هناك إن ليس إجماعاً فشبه إجماع في العراق وأيضاً في سورية، يُستثنى منه المصابون بداء الطائفية المقيتة، على ضرورة التخلص من الميليشيات الإيرانية المسلحة التي على رأسها حراس الثورة بقيادة محمد علي جعفري وبالطبع فيلق القدس بقيادة قاسم سليماني والحشد الشعبي و»النجباء» ولواء «زينبيون» وكتائب «فاطميون» وسلسلة طويلة من تشكيلات يتصرف منتسبوها، وكلهم غرباء ليس بينهم أي عربي على الإطلاق، كمحتلين ويعتبرون أنه على العراقيين والسوريين أن يخضعوا لاحتلالهم الذي يعبر عن إرادة الولي الفقيه. لقد أعلن محمد علي جعفري وبكل تباهٍ وبأعلى صوته أن حراس الثورة الخمينية قاموا بتجنيد 200 ألف عنصرٍ في العراق ومثل هذا العدد نفسه في سورية وهؤلاء قد تم استيرادهم من أفغانستان وباكستان وهذا يعزز المعلومات المؤكدة التي تحدثت والتي لا تزال تتحدث عن أن إيران وبقرار، على أعلى المستويات، عازمة على إقامة «الدولة الصفوية» مجدداً في هذين البلدين العربيين والتمدد منهما إلى باقي الدول العربية القريبة والبعيدة. ولعل ما يؤكد أن «الحشد الشعبي» الذي تم تحويله إلى جيش عرمرمي، كما يقال، بحجة مواجهة «داعش» هو قوة عسكرية إيرانية لا تخضع لا للقوانين العراقية ولا لدولة العراق وأجهزتها العسكرية والأمنية لا بل إنها قد تصرفت ولا تزال تتصرف كدولة داخل الدولة لها محاكمها العسكرية وسجونها الخاصة وهي مطلقة اليد وتستطيع اعتقال من تريد اعتقاله وإعدام من تريد إعدامه وهذا حصل، حسب شهادات العراقيين المطلعين على حقائق الأمور، مرات متعددة ولا يزال يحصل الآن وفي كل يوم وليلة. ولذلك وعلى هذا الأساس فقد أطلق إياد علاوي نداءً يقطر وجعاً طالب فيه بضرورة حلّ ميليشيات الحشد الشعبي «للوصول إلى دولة مدنية» وذلك في حين أن صالح المطلق قد قال وفي الوقت نفسه: إن هذا التنظيم بات غير مرغوب فيه بعد القضاء على «داعش» في حين أن منظمات حقوقية عراقية متعددة قد اتهمت الميليشيات «الحشدية» بارتكاب جرائم حرب ضد كثير من العراقيين، سنة وشيعة، ومن كل المكونات العراقية الأخرى مثل التركمان والأزيديين والمسيحيين والأكراد.. وهنا فإن الأدهى هو أن دولة الولي الفقيه قد استدعت قبل ثلاثة أيام قوة كبيرة من هذا التنظيم ومن تنظيم «النجباء» أيضاً لمواجهة عرب «الأحواز» الذين يواصلون انتفاضات متلاحقة ضد ما يتعرضون له من اضطهاد منهجي لدفعهم إلى الهجرة من «عربستان» التي هي جزء لا يتجزأ من الوطن العربي والمؤكد أنها ستعود إليه وسواء أطال الزمان أم قصر.