«لذلك عزيز القارئ عند قراءتك أن نتفلكس Netflix قد خسرت ملياراً أو اثنين مليار دولار في المستقبل القريب لا تنخدع بهذه الأرقام، وتذكر أن المستقبل لخدمات البث على الإنترنت وليس التلفزيون» خاتمة للمتخصص بالتقنية مدثر النور أحمد، بعد حديثه عن أسباب بقاء شبكة نتفلكس رغم خسائرها الكبيرة التي وصلت ألى أكثر من 12 مليار ريال سعودي تقريباً حتى الآن! تخيلوا قبل «21» عاماً تحولت نتفلكس من مجرد فكرة محل لتأجير الأفلام عبر الطلب من خلال الإنترنت وإرسال الأفلام عبر البريد، إلى شركة تبلغ قيمتها «141» مليار دولار وأكثر من «140» مليون مشترك في جميع دول العالم، هنا أنت أمام مشروع ضخم بالفعل يتعلق بالمحتوى المرئي، فكرة رائدة جعلت من مجرد مكتبة أو محل لتأجير الأفلام إلى شبكة ضخمة يرتبط بها الملايين من مختلف دول العالم، وتستحوذ على كميات كبيرة من المساحات المخصصة للبيانات عبر الإنترنت ووصلت في أميركا إلى نسبة 35 %. هل بالفعل لن يكون للتلفزيون مستقبل أمام خدمات البث عبر الإنترنت، جوجل وأمازون وأخيراً ديزني وغيرها، تتنافس بهذا المجال بصورة كبيرة، وشركات الاتصالات جعلت من استراتيجياتها المستقبلية الاستثمار بهذا المجال المربح، والسؤال هل سيتأثر التلفزيون، وتصبح المادة التي يقدمها من الماضي، بطبيعة الحال الجواب لن يكون بنعم بهذه السهولة، عند اختراع التلفزيون، توقع المختصون نهاية الراديو، ولكن هل انتهى، لا واستمر رغم أنه لم يكن بالأهمية كالسابق، والحال كذلك سيكون من وجهة نظري مع التلفزيون، والذي أصبح غريباً نوعاً ما على الجيل الجديد، الذي يبحث عن المتعة والترفيه عبر جواله، وبخصوصية فرضها علينا العالم المتطور، بعد أن كان التلفزيون نقطة تجمع العائلة فيما مضى من الزمن. على مستوى منطقتنا العربية، ماذا أعددنا لمرحلة ما بعد التلفزيون، التجارب خجولة بكل ما تعنيه الكلمة، المحتوى غير جيد ودون ملكية فكرية، بعض شركات الاتصالات بالمنطقة لدينا فكرت بهذا الأمر مستقبلاً، ولكن ولأن الاستثمار بهذا المجال مكلف، نجد أن الخطوات أكثر من بطيئة وأحياناً غير ناجحة وليس بها قيمة ابتكارية. ومن المضحك أن أكثر مسؤولي التلفزيونات الخليجية، تجدهم يضخون الملايين من الريالات على مسلسلات وأعمال خاصة بشهر رمضان المبارك، ولا يهتمون بالكيف قدر اهتمامهم بكلمة «الحصرية» التي انتهت جاذبيتها، وبالكم على حساب الكيف، والنتيجة الطبيعية في ظل عدم وجود قوانين تحمي المحتوى التلفزيوني، تتم «قرصنة» هذه الأعمال وعرضها على مواقع تتم مشاهدتها في أي وقت على أجهزة الجوال وبالمجان، ودون الإشارة لصاحب الملكية الحقيقية أو التلفزيون الذي دفع الملايين لإنتاج هذا المسلسل أو البرنامج، نحتاج للاهتمام بالمحتوى وحمايته وأن تكون لنا شبكة تلفزيونية سعودية عبر الإنترنت مقاربه للشبكات العالمية، وهذا الأمر ليس مستحيلاً.