ما كان على قطر التي تعدّ نفسها، وأقنعها الإخوان المسلمون ورجب طيب أردوغان بهذا، دولة عظمى بمستوى الصين وروسيا وفرنسا وبريطانيا وأيضاً الولاياتالمتحدة انْ تقع في خطأٍ فادح بإرسال وزير خارجيتها، محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، إلى السودان دون إبلاغ السلطات السودانية الجديدة ظناً منها أن مطار الخرطوم سيفتح الأبواب له على مصاريعها على اعتبار أن "زبانية" عمر البشير هم الذين ما زالوا يحكمون وأن القرار في هذا البلد هو قرار "إخوان" يوسف القرضاوي الذي ستدور عليه الدوائر هو بدوره وذات يوم قريب. لقد وصل الاستهتار ب "قطر العظمى"، المتكئة على إيران وعلى أردوغان والقوات التركية المرابطة على الأراضي القطرية وعلى الإخوان المسلمين وشيخهم يوسف القرضاوي وبعض "مجاهدي"! حركة طالبان الأفغانية، إلى حدِّ إرسال وزير خارجيتها إلى السودان دون إبلاغ الجهات الرسمية الجديدة التي كان معها الحق كله ألاّ تستقبله وأنْ تعيده على الفور ودون إمهاله ولو لدقيقة واحدة. والواضح أن الغرور قد وصل بأصحاب القرار في الدوحة إلى الحد الذي ظنوا فيه أن السودان لا يستطيع إغلاق أبوابه أمام وزير خارجيتهم وهذا يدل ويؤكد على أنهم لا يعرفون مِنْ الشعب السوداني إلا عمر البشير ومن هم على شاكلته وأنهم لا يدركون أن الأشقاء السودانيين أهل كرامة وعزة وأنهم يفتحون حتى قلوبهم قبل فتح أبواب بيوتهم لضيوفهم وبخاصة الأشقاء العرب منهم الذين يأتون إليهم كأخوة متواضعين وليس كمتغطرسين ومصابين بالغرور وبعاهات استعلائية وعنصرية كثيرة. والواضح أن الذين أرسلوا وزير خارجيتهم، محمد بن عبدالرحمن آل الثاني، إلى السودان، الذي ولج أبواب مطار الخرطوم وهو يمشي على رؤوس أصابع قدميه ظاناً أن حتى كبار رموز النظام الجديد سيكونون في انتظاره، لا يعرفون أن رأسمال الإنسان السوداني، حتى الإنسان العادي، هو كرامته وهو اعتزازه بنفسه وببلده الذي أنجب كفاءات فعلية وبأعداد تتجاوز عدد سكان بعض الدول ال "مايكروسكوبية" التي وللأسف أوصلها الغرور إلى التطاول وأكثر من اللزوم حتى على بعض الأشقاء الذين لم "يقصِّروا" معها عندما كانت ظروفها لا تزال، قبل هذه "الطفرة" غير الموضوعية، أقل ما يمكن أن يقال فيها إنها بائسة ورديئة!.