نظم مركز البحوث والتواصل المعرفي أعمال المؤتمر الأول للاستعراب الآسيوي بالرياض، بحضور أكثر من مئة باحث وأكاديمي آسيوي قدِموا من 18 عشرة دولة، جميعهم من المشتغلين والمهتمين بقضايا الاستعراب الآسيوي. واستهلّت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بكلمة للدكتور يحيى محمود بن جنيد رئيس المركز، أوضح خلالها أن الاستعراب هو استقطاب الباحثين الآسيويين الذين يتقنون اللغة العربية كتابة وتحدثاً وتأليفاً؛ ومن أجل ذلك فإن جميع أوراق المؤتمر ومحاضراته وبحوثه ستكون باللغة العربية، مشيراً إلى أن المركز الذي انطلق منذ عامين ونصف جعل منتسبوه نصب أعينهم حلم تحقيق هذا المؤتمر. وتابع: إن الاستشراق الغربي انتشر وغلب على النشاط المعرفي المتعلق بالعالم العربي وعلوم الإسلام، وظل مجال الاستعراب الآسيوي بعيداً عن الأعين طوال عقود، والآن جاءت الفرصة لتسليط الضوء عليه والاحتفاء به. وقال: إن هذا اليوم زاهٍ بالنسبة للمملكة العربية السعودية؛ لاجتماع هذه النخبة من العلماء المشاهير الذين خدموا العربية وعملوا على تطوير تعليمها وتدريسها في جميع أصقاع آسيا. وفي كلمة عن المؤتمر أشار الأستاذ الدكتور تشو وي لي، مدير لجنة الخبراء لمركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، إلى سلسلة من المحاولات التي بذلها بالتشارك مع الدكتور ابن جنيد خلال السنوات العشر الماضية من أجل إحياء فكرة مشروع الاستعراب الآسيوي، وتوفير منصة للمستعربين الآسيويين تستعرض جهودهم في خدمة العربية وتراثها وتاريخها وحاضرها. إثر ذلك جرى عرض فيلم تعريفي بمركز البحوث والتواصل المعرفي ونشاطاته وأهدافه واستراتيجياته وإصداراته وآفاقه الواعدة. وشتى أعماله ومجالاته، وشاهد الحضور عرضاً مرئياً عن انطلاق المؤتمر والجهود التي بُذلت في سبيل دعم جهود المستعربين ولملمة شتات جهودهم المبعثرة في رفوف المكتبات وقاعات الدرس؛ انطلاقاً من اهتمام عميق باستقطاب عشاق العربية ودارسيها من أنحاء العالم. ولفت العرض إلى الإهمال الذي عانى منه حقل الاستعراب الآسيوي طويلاً، متطرقاً إلى توجّه المملكة إلى تعزيز علاقاتها بدول آسيا، على صعُد متعددة، بما فيها الثقافي والحضاري والمعرفي، إلى جانب قضايا الاستعراب الآسيوي. واختتمت كلمات حفل الافتتاح بكلمة للأستاذ الدكتور ظهور أحمد أظهر، العميد الأسبق للكلية الشرقية لجامعة البنجاب الباكستانية، شدد فيها على أهمية متابعة ما تم إنجازه خلال قرون في مجال تأثر شعوب القارة الآسيوية في عصور النهضة الإسلامية باللغة العربية وحضارتها وثقافتها وعلومها. وكان قد تم افتتاح معرض الخط العربي المصاحب للمؤتمر الذي يعرض نحو 50 عملاً من اللوحات الفنية لعدد من الفنانين الآسيويين المشاركين في المؤتمر. حضور آسيوي كبير في المؤتمر