسائح مثالي لدى غالبية الدول السياحة فهو سائح ملتزم بقوانين وأنظمة الدول التي يقصدها، وهو سائح سخي تؤكد الإحصائيات أن متوسط إنفاقه اليومي يتجاوز 360 دولارا أميركيا، كما أن عددا كبيرا من السياح السعوديين يسافرون بصحبة أسرهم ولذا فهناك تنافس قوي لاستقطابهم، وتحرص كثير من الدول على تنشيط العروض المحفزة والتسهيلات الجاذبة له. وأشار خالد باوزير، إلى أن المطلع على حركة الحجوزات الراهنة سيرى أن تركيا باتت وجهة خارج بوصلة السائح السعودي لأسباب عدة في مقدمتها المخاوف الأمنية وتردي الخدمات وتذبذب الأسعار في حين باتت أذربيجان التي تمتلك مواصفات مشابهة لها وجهة يكثر الطلب عليها نتيجة للتسهيلات الكبيرة في التأشيرات وخلافها والتعامل الجيد الذي يجده السائح هناك وحاليا تباشر الخطوط الأذربيجانية تسيير عدد من الرحلات من عدد من مطارات المملكة تجاه أذربيجان. وبين باوزير، أن الوجهات المتوقع أن تكون مقصداً للسائح السعودي خلال الفترة الحالية حسب الحجوزات واستفسارات السياح هي مجموعة الدول العربية بدءا بالبحرين والإمارات ومصر ولبنان الذي بدأت الحركة السياحية تعود إليه بالتدريج ودول المغرب العربي ثم دول شرق آسيا وخصوصا ماليزيا وإندونيسيا ومن المتوقع أن تتراجع الحركة صوب سيريلانكا بعيد الأحداث التي حدثت هناك، ثم المجموعة الأوروبية وهي أثينا وبرشلونة بالإضافة إلى باريس ولندن وهناك العديد من الوجهات الأخرى في العالم التي تستقطب السائح السعودي كجنوب أفريقيا أو الولاياتالمتحدة الأميركية. وبدوره قال أستاذ الاقتصاد بجامعة جدة الدكتور سالم باعجاجة: إن السائح السعودي يعد الأعلى إنفاقا وحسب البيانات الصادرة عن مركز «ماس» للأبحاث والدراسات التابع لهيئة السياحة والتراث الوطني يبلغ متوسط إنفاق السائح الواحد 1196 ريالا يوميا للسائح الواحد كما أنه يصنف ضمن السياح المثاليين والملتزمين بأنظمة وقوانين الدول التي يسافرون إليها سواء بغرض الترفيه أو العلاج أو الاستكشاف ولذا نجد غالبية دول العالم السياحية حريصة على استقطابه عبر العروض والأسعار المحفزة والبرامج الجاذبة، ويعي السائح السعودي تلك الحقائق ويعرفها فالعالم أصبح اليوم قرية صغيرة لا يخفى فيها أمر، ولذا فمن المستبعد جداً أن تكون وجهته لدول لا تلبي غرضه من السفر للسياحة، وخير مثال على ذلك ما يلاحظ حاليا من عزوف عن السفر لتركيا في ظل ما أصبح يتعرض إليه السياح هناك من مخاوف أمنية وكثرة الحوادث التي يتعرض إليها السياح والتي يدخل فيها الابتزاز والتلاعب بالأسعار والتلاعب بالحجوزات ويكفي دلالة على ذلك ما طالعتنا به وسائل الإعلام حول اختفاء 1006 سائحين سعوديين بتركيا. وأشار الدكتور سالم باعجاجة، إلى أن بيانات مركز «ماس» تذكر أن عدد الرحلات السياحية المغادرة خارج السعودية خلال عطلة صيف 2018 بلغ 9.4 ملايين رحلة سياحية بنسبة نمو 7.4 % عن الفترة نفسها من العام 2017، فيما بلغت مصروفاتهم أكثر من 30.5 مليار ريال (8.1 مليار دولار) وهذه أرقام ضخمة يدفعها السياح للاستمتاع بالسفر والطبيعة أو للعلاج السياحي وخلافه من الأنشطة السياحية، وهم يستحقون أن ينالوا لقاء تلك المبالغ الضخمة معاملة وترحيباً مناسباً يناسبهم ويناسب أسرهم.